الرئيسية المشهد الدولي احتلال العدو الإسرائيلي يقمع المعتصمين في حي الشيخ جراح وأبواب المسجد الأقصى...

احتلال العدو الإسرائيلي يقمع المعتصمين في حي الشيخ جراح وأبواب المسجد الأقصى ويهدد بحرق غزة

حي الشيخ

اعتدت قوات احتلال العدو الإسرائيلي، مساء الأحد، على وقفة سلمية في حي (الشيخ جراح) في القدس المحتلة، تضامناً مع أهل الحي، ورفضاً لمصادرة منازلهم.

وقال شهود عيان إن عناصر الشرطة الإسرائيلية وفرق الخيالة اعتدوا على المشاركين في الوقفة بالهراوات، كما منعوا الصحافيين من التغطية.

هذا وقال شهود عيان إن قوات احتلال العدو الإسرائيلي قمعت تظاهرة فلسطينية قرب أبواب المسجد الأقصى فيما لم يسجل وقوع إصابات.

وأجلت المحكمة العليا الإسرائيلية جلسة كانت مقررة الإثنين، للبت في ملف إخلاء عائلات فلسطينية من منازلها بحي “الشيخ جراح” في مدينة القدس المحتلة، لصالح مستوطنين.

وقررت المحكمة تأجيل المداولات بشأن قضية “الشيخ جراح” إلى موعد آخر “بغضون الشهر القادم”، وفق قناة “كان” الإخبارية الإسرائيلية (رسمية).

وكانت 4 عائلات فلسطينية قدمت التماسا للمحكمة العليا الإسرائيلية، ضد قرار اتخذته محكمتا الصلح والمركزية بإخلائها من منازلها لصالح مستوطنين، بحجة عدم ملكيتها للأراضي المقامة عليها.

ومنذ أكثر من أسبوع، يشهد حي “الشيخ جراح” بالقدس مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية وسكانه الفلسطينيين، ومتضامنين معهم.

ويحتج الفلسطينيون على قرارات إسرائيلية، بإخلاء عائلات فلسطينية من منازل شيدتها عام 1956، التي تزعم جمعيات استيطانية أنها أقيمت على أرض كانت مملوكة ليهود قبل 1948.

من جهته، أكد محامي العائلات الفلسطينية حسني أبو حسين أنهم تقدموا بطلب إلى المحكمة لاستدعاء المستشار القضائي للحكومة.

وقال أبو حسين “تسجيل الأراضي باسم الجمعية الاستيطانية حدث عن طريق الغش والخداع بالتواطؤ مع مأمور الأملاك العامة ومسجل الأراضي الإسرائيلية”.

وعلى هذه الخلفية، أعلن جيش العدو الإسرائيلي عن إغلاق البحر أمام حركة الصيد في وجه قطاع غزة حتى إشعار آخر. وأوضحت القناة أن “قادة جيش العدو الإسرائيلي على أهبة الاستعداد فيما ستفعله حركة حماس خلال الأيام المقبلة”.

وعلق د. عزمي بشارة، الأحد، على الأحداث المشتعلة في مدينة القدس المحتلة، واصفاً ما يجري هناك بأنه مشروع استيطاني تسعى عبره “إسرائيل” إلى تحويل حي الشيخ جراح إلى حي عربي في مدينة يهودية، وتحويل الفلسطينيين إلى أقلية معزولة- حسب قوله- من خلال الاستيلاء على أكبر عدد من البيوت العربية وإحلال المستوطنين مكان الفلسطينيين.

وقال المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات عزمي بشارة إن الدور الذي يقوم به المحتجون في القدس يعري التواطؤ الإقليمي الذي تقوده بعض الدول العربية.

وأوضح بشارة في حلقة خاصة من برنامج “منتدى دمشق” على تلفزيون (سوريا) أن خروج الفلسطينيين إلى الشوارع يستجلب تعاطف الشارع العربي، ويحاصر مشروع التطبيع مع “إسرائيل”، بالنظر إلى القيمة الرمزية للقدس، وللقضية الفلسطينية كآخر قضية استعمارية مفتوحة.

