مقالات مشابهة

صواريخ عابرة للقارات هاوسونغ15.. قصة أسلحة كوريا الشمالية الجبارة المخبأة بعيداً عن أعين أمريكا

كيف تستطيع دولة فقيرة ومعزولة أن تمثل مصدر قلق ورعب لمجموعة من أكثر دول العالم تقدماً؟ تجدد هذا السؤال ومعه القلق من أسلحة كوريا الشمالية بعد سقوط صاروخين باليستيين أطلقتهما كوريا الشمالية في البحر، الخميس 25 مارس/آذار.

ولم يتسب الصاروخان بأضرار، لكنَّ الخبراء يقولون إنَّ عملية الإطلاق تمثل دليلاً إضافياً على أنَّ الترسانة العسكرية المتنامية للزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، تُشكِّل تهديداً كبيراً لكوريا الجنوبية واليابان، بل وحتى للبر الرئيسي للولايات المتحدة، حسبما ورد عن شبكة CNN الأمريكية.

أهم أسلحة كوريا الشمالية

الصواريخ الحاملة للرؤوس النووية

تعد الرؤوس النووية المحملة على الصواريخ الباليستية هي أخطر أسلحة كوريا الشمالية من وجهة نظر أمريكا وحلفائها.

وقال “مجلس العلاقات الخارجية” الأمريكي، في تقرير مطول عن القدرات العسكرية لبيونغ يانغ: “يمكن أن يكون لدى كوريا الشمالية أكثر من 60 رأساً نووياً وفقاً لتقديرات المحللين، وقد اختبرت بنجاح صواريخ بإمكانها ضرب الولايات المتحدة برأس نووي”.

وقالت وسائل الإعلام الرسمية الكورية الشمالية، الجمعة 26 مارس/آذار، إنَّ الصاروخين الباليستيين اللذين اختبرتهما بيونغ يانغ أمس –وهو ثاني اختبار للأسلحة في غضون أقل من أسبوع– كانا من طرازٍ أقل في المدى. وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية أنَّ الصاروخ كان “مقذوفاً تكتيكياً مُوجَّهاً من طراز جديد جرى تطويره حديثاً”، وقادر على حمل رأس حربي يزن 2.5 طن وقطع مسافة 600 كيلومتر.

وعقب الاختبار، قال ري بيونغ تشول، كبير المسؤولين عن تطوير أسلحة كوريا الشمالية، إنَّ تطوير منظومة السلاح هذه “أمر بالغ الأهمية في تعزيز القوة العسكرية للبلاد وردع كل أشكال التهديدات العسكرية الموجودة على شبه الجزيرة الكورية”.

ويبدو أنَّ هذا يشير إلى أنَّ هذين السلاحين على وجه التحديد لا يضعان أي أراضٍ أمريكية في خطر. لكنَّ اليابان، أهم حلفاء الولايات المتحدة في منطقة المحيط الهادي، والتي تستضيف العديد من القواعد العسكرية الأمريكية التي تضم عشرات الآلاف من الأمريكيين، شعرت بالقلق.

إذ وصف رئيس الوزراء الياباني، يوشيهيدي سوغا، عملية إطلاق الصاروخين، اللذين أُطلِقا باتجاه اليابان، بأنَّها “تهديد لأمن وسلم” بلاده.

وأظهرت كوريا الشمالية سابقاً امتلاكها صواريخ بإمكانها بلوغ اليابان. إذ اختبرت في عام 2017 صاروخين باليستيين حلَّقا فوق البلاد قبل أن يسقطا في المحيط الهادي.

صاروخ قادر على قصف أمريكا

واختبرت كوريا الشمالية في وقتٍ لاحق من ذلك العام صاروخاً باليستياً عابراً للقارات، من طراز “Hwasong-15″، الذي حلَّق صعوداً باتجاه السماء قبل أن يسقط في المياه قبالة سواحل اليابان. وقال ديفيد رايت، الخبير لدى منظمة “اتحاد العلماء القلقين”، إنَّ الصاروخ كان بإمكانه قطع مسافة 13 ألف كيلومتر لو كان حلَّق في مسارٍ اعتيادي.

وأضاف رايت في تصريحٍ آنذاك: “صاروخ كهذا سيكون مداه أكثر من كافٍ لبلوغ العاصمة الأمريكية واشنطن، وفي الواقع لبلوغ أي جزء في البر الرئيسي للولايات المتحدة”، ولو أنَّه أشار إلى أنَّ هذا المدى ربما لن يكون ممكناً إذا ما زُوِّد الصاروخ برأس نووي ثقيل.

مع ذلك، حتى رأس نووي صغير بإمكانه التسبب في مذبحة لا تُصدَّق. فالقنبلة الذرية التي فجَّرتها الولايات المتحدة فوق مدينة هيروشيما اليابانية عام 1945 قتلت 70 ألف شخص في انفجارها الأوّلي، وتركت عشرات آلاف آخرين يموتوت ببطء نتيجة الحروق أو الأمراض المرتبطة بالإشعاع. وقد اختبرت كوريا الشمالية قنابل تعادل حجم قنبلة هيروشيما وأكبر منها بكثير.

أكبر صواريخ كوريا الشمالية

عرضت كوريا الشمالية، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أكبر صاروخ لديها حتى الآن، وهو نسخة مُحدَّثة من صاروخ Hwasong-15 (يسميه الخبراء Hwasong16) والذي كان يجول في شوارع بيونغ يانغ على متن منصة إطلاق متحركة، ذات أحد عشر محوراً، خلال عرض عسكري. ويعد هذا الصاروخ أقوى أسلحة كوريا الشمالية على الإطلاق.

