مقالات مشابهة

لأول مرة.. الكشف عن سيناريو انقلاب ابن سلمان على عمه الأمير أحمد وابن نايف وكيف غدر به حرّاسه وسبب اعتقال رئيس أمن الدولة عبدالعزيز الهويريني

كشف حساب تحمع المعارضة الحرة والي يتابعه اكثر من 143 الفاً بتويتر عن السبب الذي دفع والي العهد السعودي محمد ب سلمان لإلقاء القبض على رئيس جهاز أمن الدولة والمدير العام للمباحث العامة السعودية عبدالعزيز بن محمد الهويريني.

وقال الحساب السعودي في سلسلة تغريدات  أن لديه الكثير من الأخبار الهامة والحساسة التي وصلته من داخل دهاليز “المطبخ” السياسي في السعودية، وهذه الأخببار لم يكن مناسباً نشرها قبل تحقق النقطة أ وهي التأكد من اعتقال ابن سلمان للهويريني.

وأضاف: ولكن بعد سبق حساب “أمل الناس” ونشره خبر اعتقال عبدالعزيز الهويريني أصبح وقت النشر ملائما ًعلى الأقل لكشف السبب الذي دفع ابن سلمان للقيام بهذه الخطوة.

واستهل الحساب السعودي تغريداته بالتعريف عن عبدالعزيز الهويريني بأنه مهندس انقلاب محمد بن سلمان على سلفه محمد بن نايف، لافتاً إلى أن هذا التعريف هو الذي يهم الآن، وكل تعريف سابق أو لاحق هو أمر آخر،.

مدير المباحث سابقاً، أو رئيس أمن الدولة لاحقاً، صاحب الجمس الأسود سابقاً، والمشارك مع شقيقه عبدالله الهويريني لاحقاً في اغتيال جمال خاشقجي أو استهداف سعد الجبري.

وأضاف: ما يهم هنا عن الهويريني هو الإطاحة بـمحمد بن نايف، فكيف حصلت الحادثة؟؟.

بعد أن أسقط محمد بن سلمان سعد الجبري وعرف ولي العهد و الملك سلمان عن خطة ابن نايف للإطاحة بالملك سلمان ونجله، وبعد أن سربت الخبر إدارة ترامب، استدعى الملك سلمان الهويريني، و تم التحقيق معه امام محمد بن سلمان، فاعترف بوجود خطة للاطاحة بالإثنين وتنصيب محمد بن نايف ملكاً.

هنا بدأ الملك سلمان بحسب ما ذُكر بشتم عبدالعزيز الهويريني و كاد محمد بن سلمان أن يبطش به، ولكن الهويريني رد بالقول بالحرف الواحد “أنا بندق وطن”، وأضاف “سمو الأمير محمد بن نايف رئيسي وأنا أنفذ ما يأمرني به”، فسأله الملك “وأنا من”، فأجاب “رئيس رئيسي وأمرك علينا كلنا”، هنا بدأت الخطة بين الطرفين.

بدأ الهويريني بالتواصل مع محمد بن نايف ولكن بطريقة مختلفة، ليس كما كان عبداً مطيعاً، بل كجاسوس وعميل مزدوج، وكان ضمن الخطة أن يُبقى كل شيء سرياً، فإن نجح محمد بن نايف وأصبح ملكاً وقاد الانقلاب يكون عبدالعزيز الهويريني يده اليمنى، وعين وأذن لسلمان وابنه المطاح بهما، وواسطة لهما، وإن نجح محمد بن سلمان ووالده وأطاحا بإبن نايف يكون الهويريني صاحب الورقة الرابحة، وهذا ما حدث.

نجح انقلاب محمد بن سلمان، وتم تأسيس أمن الدولة ووضعه على رأس الجهاز.. وقال الحساب السعودي أن ما أشيع عن اعتقاله لستة أيام لحظة الانقلاب كان تمثيلية من ضمن الخطة.

قبل الإنقلاب بيومين دخل الهويريني للمستشفى وكان دخوله ضمن التمثيلية، واستخرج تقريراً طبياً مزوّراً، وأخبر رئيسه محمد بن نايف بوجوب إجراء عملية ولزوم البقاء في المستشفى ستة أيام.

وصدّق محمد بن نايف تمثيلية الهويريني، وحينها تم استدعاء ابن نايف للقصر، وتم تجريده من حرسه واحداً تلو الآخر، فنصفهم قد روّضهم الهويريني والبعض الآخر امتحنهم.

