مقالات مشابهة

فوضى أمنية واشتباكات تشهدها مدينة مأرب وقيادي إخوانجي ينهب أموالاً من فرع البنك المركزي

المشهد اليمني الأول/

إثر الهزائم والانتكاسات…حزب الإصلاح يجلب إرهابيين إلى مارب للقتال وإشاعة الفوضى
وضع تحرير مدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف ، مارب أمام خيار التحرير الحتمي ، وطريقة عودتها إلى حضن الحكومة المركزية في العاصمة صنعاء لا زال فقط بيد سلطة العمالة هناك سلما أو حربا ، وهو ما لا تفضله العاصمة صنعاء انطلاقاً من حرصها على حقن دماء اليمنيين.

وعودة مارب بات قرارا سياسيا بامتياز حتى قبيل خروج محافظة الجوف من يد عملاء العدوان ، حسبما كشف عنه عضو المكتب السياسي لأنصار الله محمد البخيتي بأن وساطة عربية أجلت اتخاذ القرار المتاح عسكريا .

يكشف خبراء عسكريون أن معركة المشجح التي قادها وزير دفاع المرتزقة اللواء محمد المقدشي بنفسه وكاد يخسر حياته الأسبوع المنصرم ، أظهرت الانهيار الكبير الحاصل في معنويات قوات المرتزقة ، وعجز ما تبقى منها بعد الانهيار الكبير في نهم والجوف عن تحقيق أي نصر يذكر ولو معنويا ، أو القدرة على الاحتفاظ بالمدينة ، آخر معاقل الإخوان ومرتزقة تحالف العدوان .

لا تبعد منطقة المشجح عن مأرب سوى 10 كيلومترات ، ويمكن لسكان المدينة في الجهة الجنوبية الشرقية مشاهدة المعارك بالعين المجردة ، وما تبقى من قوات المرتزقة غير قادرة عمليا على الصمود في وجه الاندفاعة القوية للجيش واللجان الشعبية باتجاه مدينة مأرب من عدة جهات الشمال الشرقي المشجح هيلان ، و الشمال الغربي من جهة حريب القراميش ، والشمال الشرقي حيث توغل الجيش واللجان في مديرية مدغل.

معركة المشجح على تخوم مدينة مارب والتي تكبد فيها الإخوان والمرتزقة ما يقرب من مائة قتيل وجريح تأكد مقتل نحو 30 منهم جرى إعلان أسمائهم من قبل المرتزقة ، فيما حوصرت مجموعات أخرى ، كشفت كذلك عن حجم الارتباك الكبير وعقم التخطيط في مستويات القيادة لدى المرتزقة.

ثمة نقاط اقرب إلى مدينة يسيطر عليها الجيش واللجان الشعبية ، نقطة الكسارة جنوب غرب مدينة مارب جنوب غرب مارب التي يسيطر عليها الجيش واللجان ، وتبعد نحو 7 كيلو مترات.
وبالانتقال شمال شرق مدينة مارب فإن المعارك اقتربت من كمب بن كعلان حيث تتواجد مخيمات النازحين من مدينة مارب ، ونشر الإعلام الحرب صورا لتلك المخيمات ، والقريبة من مدينة مأرب وليست هناك تباب أو جبال مانعة .

لكن وبحسب خبراء عسكريين فإن اختيار منطقة المشجح لشن هجوم مضاد ، كان بهدف معنوي وهو الاقتراب من جبل هيلان الاستراتيجي ، والترويج لنصر معنوي يمكن سلطة مارب ومن خلفها شرعية الخونة إغواء القبائل بالقتال مجددا إلى جانبهم ،وبانهم لايزالون قادرين على تحقيق انتصارات وتغيير موازين المعركة ،– لم تكن حزم الجوف سقطت بعد – أما وقد سقطت فيؤكد سكان محليون بأن المهمة أصبحت صعبة للغاية ، وباتت القبائل تفضل الحياد .

الكرة الآن في ملعب سلطة مارب الإخوانية بالدرجة الأولى ، لكن ما اعلنه مصدر عسكري عن وصول نحو 320 من عناصر القاعدة نهاية الأسيوي المنصرم ، وما افادت به مصادر محلية في داخل مدينة مأرب عن استمرار توافد العناصر التكفيرية إلى المدينة ، لايبشر بنهاية سلمية للوضع في مأرب.