وبعد العرض، تحدث هاري كازيانيس، المدير الأول للدراسات الكورية بمركز الأمن القومي في واشنطن، قائلاً إنَّ الصاروخ بدا صاروخاً باليستياً جديداً عابراً للقارات، يعمل بالوقود السائل و”أكبر بكثير، ومن الواضح كذلك أنَّه أقوى بكثير، من أي شيء” موجود بترسانة كوريا الشمالية.

لكنَّ تقرير مجلس العلاقات الخارجية يشير إلى أنَّ الصاروخ الضخم الذي عُرِضَ خلال العرض العسكري لم يُختَبَر بعد، ولا تزال قدراته الحقيقية مجهولة. وذكر التقرير أنَّ “المحللين يقولون إنَّه يمكن أن يحمل عدة رؤوس نووية أو أشراك لإرباك منظومات الدفاع الصاروخي”، ما يزيد فرصه في ضرب أي مدينة أمريكية.

ويعتقد بعض الخبراء أن الصاروخ هواسونغ-16 (Hwasong-16) بمثابة وحش مرعب، يمكن أن يغير قواعد اللعبة بين أمريكا وبيونغ يانغ. سيسمح حجم الصاروخ وتكوين محركه المحتمل بحمل حمولة تصل إلى عدة آلاف من الأرطال إلى أي مكان في الولايات المتحدة، وفقاً لخبراء الأسلحة الذين شاهدوا الصاروخ الباليستي الجديد العابر للقارات.

من المحتمل أن الولايات المتحدة ليس لديها وسيلة فعالة لمواجهة الصاروخ الباليستي العابر للقارات هواسونغ-15، الذي يعتبر أقل قوة من هواسونغ-16، حسبما ورد في تقرير لمجلة The National Interest الأمريكية.

هل تستطيع كوريا الشمالية تحميل هذه الصواريخ برؤوس نووية؟

اختبرت كوريا الشمالية بنجاح قنابل نووية في 6 مناسبات، في أعوم 2006 و2009 و2013 ومرتين في 2016 وفي ،2017 و”كانت الانفجارات النووية لكوريا الشمالية تزداد قوةً في كل اختبار”، وفقاً للتقارير.

وبحسب دراسة أعدَّها علماء زلازل بجامعة كاليفورنيا في مدينة سانتا كروز، كان الاختبار الذي جرى في 2017 هو الأكبر بفارق كبير، ويُقدَّر أنَّ قدرته التدميرية تعادل 250 كيلوطناً من مادة تي إن تي. وللمقارنة كانت القوة التدميرية لقنبلة هيروشيما تعادل 16 كيلوطناً.

وزعمت كوريا الشمالية أنها فجرت في هذا الاختبار قنبلة نووية حرارية أو هيدروجينية، وفقاً لما ورد في تقرير لصحيفة The New York Times الأمريكية. لكنَّ الخبراء يُظهرون بعض الحذر هنا، فرغم تفجير القنابل بنجاح فإن كوريا الشمالية لم تُظهر بعد أنَّ بإمكانها تركيبها على صاروخ باليستي بفاعلية.

لكن مع التقدم الذي أحرزته كوريا الشمالية –خصوصاً في ظل برنامج كيم جونغ أون لتحديث الصواريخ- يقول خبراء إنَّه من المرجح أن تنجز كوريا الشمالية التكنولوجيا في مرحلة ما. وقال جيفري لويس، الباحث بمعهد ميدلبيري للدراسات الاستراتيجية، في تقرير مجلس العلاقات الخارجية: “سيتعين علينا أن نتعلم التعايش مع قدرة كوريا الشمالية على استهداف الولايات المتحدة بالأسلحة النووية”.

13 كتيبة صواريخ

وتصنع كوريا الشمالية المزيد والمزيد من الصواريخ، التقليدية والقادرة على حمل رؤوس نووية. وذكر تقرير توضيحي لوزارة الدفاع الكورية الجنوبية صدر في عام 2020 أنَّ بيونغ يانغ لديها 13 كتيبة صواريخ. ووفقاً للوثيقة، جرى الكشف في العرض العسكري في أكتوبر/تشرين الأول الماضي عن 9 صواريخ، بينها صاروخ باليستي عملاق عابر للقارات وصاروخ باليستي يُطلَق من الغواصات.

وقال التقرير: “من المتوقع أن تواصل كوريا الشمالية تحسين قدراتها النووية والصاروخية تحت مسمى تعزيز قدراتها للدفاع عن النفس، وحشد كل قوتها البشرية ومواردها بهدف تحسين حياة السكان بحلول عام 2022، حين تحل الذكرى السنوية الـ110 لميلاد كيم إل سونغ”، في إشارة إلى مؤسس كوريا الشمالية.

على الرغم من أن العالم مشغول بالأسلحة النووية لكوريا الشمالية، فإن البلاد قد خزنت أيضاً آلاف الأطنان من عوامل الأسلحة الكيماوية والبيولوجية التي يمكن أن تنقلها بصواريخها. عندما اغتيل الأخ غير الشقيق كيم جونغ نام في كوالالمبور في عام 2017، استخدمت كوريا الشمالية غاز الأعصاب VX المحظور دولياً في العملية.

