المشهد اليمني الأول/

شكَّل التوتر المتصاعد مؤخراً بين الولايات المتحدة والصين مادة دسمة للحديث عن صراع تجاري بين أكبر عملاقين اقتصاديين في العالم، لكن التركيز الكبير على الجانب التكنولوجي بين البلدين، من خلال فرض الولايات المتحدة حظراً على الشركات الصينية وعلى رأسها هواوي، ما دفع للتساؤل عن السبب الرئيسي لاتخاذ تلك الإجراءات.

خبراء تقنيون أكدوا أن شبكات الجيل الخامس 5G هي أحد الأسباب الرئيسية للتوتر والـ صراع بين الصين والولايات المتحدة، فقد وجدت الولايات المتحدة نفسها متأخرة عن تلك التقنية، بينما تصدرت فيها الصين، وصنعت لنفسها موطئ قدم لإمداد التقنيات الخاصة بشبكات الجيل الخامس 5G لعدد من دول العالم، منها دول أوروبية حليفة لأمريكا، ما أشعل صراع حاد بين أمريكا والصين.

5G.. تقنية السرعة الفائقة

يعد نظام 5G النظام الأحدث للاتصالات اللاسلكية، ولا توفر هذه الخدمة حالياً إلا خمس شركات، هي هواوي و ZTE (الصينيتان) ونوكيا (الفنلندية) وسامسونغ (الكورية الجنوبية) وأريكسون (السويدية). وقد دخل النظام الجديد حيز الاستخدام في أبريل 2019 في كوريا الجنوبية.

وسيشكل الجيل الخامس من التقنية اللاسلكية نقلة نوعية من خلال تجهيز المستهلكين والشركات باتصالات تكون أسرع 100 مرة من شبكات الجيل الرابع.

ويقول خبراء التكنولوجيا إن هذه التقنية قد تغير حياتنا تغييراً جوهرياً، إذ ستسمح سرعتها الفائقة بالسيطرة على السيارات ذاتية القيادة وإجراء عمليات جراحية عن بعد، وتمتد هذه التقنية في كل أوجه الحياة من شبكات المواصلات إلى منشآت توليد الطاقة، وستصبح جزءاً لا يتجزأ من البنية التحتية لكل الدول.

تصدّر هواوي

وفقاً للبيانات الرسمية الصادرة من “المنظمة العالمية للملكية الفكرية”، سجلت الشركة قرابة 5 آلاف و400 براءة اختراع في مؤسستها في العام 2018، لتحل في المرتبة الأولى عالمياً.

وتحولت هواوي الصينية بكل هدوء إلى أحد أبرز مورّدي المعدات التي تشكل عصب شبكات الاتصال اللاسلكية، تحديداً في الأسواق النامية بفضل أسعارها المنافسة، ومكنت معدات 5G المتطورة هواوي من اختراق أسواق الدول المتقدمة مثل بريطانيا وألمانيا.

وعلى الرغم من الضغوط الأمريكية نجحت الشركة في توقيع 40 عقداً تجارياً لتركيب شبكات، وشحن أكثر من 70 ألف محطة اتصالات أساسية لشبكات الجيل الخامس إلى العملاء في جميع أنحاء أوروبا والشرق الأوسط ودول في آسيا. وتعد أوروبا أكبر سوق لهواوي خارج الصين، وتعتبر معداتها جزءاً أساسياً من البنية التحتية اللاسلكية في القارة.