المشهد اليمني الأول/

كشف نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي للشؤون الإعلامية العميد عبدالله بن عامر أن عملية اغتيال الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي وثقت بالصوت والصورة وأن معلومات مهمة تم التوصل اليها نهاية العام الماضي تؤكد وجود فيلم صوت وصورة يوثق كافة تفاصيل الاغتيال بدءاً من دخول الرئيس الحمدي إلى المكان الذي ارتكب فيه القتلة جريمة الاغتيال وحتى إطلاق الرصاص عليه متضمناً كذلك تفاصيل ما حدث بين الحمدي والقتلة وجميعها تفاصيل مثيرة وصادمة.

وأضاف عامر أن حقيقة وجود الفيلم تتعزز يوماً بعد آخر سيما بعد الوصول إلى أكثر من مصدر وتوثيق شهادات لشخصيات شاهدت الفيلم.

وحول نقطة البداية في قصة الفيلم أكد نائب مدير دائرة التوجيه للشؤون الإعلامية أن أحد المقربين من مسؤول أمني كبير في الشطر الجنوبي قبل الوحدة أكد مشاهدته لفيلم يوثق عملية اغتيال الشهيد الحمدي وأن هذا المصدر الموثوق لم يكن ليجرؤ على الكشف على هذه المعلومة قبل مقتل الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح.

عامر أشار إلى أن ما أورده المصدر الموثوق قبل عدة أشهر دفعنا إلى البحث والتحري للتأكد مما ورد وقبل ذلك أخضعنا المصدر لعملية اختبار استناداً إلى المعلومات المتوافرة لدينا عن قضية الاغتيال وكذلك إلى التقنيات المستخدمة في التصوير بتلك الفترة وكنا نكرر طلب الحصول على إفادة المصدر أكثر من مرة وخلال أيام مختلفة للتأكد من أنه يورد نفس المعلومات وليس هناك أي تناقض فيما يتحدث به , وبعد أسبوع من تكرار الإفادة طلبنا منه توثيق شهادته خطياً وهو ما حدث بالفعل ثم بالصوت والصورة قبل أن يدلنا على أشخاص آخرين شاهدوا معه نفس المادة.

وأضاف بن عامر أن شهادة المصدر لم تكن كافية حتى يتم الإعلان عنها او الكشف عنها للرأي العام الأمر الذي تطلب إما الوصول الى المادة المرئية أو إلى شخصيات أخرى شاهدت الفيلم دون أن يكون لها علاقة بالمصدر الأول نظراً لخطورة ما سيتم الإفصاح عنه فكان لابد من الوصول إلى عدة مصادر وهو ما تم التوصل إليه بالفعل بعد شهادة المصدر الأول بعدة أسابيع وجميعها مصادر موثوقة ولا مصلحة لها بالكذب علينا وهو ما دفعنا إلى المزيد من البحث.

وبحسب بن عامر فقد تم التوصل إلى عدة مصادر شاهدت الفيلم منها مصادر وافقت على توثيق شهادتها للتاريخ وأخرى جاري التواصل بها وأن وجود أكثر من مصدر شاهد نفس الفيلم وفي زمان ومكان مختلفين عزز من صحة وجود الفيلم, إضافة إلى تطابق الشهادات في تفاصيل الفيلم وكذلك مع شهادة شاهد عيان كان حاضراً أثناء عملية الاغتيال وسيتم الكشف عن تفاصيل هذه الشهادة لاحقاً.

وحول طريقة التصوير في تلك الفترة ومدى إمكانية قبول القتلة بتوثيق العملية كون ذلك يعتبر دليل إدانة ضدهم قال بن عامر: إن جميع الأسئلة التي قد تتبادر إلى ذهن أي شخص تم الوصول إلى إجابات منطقية لها منها على سبيل المثال أسئلة تتعلق بالفيلم وكيف تم التصوير ولماذا التوثيق وهل كان القتلة أغبياء لدرجة ترك دليل يوثق الجريمة وهم من اخترعوا قصة أخرى للاغتيال إضافة إلى أسئلة تتعلق بكيفية وصول الفيلم إلى من شاهده ومتى وكيف ولماذا وأين وجميع هذه الأسئلة بحسب رواية بن عامر تم الإجابة عليها بما في ذلك التقنيات المستخدمة في التصوير في تلك الفترة وسيتم الكشف عن كل هذه التفاصيل إضافة إلى تفاصيل الفيديو خلال الفترة القادمة.

وعن أسباب الكشف عن هذه المعلومات وفي هذا التوقيت قال عامر إننا كنا نفضل عدم التطرق إلى هذه المعلومات حتى نتوصل إلى المزيد من الأدلة من جهات جرى التفاوض معها لتزويدنا بما لديها إلا أن إشارة شبكة الجزيرة لوجود الفيلم فرض علينا ضرورة إطلاع الشعب اليمني على آخر ما تم التوصل إليه في هذه القضية المهمة بالنسبة لكافة اليمنيين.

واعتبر بن عامر إشارة القناة الى الفيلم يؤكد وجوده فهي توصلت عبر مصادرها الى وجود فيلم يوثق الاغتيال كما توصلنا نحن عبر مصادرنا إلى ذلك وقد فضلنا التكتم على ما نجمعه من معلومات حتى نصل إلى الفيلم.

مضيفاً أن من حق الشعب اليمني أن يصل إلى كل الحقيقة وهو ما يتطلب من كل الوطنيين المخلصين الذين يمتلكون معلومات وأدلة إضافية بأن عليهم موافاتنا بها إبراءً للذمة وإنصافاً للعدالة والحقيقة آملاً أن يمثل الكشف عن وجود الفيلم دافعاً لمن يمتلك معلومات بأن يسهم في كشف الحقيقة سيما أولئك الذين سبق وإن برروا صمتهم خلال الفترة السابقة فاليوم لا مبرر لهم.

أما عن إمكانية وجود نسخ من الفيلم ولدى أي جهات قال العميد بن عامر إن المعلومات الأولية تؤكد أن توثيق العملية كان بطلب سعودي وأن الفيلم وصل بطرق مختلفة إلى أجهزة مخابرات أجنبية إضافة إلى نسخة وصلت إلى جهات في الداخل وتحديداً في الشطر الجنوبي قبل الوحدة وهي نسخة خضعت لعملية مونتاج بحيث تم إخفاء وجوه القتلة وعلى الأرجح أنها أتلفت بفعل تقادم الزمن أو تعاقب الاضطرابات في الشطر الجنوبي كأحداث يناير 1986م وقيام جهات مرتبطة بسلطة الشمال بشراء تلك النسخ مقابل أموال باهظة ومع كل ذلك فهذا لا يعني أن جميع النسخ اتلفت بل إن هناك مؤشرات تؤكد أن الوصول إلى الفيلم أصبح أكثر سهولة من ذي قبل.