كيف تخبئ كوريا الشمالية أسلحتها النووية؟

أسلحة كوريا الشمالية النووية قد تكون أكثر ترسانة معرضة لمحاولات الرصد وخطط التدمير في العالم، في ظل التوتر بين بيونغ يانغ من ناحية وواشنطن وسيول وطوكيو من ناحية أخرى.

وعلى عكس الولايات المتحدة وروسيا والدول الأخرى التي وضعت صواريخ باليستية عابرة للقارات في صوامع معززة ولكن ثابتة، فإن هذا الخيار أقل جاذبية لكوريا الشمالية لأن تلك المواقع الثابتة يمكن قصفها بسهولة قبل أن تتاح لها فرصة إطلاق الصواريخ.

وتظهر صور الأقمار الصناعية أن كوريا الشمالية تخفي شبكة واسعة من قواعد الصواريخ السرية في الجبال، حسب موقع Business Insider.

ففي عام 2018، اكتشف مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، بالاعتماد على صور الأقمار الصناعية وشهادات المنشقين والمقابلات مع مسؤولي الدفاع والاستخبارات، 13 قاعدة من بين ما يقدر بنحو 20 قاعدة صواريخ باليستية سرية محتملة مخبأة في جبال كوريا الشمالية.

ويقول تقرير المركز: “قواعد تشغيل الصواريخ هذه، يمكن استخدامها لجميع فئات الصواريخ الباليستية من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى وحتى الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، بما في ذلك صواريخ قادرة على حمل الرؤوس الحربية التقليدية والنووية”.

قواعد الصواريخ المخبأة، على وجه الخصوص، ليست مواقع إطلاق للصواريخ. بدلاً من ذلك، يبدو أن هدفها حماية ترسانة الصواريخ لكوريا الشمالية في حالة حدوث ضربة استباقية من أمريكا.

وتنخرط بيونغ يانغ في برنامج تمويه وإخفاء وتضليل فيما يتعلق بقوتها الصاروخية الباليستية”، حيث يوجد في هذه القواعد أنفاق تحت الأرض لتخزين منصات الإطلاق الناقلة للصواريخ التي يمكن نشرها وتوزيعها على مواقع الإطلاق المعدة مسبقاً. وهذه القواعد منتشرة في جميع أنحاء البلاد، وتقع عادة في الوديان الجبلية الصغيرة.

محاولة لاستخدام الغواصات

خلال الاستعراضات العسكرية التي أقيمت في تشرين الأول/أكتوبر وفي وقت سابق من هذا العام، عرضت كوريا الشمالية ما يشبه نسختين مطوّرتين من صواريخها الباليستية Pukguksong التي تُطلق من الغواصات.

تمتلك البلاد حالياً غواصة واحدة فقط يمكنها إطلاق صاروخ باليستي، لكنها تقول إنها تبني غواصة جديدة ذات قدرات أكبر. تعطي الغواصات ميزة هي الأهم في عملية الردع النووي وهي تنفيذ ضربة انتقامية، في حال تعرض الدولة لهجوم نووي أول مدمر.

جيش قوامه مليون فرد

وفي حين يُوجَّه معظم الاهتمام إلى طموحاتها النووية، فلا تجب الاستهانة بأسلحة كوريا الشمالية التقليدية. وتمتلك البلاد أحد أكبر الجيوش الدائمة في العالم، لكن الكثير من معداتها قديمة وعفا عليها الزمن، حسب The New York Times.

وسعت بيونغ يانغ إلى تعويض هذه النواقص من خلال بناء أسلحة نووية، ولكن أسلحة كوريا الشمالية التقليدية يعتقد أيضاً أنه قد يكون لها تأثير مدمر.

والحدود التي تفصل بين الكوريتين هي واحدة من أكثر الحدود التي تخضع لحراسة مشددة في العالم. والمنطقة منزوعة السلاح (DMZ) عبارة عن منطقة عازلة بعرض 4 كم من الألغام الأرضية والأسلاك الشائكة تمتد 245 كم عبر وسط شبه الجزيرة الكورية.

يتم نشر أسلحة ثقيلة ومئات الآلاف من جنود كوريا الشمالية والجنوبية على جانبي الحدود.

ولدى كوريا الشمالية سلاح مدفعية ضخم، ويعتقد الخبراء أن معظم مدافع كوريا الشمالية البالغ عددها 13600 ومنصات إطلاق صواريخ متعددة متمركزة بالقرب من المنطقة المنزوعة السلاح تتضمن ترسانة تقليدية من المدافع ذات عيار كبير وقاذفات صواريخ متعددة يعتبرها الخبراء فعالة على الرغم من تصميمها الذي عفا عليه الزمن في الغالب، حسبما ورد في تقرير لوكالة Reuters.

إذ قالت وزارة الدفاع في سول إنَّ جيش بيونغ يانغ طوَّر قاذفات صواريخ متعددة الإطلاق يمكن أن تستهدف أي مكان في كوريا الجنوبية، وهو ما قد يضع كامل سكان البلاد البالغ عددهم 50 مليوناً في خطر، بالإضافة إلى ذلك، يوجد نحو 30 ألفاً من القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية في منشآت عسكرية أمريكية متناثرة في أنحاء البلاد.

وقال التقرير الكوري الجنوبي إنَّ العمليات الخاصة لكوريا الشمالية يمكن أن تهدد أياً من تلك القواعد، بالإضافة إلى البنية التحتية والصناعة الكورية الجنوبية، بمزيج من أفراد القوات الخاصة والطائرات الصغيرة والمروحيات والزوارق.

