مقالات مشابهة

في حال رفض ترامب الخروج من البيت الأبيض.. من سيتكلف بخروجه؟

المشهد اليمني الأول/

ينص التعديل الـ20 لدستور الولايات المتحدة، على أن ترامب أو أيّ رئيس آخر يفقد ولايته في 20 يناير ظهراً، إذا حاول البقاء بعد ذلك، فإنّ “الحارس نفسه الذي كان مكلفاً بحماية صاحب المنصب الأعلى في البلاد، عليه أن يطرده”.

منذ ما قبل الانتخابات الأمريكيّة، ويدور الحديث حول ما إذا كان الرئيس دونالد ترامب سيرفض تسليم السلطة ومغادرة البيت الأبيض في حال خسر المنصب. هذا الحديث، ارتفعت حدته بعد الانتخابات، ومع اقتراب المرشح الديمقراطي جو بايدن من الفوز بانتظار الإعلان النهائي للنتائج مع الانتهاء من فرز أصوات 6 ولايات.

أكد فريق بايدن في بيان له الجمعة، أنّ “الشعب الأمريكي هو الذي سيقرر الانتخابات”، مشيراً إلى أنّ “حكومة الولايات المتحدة قادرة تماماً على مرافقة المتسللين خارج البيت الأبيض”.

وقال مسؤول أميركي سابق وخبيران لمجلة “نيوزويك”، إن “الخدمة السريّة” هي التي ستخرج ترامب من البيت الأبيض في في حال رفض مغادرته.

السيناريوهات التي ناقشتها مجلة “نيوزويك” مع مصادرها هي سيناريوهات “افتراضيّة”، مبرزةً أنّه “رغم أنّ ترامب لديه طريق ضيّق للفوز في المجمع الانتخابي، إلا أنّه لم يقل أو يشير أبداً إلى أنه سيواصل احتلال البيت الأبيض بعد استنفاد أي طعون قانونيّة”.

ومع ذلك، أوضحت المجلة في تقرير لها، أنّ “هذا ما يحدث عندما لا يقف الرئيس الحالي ويمرر العصا إلى خليفته”، مشددةً على أنّه “لم يسبق لذلك مثيل في الولايات المتحدة، ولا يوجد تهديد وشيك بحدوث ذلك في كانون الثاني/يناير المقبل، ولكن هناك خطة قائمة في حال منع انتقال السلطة”.

المجلة تحدثت عن أنّه “ينص التعديل الـ20 للدستور الأميركي، على أن ترامب، أو أيّ رئيس آخر، يفقد ولايته الرئاسيّة في 20 يناير ظهراً، وإذا حاول البقاء بعد ذلك، فإنّ الحارس نفسه الذي كان مكلفاً بحماية صاحب المنصب الأعلى في البلاد، عليه أن يطرده”.

وقال مسؤول سابق شارك في عمليّة نقل السلطة بين الرئيس السابق باراك أوباما وترامب لمجلة نيوزويك: “سوف يرافقه جهاز المخابرات، وسيعاملونه مثل أيّ رجل عجوز كان يتجوّل في الممتلكات”.

وحول ما إذا كان ترامب سيحضر بالفعل حفل يوم التنصيب أم لا، فهذا أمر “غير ذي صلة بالنقل الفعلي للسلطة، حيث يفقد ترامب أيضاً وسائل النقل المميّزة مثل طائرة الرئاسة وسيارته الليموزين الشهيرة، الوحش”.

مالكولم نانس، المتخصص السابق في المخابرات البحريّة الأميركيّة ومكافحة الإرهاب، أكد للمجلة أنّه “اعتباراً من ظهر يوم 20 يناير 2021، لا تنتمي الليموزين ولا الطائرة ولا البيت الأبيض له”.

وأكدت المجلة أنّه “تمّ بناء هذا النظام عن قصد، ليعمل بشكل مستقل عن نزوات أيّ شخص تصادف وجوده في البيت الأبيض في ذلك الوقت”.

أمّا نانس فأكد أنّ “عملية الانتقال مؤتمتة. ستحدث الأمور المنهجيّة سواء كان ترامب مشاركاً راغباً أم لا، وإذا قال إنه لن يغادر البيت الأبيض فعلياً، فسوف يخرجونه بأنفسهم”.

كما يفقد ترامب بعد ذلك التاريخ، مكانته كقائد عام للقوّات المسلحة، مما يعني أن البنتاغون “لا يمكنه ولن يأتي لمساعدته إذا أدى بايدن اليمين الدستوريّة”.

وأوضح متحدث باسم البنتاغون للمجلة، أنّه “يصبح رئيس الولايات المتحدة هو القائد الأعلى للقوات المسلحة بعد أداء اليمين الرئاسي، ولا يحتفظ الرئيس السابق بأيّ سلطات لها صلة بالقوّات المسلحة”.

مثل هذا السيناريو بحسب مجلة “نيوزويك”، سيكون غير مسبوق. فمن بين 44 رجلاً سبقوا ترامب في الرئاسة، تنازل 35 منهم عن السلطة طواعية إمّا بسبب انتهاء فترة ولايتهم أو خسارتهم الانتخابات أو اختيارهم لعدم الترشح مرة أخرى، كما مات ثمانية واستقال واحد.

“الجمعية التاريخيّة للبيت الأبيض” أوضحت للمجلة أنّه لم يرفض أيّ رئيس ترك منصبه أو إخلاء البيت الأبيض في سياق التاريخ الأميركي”، مؤكدةً أنّه “لا يوجد سبيل لترامب لإطالة أمد إدارته ولا تعيين نائبه، مايك بنس”.

كما قالت الجمعية أنّه “لا يوجد نص دستوري لتمديد فترة الرئاسة. إذا لم يتمّ اختيار رئيس بحلول 20 يناير 2021، فسيبدأ التسلسل القانوني للخلافة، ممّا يعني أن رئيس مجلس النواب، نانسي بيلوسي حالياً، هي من ستتولى الرئاسة”.

المجلة أكدت أنّه “في الواقع، لقد تمّ بالفعل تخيّل سيناريو ترامب غير الراغب في الانسحاب، من قبل كبار الخبراء القلقين بشأن احتمالية حدوث خلل في ديمقراطية الولايات المتحدة”.

كما لم تستبعد المجلة، أن تتحوّل التظاهرات الشعبيّة في جميع أنحاء البلاد إلى أعمال عنف “مع عدم اليقين الجديد الذي يسيطر على بلد مضطرب بالفعل ويواجه فيروس كورونا”.

وأشارت مجلة “نيوزويك” إلى أنّه “لم يرد البيت الأبيض والخدمة السريّة على طلبها للتعليق على الموضوع”.

يذكر أنّ “الخدمة السريّة” هي وكالة حكوميّة تابعة لوزارة الأمن الداخلي للولايات المتحدة، ومن مهمتها حماية رئيس البلاد، نائبه، أسرهم، وبعض الشخصيات كمرشحي الرئاسة والرؤساء السابقين وكبار الشخصيات الأجنبيّة التي تزور البلاد ومساكنهم الرسميّة، مثل البيت الأبيض