مقالات مشابهة

طالبان استوعبت الدرس أم على خطى الأعراب الأشد كفراً ونفاقاً لسفك الدم الإسلامي.. وبوتين يحذر من إرهاب أفغانستان المتجدد بالسلاح الأمريكي

” خاص “

طالبان في إيران

طالبان كان يطلق عليهم “مجاهدين” عندما كانوا ضد الحزب الشيوعي الأفغاني والوجود السوفيتي في أفغانستان، وبعد زوال الإتحاد السوفيتي والكتلة الشيوعية والنظام الإشتراكي العالمي المنافس للنظام الرأسمالي الإمبريالي الغربي سيطرت أمريكا على النظام العالمي ومثلت أحداث تفجير برجي التجارة العالمية في نيويورك عام2001م بالنظام العالمي الجديد، أصبح “المجاهدين” “إرهابيين”.

ومجلس الأمن الدولي يتبنى استراتيجية الشراكة لمكافحة الإرهاب والرئيس الأمريكي حينها “جورج بوش الإبن” يقول: “من ليس معنا بالشراكة في مكافحة الإرهاب فهو ضدنا”، وأمريكا تستبح سيادة الدول بمعزوفة مكافحة الإرهاب واحتلت أفغانستان وشردت طالبان الإرهاب.

ولدواعي إنسانية الجمهورية الإسلامية الإيرانية تستقبل حوالي 10 آلاف عائلة لمسؤولي حركة طالبان، خلال الغزو والإحتلال الأمريكي، لذلك إيران لديها نوايا طيبة بأن طالبان قد استوعبت الدرس الأمريكي جيدا وتتوقع رد الجميل بالوفاء وحفظ الحدود الإيرانية مع أفغانستان من التوحش التكفيري للوهابية بجناحية داعش والقاعدة، حيث استقدمت أمريكا عناصر من داعش والقاعدة قدرتها بعض المصادر ب 300 عنصر، وأسكنتهم منطقة “جلال آباد” القريبة من الحدود مع باكستان، في مسعى لتأسيس بؤرة إرهابية في هذه المنطقة لاستهداف إيران عبر مايسمى تنظيم خراسان التكفيري.

فهل سترد طالبان الجميل او ستتصرف مثل حماس في سوريا، وبعقيدة التكفير ان ايران كانت مُسخرة لإيواء عائلات طالبان بالسابق واليوم والمستقبل هناك وضع جديد فطالبان تمكنت ومع أخواتها داعش والقاعدة وبمعزوفة الروافض والمجوس والصحابة وأم المؤمنيين ستشن حرب مُقدسة تلمودية يهودية وهابية على إيران الجمهورية الإسلامية.

حماس في سوريا

حركة المقاومة الإسلامية “حماس” كانت منبوذه ومطرودة من معظم العواصم العربية وتم طرد رئيسها “خالد مشعل” من الأردن، وسوريا المقاومة بالإحتضان والإستقبال وفتح معسكرات تدريب في سوريا وإمداد حماس بصواريخ الكورنيت، ورفضت سوريا طرد حماس من أراضيها، وتحملت عقوبات من أمريكا لموقفها الداعم لحماس، وبعد ماسمي بالربيع العصماني تنكرت وجحدت حماس لسوريا، وقامت بدعم دواعش العالم بالحرب الكونية على سوريا ورفعت أعلام الإنتداب السوري في غزة حتى اليوم بدلاً من العلم السوري القومي العربي، وحفرت الأنفاق في ريف القصير سوريا لمحاربة من احتضنها.

ومشعل يصرح نحن مع ثورات الشعوب، وخليفة الإخوان أردوغان يقول “سأصلي في المسجد الأموي وحماس وأخوانها بالقول “لاحوار ولامفاوضات مع نظام الأسد وخلال شهر سيقسط النظام والإخوان سيحكمون سوريا وبدعم من أمريكا ومجلس الأمن وقطر والخليفة أردوغان”.