كيف تخفي كوريا الشمالية مدفعيتها عن مرمى النيران الأمريكية؟

من المحتمل أن تكون مدفعية كوريا الشمالية عرضة للضربات الجوية ونيران البطاريات المضادة من القوات الكورية الجنوبية والأمريكية.

ولتقليل هذا الخطر، يتم وضع أسلحة كوريا الشمالية في مخابئ تم بناؤها في الكهوف أو حصون من صنع الإنسان. في حين أن بعض المدافع يمكن أن تطلق من مواقع محمية، فالأسلحة الثقيلة سوف تكون عرضة للاكتشاف في الأغلب لأنها يجب أن تطلق النار من خارج مخبأ أو مأوى.

في حال قيام حرب، فإن العديد من منظومة المدفعية والصواريخ الكورية الشمالية قادرة على الوصول إلى سيول عاصمة كوريا الجنوبية.

وتستطيع تدمير كوريا الجنوبية رغم تخلف أسلحتها التقليدية ورغم أنَّ الأعداد تميل ناحية كوريا الشمالية!!

إذ تُقدِّر وزارة الدفاع بكوريا الجنوبية جيش بيونغ يانغ بـ1.28 مليون شخص (يعتقد أنه أكبر جيش في العالم بالنسبة لعدد السكان)، مقارنةً بـ550 ألفاً لدى سول. كما تُقدِّر كوريا الجنوبية أن القوات البرية لكوريا الشمالية يمكنها استدعاء 4300 دبابة، و2600 مركبة مدرعة، و8800 قطعة مدفعية.

وتملك البحرية الكورية الشمالية 430 سفينة قتالية و70 غواصة. في حين تملك قواتها الجوية 810 طائرة قتالية.

وحين يتعلَّق الأمر بالأسلحة التقليدية، فإن أسلحة كوريا الشمالية أقل تطوراً من تلك المتاحة للجنوب وللقوات الأمريكية الموجودة في شبه الجزيرة الكورية. لكن القوة النارية لكوريا الشمالية قد تنتج أثراً سريعاً على سول لأن العاصمة الكورية الجنوبية لا تبعد إلا 50 كيلومتراً فقط من دائرة عرض 38 التي تقسم شبه الجزيرة الكورية.

ويقول الخبراء إنَّ هناك الكثير من الأسباب التي تجعل مهاجمة كوريا الشمالية للجنوبية مستبعداً، ليس أقلها أن ذلك قد يشعل أزمة إنسانية وربما يؤدي إلى النهاية المحتملة لحكم عائلة كيم. مع ذلك، وبصرف النظر عما إن كانت بيونغ يانغ ستلتزم بتهديداتها يوماً ما، يقول مجلس العلاقات الخارجية إنه لا يمكن تجاهل احتمال شن هجوم.

وقال تقرير المجلس إن “المواقع العسكرية المتقدمة التي اتخذها نظام كيم والصواريخ المُوجَّهة باتجاه سول تضمن أن تبقى القدرات التقليدية لبيونغ يانغ تهديداً مستمراً لجارتها الجنوبية”.

لماذا يعشق زعيم كوريا الشمالية الاستعراض بصواريخه العابرة للقارات

“سنُركع أمريكا، وسنطلق برامج لرؤوس حربية انزلاقية أسرع من الصوت وصواريخ نووية تنطلق من الغواصات”، بهذه التهديدات استبق كيم جونغ أون، رئيس كوريا الشمالية، وصول جو بايدن، متسبباً في تصعيد خطير للتوتر في شرق آسيا.

وجاءت هذه التهديدات في المؤتمر الثامن لحزب العمال الكوري (WPK) الذي عقد في أوائل يناير/كانون الثاني مصحوباً بعروض عسكرية تتضمن أسلحة كوريا الشمالية الضاربة. على عكس معظم دول العالم التي استبشرت بقدوم بايدن، اتخذ زعيم كوريا الشمالي موقفاً صارماً، بل وحتى تصادمياً تجاه الولايات المتحدة، وكانت صور الصواريخ معبِّرة تماماً.

فلماذا يعود زعيم كوريا الشمالية إلى سياسة استعراض الصواريخ، وتصعيد خطابه تجاه الولايات المتحدة، فيما يبدو أنه وأدٌ نهائي لسياسة التفاوض على مستوى القمة التي أطلقها مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وأدت إلى وقف الصراخ المتبادل بين أمريكا وكوريا الشمالية، والذي وصل لذروته بتباهي ترامب وكيم بالزر النووي لبلديهما.

 

فترة صعبة

هذا التهديد العسكري لم يستطع إخفاء التحديات الاقتصادية والسياسية المحتملة الخطيرة التي يواجهها زعيم كوريا الشمالية، حسبما ورد في تقرير لمجلة The National Interest الأمريكية.

فلقد كان هذا أول اجتماع لحزب العمال الكوري منذ أربع سنوات. كانت الفترة الفاصلة بين الاجتماعين صعبة على كوريا الشمالية؛ إذ أظهرت الصين انزعاجها من بيونغ يانغ بالموافقة على عقوبات إضافية من جانب الأمم المتحدة على البلاد لإجرائها تجارب صاروخية وتجارب نووية. ثم كثفت إدارة ترامب ضغوطها على نظام كيم، وبلغت ذروتها بتهديدات ترامب بـ”النار والغضب”.

