مقالات مشابهة

بعد فوز بايدن.. حكام العرب في ورطة وملفات شائكة تنتظر تغيير النهج القديم

المشهد اليمني الأول/

ما أن أعلنت وسائل إعلام أمريكية فوز المرشح الديمقراطي “جو بايدن” بالسباق إلى البيت الأبيض، على حساب الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، حتى انطلقت دعوات عربية وإسلامية للرئيس المنتخب تحثه على إصلاح ما أفسده “أبو إيفانكا”.

فمن دعم الحرب الكارثية في اليمن إلى حماية الديكتاتوريين، وإعلان القدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، ونقل السفارة الأمريكية إليها، مرورا بالاعترف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل، وغيرها من القضايا الحساسة التي تورط فيها الرئيس الخاسر، ويعول كثير من سكان الشرق الأوسط على “بادين” لإحداث تغيير جوهري فيها.

واعتبرت صحيفة “واشنطن بوست” أنه لا يمكن التسامح مع “الخراب” الذي ارتكبه الرئيس دونالد ترامب، خلال السنوات الأربع الماضية، مشددة على ضرورة عدم السكوت عنه.

وفيما وصفت الصحيفة ترامب بأنه”رجل نرجسي خبيث، احتل البيت الأبيض لما يقرب من أربع سنوات”، شددت على أن الرئيس الجمهوري “تسبب في ضرر إلى حد لا يمكن إصلاحه، إلا بجهد شاق من رئيس مستقبلي، وكونغرس مخلص، ومحب للدستور”.

فلسطين

فلسطين تعتبر واحدة من أكثر الدول التي عانت من سياسات ترامب وقراراته “الهوجاء”، منذ توليه السلطة، مطلع عام 2017/، حتى بات يُعرف بأنه “الرئيس الأكثر سوءا بالنسبة للفلسطينيين”.

ففي 6 ديسمبر/كانون الأول 2017، أعلن ترامب رسميا، اعتراف إدارته بمدينة القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل. وفي مايو/ أيار 2018، نقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى القدس.

أما على الصعيد الاقتصادي، مارس الرئيس الأميركي “سياسة الخنق والتضييق” المالي على الفلسطينيين، ففي 16 يناير/كانون أول 2018، جرى تقليص مساعدات واشنطن لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، وفي 3 أغسطس/ آب 2018، قرر قطعها بالكامل.

ومنذ ذلك التاريخ، تعاني “أونروا” من أزمة مالية حادة، أثرت بشكل كبير على تقديم مساعداتها للشعب الفلسطيني، الذي يعاني من حصار خانق، تفرضه سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

وأوقفت إدارة ترامب في 2 أغسطس/آب 2018، كل مساعداتها لفلسطين، بما يشمل المساعدات المباشرة للخزينة وغير المباشرة. ولم يكتف ترامب بذلك، ففي 10 سبتمبر/أيلول 2018، أمر بإغلاق مكتب منظمة التحرير، وحساباتها المصرفية، ثم طرد السفير الفلسطيني لديها حسام زملط وعائلته.

وفي مطلع العام 2020، أعلن خطة “صفقة القرن”، لتصفية القضية الفلسطينية، والتي تتضمن إجحافا كبيرا بالحقوق الوطنية للفلسطينيين. وفي 29 أكتوبر/تشرين الأول 2020، سمحت واشنطن لمواليد القدس من الأميركيين، بتسجيل إسرائيل مكانا للميلاد، وهي خطوة تهدف إلى تكريس اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة مزعومة لدولة الاحتلال.

ورغم احتفاء عدد من القادة الفلسطينيين بهزيمة ترامب، إلا أنهم لا يتوقعون تغييرا استراتيجيا كبيرا في الموقف السياسي الأميركي تجاه القضية الفلسطينية، وهو ما أكده نبيل شعث، الممثل الخاص للرئيس الفلسطيني محمود عباس.

العدوان على اليمن

الحرب في اليمن تعد هي الأخرى ملفا شائكا ينتظر الرئيس الجديد، لاسيما وأنها تسببت بأكبر كارثة إنسانية في العالم. ويعقد اليمنيون الأمل على “جو بايدن” لوقف دعم بلاده لهذه الحرب التي تقودها السعودية والإمارات.

وما يعزز قناعتهم بذلك، هو أن الرئيس الديمقراطي وبعد ترشيحه رسميا من قبل حزبه، أعلنت حملته، بشكل رسمي ضمن برنامجه الانتخابي، أنه سينهي دعم الولايات المتحدة للحرب في اليمن إذا انتُخب رئيسا.

وأكد بايدن أنه سيعيد تقييم علاقة واشنطن بالرياض، وشدد على ضرورة أن لا تتنكر الولايات المتحدة لقيمها من أجل بيع الأسلحة أو شراء النفط. ويتفق برنامج بايدن مع الكونغرس الأميركي، الذي يؤيد بشكل عام وقف الدعم العسكري لتحالف العدوان السعودي.

 

دعم الديكتاتوريين

ثمنت جماعة الإخوان المسلمين، فوز “بايدن” برئاسة الولايات المتحدة، مطالبة الإدارة المنتخبة بمراجعة “سياسات دعم ومساندة الدكتاتوريات”. وجاء ذلك في بيان للجماعة موقع من إبراهيم منير، القائم بأعمال المرشد العام للجماعة.

وشددت الجماعة في بيانها على أن “أي سياسات يتم فيها تجاهل الشعوب وخياراتها الحرة والاكتفاء ببناء علاقاتها مع مؤسسات الاستبداد الحاكمة، ستكون اختيارا في غير محله، ووقوفا على الجانب الخاطئ من التاريخ”.

من جانبها، قالت مجلة “فورين بوليسي” إن الأمير السعودي محمد بن سلمان راهن بشدة على إعادة انتخاب دونالد ترامب، لكن يبدو أن الموقف السعودي سيكون أكثر عزلة بعد فوز المرشح الديمقراطي

في سباق الرئاسة.

وأشارت الصحيفة إلى أنه ليس من الواضح بعد ما إذا كان “جو بايدن” يعتزم الاستمرار في احتواء طموحات إيران في غياب العقوبات، مؤكدة أن هذا الأمر “سبب رئيسي للقلق السعودي”.

كما ذكّرت فورين بوليسي بوصف “بايدن” للرياض بأنها “منبوذة” ووعد بمعاملتها على أساس ذلك، إضافة إلى تأييده للنتائج التي توصلت إليها وكالة المخابرات المركزية بشأن القتل الوحشي للسعودي المعارض جمال خاشقجي، التي أشارت إلى أن القتل كان بأمر من ولي العهد.

أما فرعون مصر عبدالفتاح السيسي، فلم يكن بعيدا عن برنامج الرئيس الديمقراطي، حيث أدان “بايدن” تعرض معارضين مصريين للاعتقال والتعذيب والنفي من بلادهم. وفي إشارة إلى الرئيس الانقلابي قال بايدن: “لا مزيد من الشيكات على بياض للديكتاتور المفضل لترامب”.