مقالات مشابهة

قالها خبير سياسي روسي منذ سنوات: ابن سلمان هو العقبة الأولى في طريق استعادة المملكة مكانتها من جديد.

في مقال تحليلي مضى عليه 4 سنوات وما زال صالحاً إلى يومنا هذا، نشر موقع “جيوبوليتيكا” الروسي تحليلا للأوضاع في المملكة السعودية في ظل حكم محمد بن سلمان، ينسب إلى الخبير السياسي الروسي، “Victor Mikhin”، أعده حول المصاعب التي باتت تواجه المملكة في الفترات الأخيرة.

يقول “ميخين” إن منطقة الأوسط والخليج الفارسي تحديداً أصبحت تثير استغراب العالم، رغم أنه بات من الصعب إثارة الاستغراب عقب ما تسمى بثورات الربيع العربي، والأحداث المثيرة التي تمر بها أوروبا وأمريكا”.

واستطرد ميخين في تحليله إلى ما جرى في المنطقة بعد أزمة حصار قطر، حيث أخبر عن تداعيات إقليمية وعالمية، معتبرا بأن السعودية لم يعد بإمكانها الدخول في معترك الحياة السياسية العالمية، لأن دوائر الحكم فيها لا تحوي أصحاب خبرة يستطيعون قراءة الأحداث والتفاعل مع الواقع.

واستشهد ميخين بحربي اليمن وسوريا، حيث دعمت المملكة الحرب ضد الرئيس السوري بشار بالأموال لكنها سرعان ما انقلبت على التيارات المعارضة في عهد سلمان.

كما وصف “ميخين” الحرب على اليمن بأنها ابتدأت بأوامر من الملك سلمان، وتنفيذ ولي العهد السعودي، الذي ورط المملكة فيها، ولم يعد لديه شجاعة ولا قدرة التنصل منها، أو الخروج والانسحاب.

وقال الخبير الروسي إن الرياض كانت تأمل أن تحارب القاهرة وعمان وإسلام أباد في اليمن نيابةً عنها، لكنها اكتشفت مع الوقت أنه لا أحد يدفع ضريبة أحد، ولا أحد يقاتل من أجل مصالح الآخرين، لذلك فشلت كافة السياسات السعودية في اليمن رغم امتلاك المملكة السعودية أحدث الأسلحة التي أجبرهم ترامب على شرائها مقابل الحماية، هذه الترسانة التي لم تساعد السعوديين في عدوانهم على اليمن، خاصة وأنهم اكتشفوا أن المقاومة في اليمن بدأت تستخدم أسلحة سوفيتية قديمة لتوجيه ضربات موجعة للمملكة.

انهيار داخلي كامل

وتناول المحلل الروسي وضع المملكة السعودية الداخلي، قائلا بأنه الوضع بات أقرب للانهيار الكامل، خاصة مع فشل حكومة المملكة في الاعتماد على غير النفط، وفشل سياسات ابن سلمان في الانتقال باقتصاد المملكة إلى الاقتصاد المتنوع، وهذا ما أضر بالمملكة بعد تراجع أسعار النفط تراجعا حادا خلال الفترات الماضية، مع إظهار المؤشرات السوقية للنفط عدم ارتفاع أسعاره في الأجل القريب للمستوى المطلوب.

ويرى خبراء، بحسب الموقع، أن ارتفاع أسعار النفط السريع بات أمرا غير مطروح اليوم، الأمر الذي دفع المملكة السعودية إلى البحث بأي وسيلة عن مستثمرين أجانب يدخلون أسواقها لتعويض العجز الكبير في ميزانية المملكة.

أما عن الأوضاع داخل أوساط العائلة الحاكمة، قال “ميخين” أن المشاكل التي تواجه ولي العهد السعودي تعود إلى تعيينه وليا للعهد بمخالفة كافة تقاليد الحكم المعمول بها منذ نشأة الدولة السعودية.

وقال “ميخين”: “ما يزيد الأزمة هو تلك التقارير التي تتحدث عن إزاحة ولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف بالقوة عن منصبه ووضعه تحت الإقامة الجبرية، ما يوضح كيف أن الأمور متوترة بصورة كبيرة داخل العائلة المالكة، فهو لا يمتلك خبرة سياسية عالمية، فهو لم يحصل على تعليم مناسب، حيث تخرج من كلية الحقوق في الرياض فقط، واحتل مناصب عليا بفضل والده فقط”.

ورأى ميخين أن من الصعب على ابن سلمان إخراج المملكة من الأزمات التي صنعها بنفسه، بسبب تصريحاته ضد إيران وإن تراجع عنها فيما بعد.