لفترة وجيزة، كان هناك أمل في أن تؤدي المفاوضات إلى تغيير العلاقة بين واشنطن وبيونغ يانغ، لكن انهيار عام 2019 في قمة هانوي بفيتنام؛ حيث طلب الجانبان الكثير من الآخر، أنهى إلى حد كبير من الاتصال بين الحكومتين.

الآن أدت هزيمة ترامب إلى وضع العلاقة بأكملها في موضع تساؤل: هل سيعود جو بايدن إلى سياسة إدارة أوباما المتمثلة في “الصبر الاستراتيجي” التي لم تنجح أم يسعى إلى توسيع الانفتاح المحدود لإدارة ترامب؟ ولقد استخدم كيم المؤتمر لإعادة تأكيد التزام النظام بالأسلحة النووية، وخلط هذا الموقف بالإهانات والتهديدات.

ويعتقد بعض المحللين أن كيم كان يغلق إمكانية إجراء مفاوضات مع الإدارة الأمريكية الجديدة، وحذر Cheong Seong-chang من مركز ويلسون: “بيونغ يانغ توضح أنها لا تنوي استئناف محادثات نزع السلاح النووي مع الولايات المتحدة” على الإطلاق الآن.

ويعتقد كيم أن النظام “ليس لديه آمال كبيرة في تغيير الولايات المتحدة لسياستها تجاه كوريا الشمالية”. ومع ذلك، فليس معنى خطاب زعيم كوريا الشمالية العدائي أنه أغلق فرص التفاوض، وبدلاً من ذلك، بدا أن كيم يناور من أجل تحقيق مكاسب.

ومن المؤكد أنه يدرك أن واشنطن تعتقد أن المعاناة الاقتصادية لكوريا الشمالية توفر لها أداة ضغط، وهو لا يريد أن يبدأ المحادثات على هذا النحو من الضعف، جادل جون ديلوري من جامعة يونسي بأن خطاب كيم لا يبدو أنه يقول للولايات المتحدة “أنتِ ميؤوس منك، بل أنا فقط لست مهتماً بالتعامل معك”، ولوم الولايات المتحدة على فشل التفاوض.

ركَّز كيم وحزب العمال الكوري حنقهما على أمريكا. أوضح كيم في خطابه: “يجب أن تركز أنشطتنا السياسية الخارجية للمضي قدماً على قمع وإخضاع الولايات المتحدة، وهي العقبة الأساسية، وأكبر عدو ضد تطورنا الثوري”، حسب تعبيره.

ولكن عرض كيم طريقة للمُضي قدماً، موضحاً أن “المفتاح لتأسيس علاقة كوريا الشمالية والولايات المتحدة المتجددة. العلاقات هي تراجع واشنطن عن سياستها العدائية ضد كوريا الشمالية”. هذا أيضاً ليس كلاماً جديداً بالطبع، لكن الافتقار إلى أي معنى ثابت لما يمكن اعتباره “سياسة عدائية” للولايات المتحدة يحتمل أن يمنح بايدن مجالاً للمناورة.

أسلحة ضاربة، وهذا ما يقلق أمريكا

دعم كيم وحزب العمال الكوري الخطاب الصارم بوعود بتطوير أسلحة ضاربة. وأوضح أن الحصول على أسلحة نووية كان “هدفاً استراتيجياً لكوريا الشمالية” و”جهداً ذا أهمية كبرى في تاريخ الأمة الكورية”. ومع ذلك، كانت هذه مجرد بداية، حيث أعلن عن نيته “زيادة تعزيز الردع الكوري النووي”.

قدم كيم برنامجاً طموحاً بشكل لافت للنظر. قد تكون الرؤوس الحربية المحسّنة وأقمار الاستطلاع والمركبات الجوية غير المأهولة أقل المبادرات طموحاً.

والأكثر تهديداً للولايات المتحدة هو الأسلحة النووية التكتيكية، والصواريخ الباليستية التي تُطلق من الغواصات، ورأس حربي انزلاقي تفوق سرعته سرعة الصوت”. ولكن أكثر ما يقلق واشنطن سيكون الصواريخ الباليستية الجديدة العابرة للقارات طويلة المدى التي تستخدم وقوداً صلباً وتحمل رؤوساً حربية متعددة.

ويعد سلاح كوريا الشمالية الجديد الصاروخ هواسونغ-16 (Hwasong-16) بمثابة وحش مرعب، يمكن أن يغير قواعد اللعبة بين أمريكا وبيونغ يانغ.

يمكن للصاروخ هاويسينغ 16 الذي عرض مؤخراً في عرض عسكري أن يحمل رؤوساً نووية متعددة في صاروخ واحد مما يزيد فرصه في ضرب أي مدينة أمريكية.

مرة أخرى، ومع ذلك، هناك القليل من الجديد هنا. تضمن العرض العسكري في أكتوبر/تشرين الأول 2020 عرضاً دراماتيكياً لطموحات بيونغ يانغ؛ حيث احتوى على مجموعة متنوعة من الأسلحة التقليدية الجديدة، وسلط الضوء بشكل خاص على الصواريخ الجديدة، والصواريخ الإقليمية، والصواريخ الباليستية العابرة للقارات. وتضمن العرض العسكري الآخر الذي أعقب المؤتمر إطلاق غواصات جديدة وصواريخ تكتيكية مختلفة.