مشائخ في محافظة مارب اكدوا بأن استجلاب هذه العناصر الإجرامية بقدرما يؤكد حالة الانهيار والتخبط الذي تعيشه قيادات الإخوان في مارب وافتقادها زمام المبادرة بعد انهيار قوام 22 لواء عسكريا في نهم والجوف ومأرب 17 منها كانت تتواجد في نهم ، فإنه يبعث على القلق في أوساط السكان المحليين الذين يفضلون انتهاج خيارات السلام بدلا عن القتال .

يشير هؤلاء إلى أن الحكومة في صنعاء لن تقبل بان تتحول مارب إلى بؤة للقاعدة ، وان يؤخذ السكان رهائن في يد العناصر التكفيرية التي تعد قوى التحالف برفع عديدهم إلى نحو 6 آلاف .
ويتابع هؤلاء أن مهمة عناصر القاعدة ظاهريا تشكيل خط دفاعي داخل المدينة انطلاقا من خلفيتهم العقائدية ، لكن مهامهم الأساسية ستكون ترهيب مشائخ القبائل ممن باتوا يميلون إلى الحياد بمناطقهم وقبائلهم عن القتال الخاسر إلى جانب الاخوان ، أو الذين اخذوا يتواصلون يتواصلون بالجيش واللجان الشعبية للعودة إلى حضن الحكومة في صنعاء .

لا تستبعد وجاهات قبلية في مارب أن تشهد المحافظة في المديريات التي لاتزال تحت سلطة المرتزقة اغتيالات لمشائخ القبائل وتفجيرات تنفذها هذه العناصر وهي ما تبرع فيه ، وإجبارهم على الانخراط مجددا في القتال ضد الجيش واللجان الشعبية ، لافتين إلى أن من تم استقدامهم عناصر إجرامية مدربة على عمليات التفخيخ والاغتيالات .

بالقرب من مدينة مارب في الجهة الشرقية يوجد مركز أبو الحسن الماربي – مصري الجنسية – وهو مدعوم سعوديا ، وتحت إمرته تسعى الرياض لتجميع عناصر القاعدة وداعش لأبو الحسن الماربي تاريخ صدامي خاصة في السنوات الأخيرة مع الإخوان وسلطتهم في مارب ، وهو ما قد يشكل أرضية لصدام جانبي نتيجة تقوية جناح أبو الحس الماربي .

بحسب الخارطة العسكرية فإن مديريات مارب الكبيرة أضحت محررة بالكامل ماعد مديرية مدغل محط رحال قبيلة الجدعان والتي توغل فيها الجيش واللجان وتشه معارك حاليا ، كما أن المرتفعات الاستراتيجية في المحافظة بما في ذلك جبل هيلان الاستراتيجي بيد الجيش واللجان بالكامل ، ولم يعد خارجا عن سيطرة الجيش واللجان سوى جبال تفصل بين البيضاء ومارب حيث تتخذ منها عناصر القاعدة ملاذا لها ، لكنها لا تمثل من الناحية العسكرية أهمية في معركة مدينة مأرب المتوقعة ، حال لم تفلح وساطة الدولة العربية التي تحدث عنها عضو المكتب السياسي محمد البخيتي في حل سلمي يحقن الدماء ، ولن ترضى صنعاء بأقل من عودة مدينة مأرب وكامل المحافظة إلى حضن الدولة .

الأنباء الواردة وكشف عنها مصدر عسكري نهاية الأسبوع المنصرم فإن غالبية من يتم استقدامهم من عناصر القاعدة نحو 250 منهم يأتون من مناطق الجنوب ، و70 تم استجلابهم من البيضاء .

وفي هذا الصدد أشار مصدر عسكري كذلك إلى استحالة عبور هذه الإعداد من الجنوب إلى مارب دون علم وموافقة التحالف ، الذي يقرأ بدقة الوضع الحرج عسكريا في مارب ، محاور القتال حول مدينة مأرب تتسم بجغرافية رملية منبسطة نوعا ما ، وفي ظل انعدام الأمن الجوي بالنسبة لطيران تحالف ، واستغناء التحالف عن التحليق الحر فوق محاور القتال ، فالافضلية باتت ميدانيا لقوات الجيش واللجان الشعبية ، ووضع صعب للغاية لم يعهدة المرتزقة يتمثل في القتال دون غطاء جوي أو طيران مقيد لن يكون ذا جدوى في ارض المعركة .