كان الهويريني يستدعي كبار الضباط، وحرس محمد بن نايف، ويسألهم عن موقفهم لو حصل إنقلاب، فمن يخبر محمد بن نايف بالقصة سيضحك منه ابن نايف وسيظن أن الهويريني يقوم بالدور من أجله، ومن يقول أنه مع من غلب يضعه الهويريني في قائمة المأمونيين، ومن قالوا أنهه سيدافعون عن محمد بن نايف، وُضعوا في قوائم الاعتقال، واعتُقلوا مع محمد بن نايف.

وحتى أقرب حرس محمد بن نايف له، عندما قال ابن سلمان:”ياطويل العمر الموضوع انتهى وبايع طال عمرك”، كانت فوهات البنادق تتوجه إلى صدر محمد بن نايف، الذي رد قائلاً لإبن سلمان: “تخسى”، وأشار لأقرب حراسه له فرفع السلاح عليه وقال عبارة الهويريني “أنا بندق وطن”، وأضاف “بيعتي للملك”، هنا أدرك محمد بن نايف أن الأمر أسقط في يديه، وهنا تمت الإطاحة به وبدأت حقبة جديدة فيها الهويريني رئيساً لجهاز جديد ( أمن الدولة ) ، وضباط محمد بن نايف معتقلين، وتُوّجت هذه الحقبة باعتقال محمد بن نايف و احمد بن عبدالعزيز، وركزوا هنا، أحمد بن عبدالعزيز.

بعد الإطاحة بمحمد بن نايف و نجاح الإنقلاب، قام محمد بن سلمان وبأمر من والده الملك باعتقال عدداً كبيراً من أمراء آل سعود، بعضهم تعرض لتعذيب وحشي، وعدداً منهم اعتقلوه في قصر الخزامى، ووُكّل أمر تعذيبهم وأهانتهم إلى سعود القحطاني، ومؤخراً احتجز ابن سلمان والدته ووضعها تحت الإقامة الجبرية، واعتقل اثنين من أخوته.

ووضع ابن سلمان عمه احمد بن عبدالعزيز و محمد بن نايف في المعتقل. الاثنين في مسكنين متقاربين وبحراسة مشددة. وهنا بدأ دور الهويريني، وما حدث مع احمد بن عبدالعزيز لاحقاً.

أصبح احمد بن عبدالعزيز بعد الحرية والسطوة معتقلاً في فيلا بحراسات مشددة من قوات أمنية، وبعد تدخل أمريكي أوروبي وضغط دولي للكشف عن مصيره والإفراج عنه، قام محمد بن سلمان بمحاولة الإفراج عنه، ولكن لم يستطع

والسبب أن الأمير احمد بن عبدالعزيز رفض الخروج بأمر محمد بن سلمان، ولازال لم يبايعه وغاضب من كل ما حصل وغير قابل أن يتسامح مع ماحدث، فأرسل محمد بن سلمان بعض أفراد الأسرة ورفض أحمد إلا أن يخرجه سلمان ويرد له الاعتبار، فأرسل له وفداً ومعهم أحد أبناء الملك الراحل فهد، فقال له أحمد “يجيني سلمان هنا ونتفاهم”.

المهم أن احمد بن عبدالعزيز رفض الخروج إلا برد اعتبار، وقال يجب يجيني سلمان هنا ونتكلم وأخرج، وكان له مجموعة من المطالب. وهنا وقع محمد بن سلمان في مأزق، فلا هو يستطيع أن يبقي أحمد و محمد بن نايف في المعتقل، ولا هو يرغب في تلبية شروط أحمد بن عبدالعزيز، ومنها معاقبة الخائن عبدالعزيز الهويريني.

وتحت الضغوط اصبح ابن سلمان المأزوم يقضي معظم وقته في البحر على متن يخته حيث هو الآن، ومعه عدد قليل من المقربين والكثير من الحرس، ليهرب من هذه القصة وقصص أخرى تطارده.

وفي خطوة مفاجأة قام محمد بن سلمان بإزالة كل القوات الأمنية المحيطة والمحاصرة لمكان إعتقال احمد بن عبدالعزيز، ووضعوا له قوات من الحرس الملكي كخطوة تقديرية، وأبلغوه أنه حر طليق يستطيع المغادرة، وأخبروه باعتقال الهويريني.. وعلى عادة محمد بن سلمان فإنه يضع كبش فداء في كل خزي يرتكبه، ويضحي بعبيده.. فـاعتقال الهويريني هو خطبة ود لـ احمد بن عبدالعزيز، ومحاولة لإقفال ملف الإنقلاب، إنقلاب القصر، وربما قريبا ترون احمد بن عبدالعزيز و محمد بن نايف أمام الشاشات، واحفظوا هذه التغريدة.

بالمناسبة: ليس الهويريني المعتقل الوحيد، بل معه آخرون من مهندسي إنقلاب القصر ممن خانوا محمد بن نايف.