لكن اللافت أن كيم قدم أجندته الواسعة على أنها دفاعية. وأوضح: “الواقع يظهر أننا بحاجة إلى تعزيز قدرات الدفاع الوطني دون لحظة تردد لردع التهديدات النووية للولايات المتحدة ولإحلال السلام والازدهار في شبه الجزيرة الكورية”. كانت أمريكا هي محور الخطاب والعدو اللدود والعقبة الأساسية أمام الأمة الكورية التي يجب التغلب عليها وجعلها تجثو على ركبتيهما. لكن اللافت أن كيم عرض قائمة أمنيات أكثر من الواقع.

بالنظر إلى المتاعب الاقتصادية للنظام، فإن تمويل مثل هذه الترسانة – فضلاً عن الفوز بأي مساعدة فنية صينية أو روسية ضرورية – لن يكون عملاً سهلاً. يقول أنكيت باندا إلى أنه “وفقاً لجميع المؤشرات المتاحة، يواجه كيم البيئة الاقتصادية الداخلية الأكثر خطورة اليوم منذ أن ورث السلطة”. ولهذا السبب على ما يبدو، قام كيم بعد أن أصبح الأمين العام الجديد بتعديل وزاري لتعزيز قبضته على السلطة، على الأرجح.

إرضاء الصين لمحاصرة كوريا

إذا تمكنت إدارة بايدن من سحب العلاقات مع جمهورية الصين الشعبية من حافة الهاوية، فقد تثبت بكين أنها مفيدة في دفع التعامل مع كوريا الشمالية. اليوم تحسنت العلاقة بين كوريا الشمالية وجمهورية الصين الشعبية كثيراً عما كانت عليه قبل ثلاث سنوات.

في الواقع، قدم شي جين بينغ تهنئته بسرعة إلى كيم لحضور المؤتمر، ومع ذلك، لن ترحب الصين بما تعتبره سلوكاً متهوراً، وأصبحت بيونغ يانغ أكثر اعتماداً على مساعدات الطاقة والغذاء في جمهورية الصين الشعبية.

من غير المرجح أن تتصرف بكين ضد حديث كوريا الشمالية عن الأسلحة ما دام الأمر مجرد حديث، ولكنها سترد بقوة على التطورات العملية التي من المحتمل أن تؤدي إلى رد أمريكي. على الرغم من أن الصين ليس لديها حافز كبير لمساعدة الجهود الأمريكية، فإنها تأمل في تقليل التوترات مع واشنطن.

بالنظر إلى هذه البيئة الصعبة، لا ينبغي أن يكون مفاجئاً أن ترك كيم الباب الدبلوماسي مفتوحاً، قائلاً إنه لم “يستبعد الدبلوماسية”.

رسالة كيم لبايدن من هذا التصعيد

واستبق المؤتمر تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن والتدريبات العسكرية المشتركة المخطط لها بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية. يعتقد باندا أن “جهود التحديث المخططة لكيم تهدف إلى تقديم إشارة إلى إدارة بايدن”.

هدف كيم هو توجيه اهتمام الأمريكيين على مسألة وقف الأسلحة الإضافية التي أعلن عنها بدلاً من التحرك لمواجهة الأسلحة التي كانت قائمة. ومع ذلك، إذا لم تستجب واشنطن بشكل إيجابي، فمن المرجح أن يثير كيم التوترات.

سيكون قيام كوريا الشمالية تجارب الصواريخ خطوة تالية واضحة، (على الرغم من الاستياء الصيني المحتمل)، حيث تعتبر التجارب النووية خياراً أكثر استفزازاً وتتيح زيادة الضغط على إدارة بايدن. مثل هذا الإجراء من شأنه أن يجعل الانتقام الأمريكي محتملاً ويعقد أي مبادرة لاحقة لرفع أو تعليق العقوبات.

التحدي الرئيسي للرئيس الأمريكي الجديد هو الوقت. لن تكون كوريا الشمالية أولوية، بالنظر إلى المخاوف المحلية المتعددة، فضلاً عن التحديات الدولية الفورية التي تشمل إيران والصين. أشار بايدن إلى أنه سيكون على استعداد لمقابلة كيم بـ “الشروط”، وهو ما قد يشير إلى رغبة الولايات المتحدة في توقيع كوريا اتفاقية نزع السلاح النووي، فإن مثل هذه المبادرة لا يمكن أن تأتي إلا بعد أن يقوم فريق السياسة الخارجية القادم بمراجعة السياسة تجاه بيونغ يانغ.

الحل على الطريقة الإيرانية؟

جاءت علامة إيجابية للمستقبل من رئيس وكالة المخابرات المركزية المحتمل ويليام بيرنز، الذي شارك في المحادثات النووية لإدارة أوباما مع طهران. وأكد أنه “لم يكن أبداً منتقداً لقرار الرئيس ترامب غير التقليدي لبدء الدبلوماسية في القمة عبر لقائه مع زعيم كوريا الشمالية”، والذي وصفه في ذلك الوقت بأنه “يستحق المحاولة”.

لقد بدا واقعياً في رفضه لاحتمال نزع السلاح النووي الكامل ولاحظ أن “الأمر يستحق أخذ صفحة من كتاب المفاوضات الخارجية مع الإيرانيين والنظر في الخطوات المؤقتة التي يمكن اتخاذها والتي تحافظ على تطلعات نزع السلاح النووي الكامل دون تنفيذها بشكل سريع”.