سيناريو اقتياد الإخوان في مارب إلى معركة قد لا يريدونها وارداً ، فالإصلاح وضع مصالحه أو جلها في مارب ، ومن الحكمة تجنيبها القتال والبحث عن حل سلمي في ظل انسداد أفق المعركة عسكريا ، وهو رأي جناح كبير داخل الحزب .

ويذهب متابعون في هذا السياق إلى أن تجميع عناصر القاعدة وداعش إلى مارب فخ ينصب للإخوان أكثر منه لقوات الحكومة في صنعاء ، وهو من جانب آخر يقدم دليلا جديدا على كون القاعدة وداعش جزءاً من أدوات التحالف في الداخل اليمني، كلما انهارت معنويات مرتزقته أو سقطت أهدافه .

لا تخفي الإمارات أحلامها في القضاء على تنظيم الإخوان ، ولا تعارضها السعودية في ذلك في ظل قيادة محمد بن سلمان ، مارب هي النقطة الأخيرة قوة وثراء للتنظيم الدولي للإخوان في جنوب الجزيرة العربية وفي اليمن ، والأقرب إلى دول الخليج ، وإدارة معركة في مارب فرصة سانحة لتحقيق هذه الغاية .

ويذهب مؤيدو الطرح إلى التذكير بالصدامات التي وقعت بين الإخوان والتيارات السلفية في مارب التي تعرضت للتقييد ومصادرة حريتها ومراكزها خلال 5 سنوات من سيطرة حزب الإصلاح على مارب ، وبلغت حدته بخروم أبو الحسن المصري إلى قبيلة عبيدة ، وانزال خطباء سلفيين من المنابر وتصفية احدهم أمام العامة ، وعناصر القاعدة عقائديا يميلون إلى السلفيين في المواجهات الداخلية بين اطراف المذهب الوهابي .

وفي ظل هذا المناخ المشحون سلفا بين التيارين الإصلاحي والسلفي وميول عناصر القاعدة إلى الأخير ، لا يستبعد أن تشهد مدينة مارب صدامات دامية داخليا في وقت قريب ، وأن يعمد السلفيون من أتباع الماربي إلى الثأر من الإخوان الذين يمرون بمرحلة ضعف شديد ، لكل الإهانات والمعاناة التي لاقوها خلال السنوات الماضية .

وثمة سيناريو كارثي لا يمكن تجاهله ويشكل خطورة هذه المرة باتجاه المجلس الانتقالي الجنوبي ، في منح الإخوان سلطة على مناطق في شبوة ووادي حضرموت ، ما يؤيد هذا السيناريو هو استمرار نقل الأموال من البنك المركزي في مارب إلى سيئون حيث أفادت مصادر مطلعة في مدينة مارب عن نقل الإصلاح 20 مليون دولار و50 مليون ريال سعودي و30 مليار ريال يمني ، وسط حراسة مشددة.
وقالت هذه المصادر عن نقل الأموال من خزائن البنك المركزي في مارب يشرف عليها القيادي الإصلاحي محمد سالم بن عبود .

ثمة حديث يسري في مأرب بأن الإخوان تلقوا عرضاً من التحالف في حال مضوا بخيار المواجهة إلى تعويضهم وإقامة كيان لهم في شبوه ووادي حضرموت ، وبالتالي يبقي التحالف الإخوان شوكة تخنق الانتقالي وتبقيه تحت أقدام المحتل .

المبادرة التي تقدم بها فريق المصالحة الوطنية تمثل حبلا للنجاة تمده الحكومة المركزية في صنعاء لإنقاذ الإصلاح من نهاية حتمية وفق كل السيناريوهات المطروحة في مارب ، والحماقة تكمن في رفضها أو تقطيع الوقت مضيا وراء تحالف يتهاوى وتختنق أهدافه في اليمن واحدة تلو الأخرى.