وصمدت سوريا وتجلت المؤامرة على سوريا بدواعش العالم وإحتلال أمريكي وتركي وميليشيات مناطقية ويراد تقسيم…إلخ، نعم، هناك اليوم تبدل في مواقف حماس وخاصة جناح الخنادق، لكن ذلك لم يرقى بعد إلى الإعتذار العلني ورفع العلم السوري في غزة بدلاً من علم الإنتداب، وتصويب الموقف والتخلي عن عقيدة التكفير ومفهوم التسخير حسب القرضاوي الذي قال مطلع الربيع الإخواني أن الله سخر لنا أمريكا لنشر الحريات، ومفهوم حماس أن سوريا حزب البعث العربي الإشتراكي كانت مُسخرة من الله لحماس مشعل، وكان الإنقلاب الدموي والجحود على حزب البعث الكافر مشروع لتمكين فرع إخوان سوريا من الحكم، وينسحب هذا المفهوم على كل التنظيمات التكفيرية بالوطن العربي والبلدان الإسلامية ومنها طالبان أفغانستان فعقيدة تكفير الآخر هي الأساس والبقية تكتيك وتحالف المرحلة فقط لاغير، وحزب البعث مُسخر لمشعل، وإيران مُسخرة لطالبان حتى التمكين.

بوتين يكشف المستور

اليوم في بالمؤتمر الصحفي الذي جمعه مع المستشارة الإلمانية ميركل قال بوتين: “يجب منع انتشار الإرهابيين إلى دول جوار أفغانستان بما في ذلك من يتسترون بأنهم لاجئون”، وأضاف بالقول: “سيطرة طالبان على معظم أراضي أفغانستان واقع يجب أخذه في الاعتبار لمنع انهيار الدولة الأفغاني وابدى بوتين الامل في أن توفي طالبان بوعودها بإعادة النظام في أفغانستان”، وكذلك تحرص الصين وإيران على إعادة الإستقرار لأفغانستان بأسرع وقت ممكن ومنع تحول أفغانستان إلى دولة منفلته ومرتعا للتنظيمات التكفيرية ومنطلقا للعمليات الارهابية في الدول المجاورة الصين روسيا وإيران.

الغرب هرب والشرق بقى

الدول الغربية أقفلت سفاراتها في كابول ودول الشرق إيران والصين وروسيا أبقت سفارتها ودبلوماسيها وعلى أمل ان طالبان اليوم قد استوعبت الدرس ولم تعد تعد طالبان الامس والمعيار بذلك هو عقيدة التكفير الوهابي لا سواه.

أمريكا الصهيونية الخبيثة

أمريكا أطلقت سراح دواعش جوانتنامو وإعادة تدويرهم في دول الحلفاء، واستقدمت دواعش إلى أفغانستان وعلى قدم وساق بانهاء مهام دواعش وإخوان الربيع التكفيري في تونس وليبيا وسوريا واليمن ومصر، تمهيدا لنقلهم إلى أفغانستان طالبان، وانسحبت بطريقة دراماتيكية من أفغانستان وتركت أكوام هائلة من السلاح، وفي ظل انفلات أمني في أفغانستان سيجد السلاح طريقة نحو الدواعش لزعزعة استقرار الصين المنافس الاقتصادي الرئيسي لزعامة أمريكا بالعالم وكما تم إسقاط المعسكر الإشتراكي يراد استنزاف الصين لذات الهدف ولاننسى أيضا زعزعة إيران والمستفيد تل أبيب.

طالبان وطالبان

الأعراب أشد كفرا ونفاقاً، لذلك لم ولم يستوعب الدرس أعراب التكفير دواعش وإخوان وأنظمة ملكية ومن دار في فلكهم، فهم يلدغون من أجحار أمريكا وتل أبيب المرة تلو المرة وبكل تلذذ وإدمان منقطع النظير إلّا من رحم ربي.

والسؤال المشروع هل ستستمر طالبان على النهج السابق بالرغم من كل ماجرى لها من عام 2001م، مثلها مثل الأعراب الأشد كفرا ونفاقا، أو تقلب الطاولة على أمريكا وتل أبيب والتكفير والأشد كفراً ونفاقاً، الأحداث ستكشف ذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المشهد اليمني الأول
المحرر السياسي
20 أغسطس 2021م