خشية أن تتجه الحكومتان نحو المواجهة قبل أن تتاح لهما فرصة الانخراط، ترى المجلة الأمريكية أنه يجب على الإدارة الأمريكية أن تشير إلى رغبتها في الحديث مع كوريا الشمالية، حتى لو كان هناك بعض الوقت للاستعداد.

يمكن إرسال هذه الرسالة حتى من خلال بيان موجز من قِبَل الرئيس أو أحد كبار مساعديه. سيكون الهدف هو التأكد من أن كيم يفهم أنه لا يحتاج إلى العودة إلى الأيام الخوالي من الاستفزازات الدورية لجذب انتباه بايدن، وأن القيام بذلك سيجعل تخفيف العقوبات أقل احتمالاً.

يجب على الإدارة أيضاً أن تنظر في تعليق مؤقت للعقوبات مؤقتاً وسيكون مهماً من الناحية الرمزية أن تعرض مثل هذا التعليق على كوريا الجنوبية. كانت حكومة كوريا الجنوبية تأمل في الحصول على بعض المؤشرات الإيجابية من الشمال في مؤتمر حزب العمال الكوري الشمالي، لكن لم يكن هناك شيء قريب.

لم تكن هناك سوى شكاوى بشأن التدريبات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، واتهامات بأن الجنوب نكث بوعده “لضمان السلام والاستقرار العسكري”، ومطالبات لسيول بشكل أساسي بقطع علاقات تحالفها مع أمريكا، وإهانات إضافية من شقيقة كيم، كيم يو- جونغ.

يبدو أن الزعيم الكوري الشمالي قرر أن كوريا الجنوبية لن تفعل شيئاً مهماً دون موافقة واشنطن (وهو أمر صحيح إلى حد ما). يمكن لإدارة بايدن مساعدة كل من الولايات المتحدة وجمهورية كوريا من خلال تمكين سيول. من وجهة نظر واشنطن، لم ينتج عن مؤتمر الحزب الكثير من الخير. ومع ذلك، كان هناك القليل من السوء، فقط إعادة التأكيد من الزعيم الكوري على السياسة الحالية.

ويجب على إدارة بايدن الجديدة أن ترد الجميل. لن تكون هناك عودة إلى “الصبر الاستراتيجي” كما كان في عهد أوباما، ولكن يبدو أن الأقرب من ذلك أن بايدن سيبني على سياسات ترامب. من المرجح أن يحدث هذا إذا استمر كيم في تعليق الاختبارات النووية.

وفي هذا الإطار، يجب على إدارة بايدن القادمة أن تشجع كوريا الشمالية على ضبط النفس من خلال الإشارة إلى اهتمامها بالبناء على إعلان سنغافورة والانفتاح المفاجئ الذي نفذه ترامب مع كيم، والذي بدا أنه كيمياء شخصية بين زعيمين غريبي الأطوار.

واليوم هناك حاجة إلى فتح قناة للتفاهم بين بايدن الرئيس الأمريكي التقليدي وكيم رجل المفاجآت، أو كما سمَّاه ترامب رجل الصواريخ.

معلومات جديدة عن صاروخ كوريا الشمالية العابر للقارات

صاروخ كوريا الشمالية الجديد العابر للقارات، قد تكون قدراته أقل من التقديرات السابقة، ولكن هذا لا يمنع أن بيونغ يانغ قد تكون في طريقها لامتلاك سلاح جديد من شأنه أن يغير التوازن مع أمريكا.

كان هذا خلاصة تقرير ورد في صحيفة Daily NK التي يوجد مقرها بكوريا الجنوبية والمتخصصة في أخبار كوريا الشمالية.

تقييم جديد لقدرات صاروخ كوريا الشمالية الجديد العابر للقارات

ويزعم التقرير أنه، على عكس إجماع الخبراء الواسع النطاق، فشلت كوريا الشمالية في الحصول على العديد من تكنولوجيا مركبات إطلاق رؤوس متعددة منفصلة (MIRV) في سعيها لتحقيق الردع النووي مع الولايات المتحدة.

ومركبات إطلاق رؤوس متعددة منفصلة أو مركبات إعادة الدخول المتعددة المستهدفة بشكل مستقل عبارة عن حمولة صاروخية تحتوي على العديد من الرؤوس الحربية، كل منها قادر على أن يستهدف هدفاً مختلفاً. يرتبط هذا المفهوم دائماً بالصواريخ الباليستية العابرة للقارات حيث تحمل رؤوساً حربية نووية حرارية.

ويشير التقرير الذي صدر مؤخراً، إلى أن بيونغ يانغ راضية عن درجة التقدم في تصغير الرؤوس الحربية التي تم إحرازها في أحدث صواريخ باليستية عابرة للقارات تم الكشف عنها في العرض العسكري الكوري الشمالي في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2020.

لكن مدى هذا التقدم محدود للغاية أكثر مما كان متوقعاً في السابق: فالصاروخ الكوري الجديد لا يحمل سوى رأسين حربيين يجب إطلاقهما في نفس المسار، حسب الصحيفة.

وإذا كان هذا دقيقاً، فهذا يعني أن الصواريخ الكورية الشمالية العابرة للقارات لا تمتلك حالياً القدرة على إطلاق رؤوس حربية متعددة على أهداف منفصلة – أي أنها لا تستطيع إصابة مدينتين أو ثلاث مدن أمريكية كبرى – في نفس الوقت، حسب مجلة The National Interest الأمريكية.