وأشار إلى أهمية استمرار النضال ضد المساعي الاستيطانية، مع التأكيد على عدم التعويل على المحاكم الإسرائيلية، لأن القانون العدو الإسرائيلي صمم من الأساس لمصادرة الأرض العربية.

وأضاف أن مشكلة إسرائيل لم تعد الأنظمة، ولكن الرأي العام العربي الذي لن يطبِّع، ولن يعترف بشرعيتها لكونها مشروعًا استعماريًا استيطانيًا، خاصة وأنها لم تقم بما يسمح بشرعنتها أمام الرأي العام، ولم تقبل حتى بأي شكل من أشكال العدالة النسبية.

وأشار المفكر العربي إلى أن الشعوب العربية لديها أولويات أخرى مختلفة عن الأنظمة، ولا تسعى لإرضاء الإدارة الأمريكية، وبالتالي فإن الرأي العام العربي متضامن مع فلسطين، مشيرًا إلى أن الناس لا تتضامن مع الضحايا فقط، ولكن مع ضحية فاعلة تقاوم وتدافع عن حقوقها.

وعقّب بشارة على الشائعات التي دأبت بعض الأنظمة العربية على نشرها من أجل تبرير تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، مشيرًا إلى أنها ادّعاءات معيبة لا تستحق الرد، وتسعى إلى لوم الضحية من أجل تبرير التقارب مع “إسرائيل”.

كما أكد أن الشعب الفلسطيني بقي متمسِّكًا بأرضه، ولم يخرج من أرضه إلا بمجازر بشعة. وقاوم وثار لسنوات، مشيرًا إلى تاريخ الكفاح المسلح واستمرار المقاومة في القدس ومناطق أخرى.

وتابع بشارة قائلًا إنه ينظر بأمل كبير لهذا الشباب المقدسي الذي وقف ضد سلب البيوت من أهلها، فما يجري في الشيخ جراح وسلوان هو تصوير رمزي للنكبة. مشيرًا إلى أن أغلب هؤلاء الشباب ولدوا بعد توقيع اتفاقية أوسلو بكثير، ويمثلون جيلًا فلسطينيًا، أكثر تمسُّكًا بالقضية الفلسطينية وبالدفاع عن الأرض.

واعتبر بشارة أن الفلسطينيين في الضفة الغربية جاهزون للانتفاض، لكن هناك سؤال المواجهة مع السلطة، التي تسيطر من الناحية الشرطية على المناطق الفلسطينية. واعتبر أن المسألة تتعلّق أساسًا باستنتاجات السلطة حول نفسها، حيث تمر في حالة صعبة، وهو ما تبين خلال ما سمي بـ “صفقة القرن”. حيث أبقت على التنسيق الأمني رغم تخلي “إسرائيل” عن كافة التزاماتها.

وأشار إلى أنه بعد الانتفاضة الثانية أصبح هناك عقيدة أمنية جديدة داخل السلطة الفلسطينية، واستنتاجات جديدة، حيث يرون أن الانتفاضة الثانية كانت خطأ، كما أنه ليس لديهم نزعة صدامية مع “إسرائيل”، مستدركًا أنه إذا أرادوا أن يحترموا أنفسهم كقيادة، وأرادوا بعث القضية الفلسطينية من جديد كقضية تحرر وطني، فيجب أن يشعلوا أكثر من ضوء أحمر ضد “إسرائيل”.

يجب أن يكون هناك خطة طويلة المدى من أجل الوقوف ضد المشروع الاستيطاني في القدس، وعدم الارتكان إلى الحاكم الإسرئيلي- حسب ما قال عزمي بشارة- مؤكدًا أن النضال يأتي بالتأكيد بنتائجه، وقد أوقف بالفعل الاستيطان طوال الانتفاضة الثانية، وأزال البوابات الحديدية في القدس، ولكنّه يحتاج إلى نفس طويل، ومؤسسات تترجمه لإنجازات سياسية، معتبرًا أنه حين تتحرك الشعوب فإن الأمور تتغيّر.

 

Exit mobile version