تفترض صحيفة Daily NK أن الافتقار إلى قدرة MIRV هو السبب في أن بيونغ يانغ اختارت عدم تقديم الصاروخ الجديد الذي تم الكشف عنه مؤخراً باسم “Hwasong-16″ وبدلاً من ذلك وصفته بأنه نسخة متقدمة من سلسلة Hwasong-15 الحالية.

وتجدر الإشارة إلى أن Daily NK تعتمد على مصدر واحد غير مسمى، مما يجعل المزيد من التقارير الداعمة لأدلتها أمراً مهماً، ولكن في الوقت الحالي، لا يمكن نفي أو تأكيد هذا التقرير.

لماذا تم تأجيل اختبار هذا الصاروخ؟

أثار ماركوس جارلاوسكاس، وهو زميل أقدم غير مقيم في المجلس الأطلسي، العديد من التساؤلات حول هذا التقرير. إذ يقول في تعليق أدلى به لمجلة The National Interest “العناصر الرئيسية لهذا التقرير تبدو صحيحة، لكن بعض التفاصيل مشكوك فيها.

الصاروخ يعمل بالوقود السائل ومن المحتمل أن يكون قادراً على حمل عدة مركبات عائدة لا يمكن أن تتوجه لأهدافها بشكل مستقل”. وأضاف “أوافق على أنه يجري التحضير لاختبار طيران للصاروخ الجديد بعد الانتخابات الأمريكية، لكن التوقيت قد يتغير في وقت قصير”.

ومع ذلك فإنه يتساءل عن بعض التفاصيل، مثل سبب عرض كوريا الشمالية لصاروخين مختلفين بشكل واضح في نفس العرض وتسميتها كليهما هواسونغ -15.

وواجهت مركبات إعادة الدخول في كوريا الشمالية سابقاً مشكلات كبيرة في الموثوقية، وهي مشكلة، وفقاً لمصدر، تخطط بيونغ يانغ لمعالجتها باختبارات إعادة الدخول إلى الغلاف الجوي القادمة: “تستعد السلطات لاختبار الصاروخ الباليستي العابر للقارات الجديد في أوائل العام المقبل”.

“سيتوافق هذا مع النمط العام لكوريا الشمالية لتنفيذ الاستفزازات النووية الكبرى بعد فترة وجيزة من أداء رؤساء الولايات المتحدة الجدد اليمين، على الرغم من أنه، كما يوضح المصدر، يمكن أن يتغير توقيت هذه الاختبارات في أي لحظة”. رغم غياب الرؤوس المستقلة، إلا أنه لديه قدرات هائلة أخرى.

يلقي التقرير مزيداً من الضوء على مواصفات الصاروخ الجديد الجديدة. وفقاً لمصدر Daily NK، فإن صاروخ Hwasong-15 المطور هذا سوف يتميز بمدى أقصى يصل إلى 15000 كم، وهو تحسن ملحوظ عن Hwasong 15 الحالي البالغ 13000 كم.

ويشير التقرير نقلاً عن المصدر إلى وجود اختلاف كبير في الحجم، مما يسمح بتحسين الأداء المحتمل: كما أن الصاروخ الجديد له قطر أكبر وأطول من Hwasong-15 التقليدي، مما يعني أنه يمكن أن يحمل المزيد من الرؤوس الحربية ولديه محركات إضافية إضافية.

لماذا يمثل التحول للوقود الصلب أهمية كبيرة لكوريا الشمالية؟

ويؤيد التقرير إجماع الخبراء على أن الصواريخ الباليستية العابرة للقارات لكوريا الشمالية التي تم الكشف عنها مؤخراً تعمل بالوقود السائل، مضيفاً أن بيونغ يانغ تعمل على “جعل محركات الصواريخ التي تعمل بالوقود الصلب أكثر قوة”.

وهذا يدعو إلى التكهنات بأن بيونغ يانغ تفضل ترك تسمية “Hwasong-16” للصواريخ الباليستية العابرة للقارات الجديدة التي ستعمل بالوقود الصلب. في تحليل سابق من العرض، حددت مجلة The National Interest نقص تكنولوجيا الوقود الصلب باعتباره عيباً تقنياً رئيسياً في الصواريخ الباليستية العابرة للقارات الجديدة في كوريا الشمالية.

والانتقال إلى الصواريخ الباليستية العابرة للقارات التي تعمل بالوقود الصلب من شأنه أن يوفر ميزة كبيرة لكوريا الشمالية عبر توفير إمكانية الضربة الثانية للترسانة الاستراتيجية لكوريا الشمالية، على الرغم من أنه من غير الواضح إلى أي مدى وصلت بيونغ يانغ في هذه العملية.

مفهوم الضربة النووية الثانية، يمثل الرادع الرئيسي الذي يمنع الخصم من استخدام السلاح النووي، لأنه يعني أنه حتى إذا ما بدأت دولة ما بضربة نووية، فإن الطرف الثاني سيبقى لديه أسلحة للانتقام.

وNK Daily التي أوردت هذا التقرير هي صحيفة على الإنترنت تركز على القضايا المتعلقة بكوريا الشمالية. ويقع مقرها في كوريا الجنوبية حيث تنشر قصصاً تم الحصول عليها من داخل كوريا الشمالية عبر شبكة من المخبرين والمراسلين.

وتعتمد على تمويل من عدة مؤسسات ومانحين من القطاع الخاص، بما في ذلك الصندوق الوطني للديمقراطية، وهي منظمة غير حكومية يديرها كارل غيرشمان ويمولها الكونغرس الأمريكي.