مقالات مشابهة

السيد نصر الله: كيان العدو الإسرائيلي يعيش “القلق الوجودي” للمرة الأولى ويحاول التنفس بالتطبيع وردة فعل السعودية من قرداحي مبالغة جدا إذ أن مشكلتها الكبيرة فشلها في مأرب اليمنية

بثت عدة قنوات بما فيها قناة المسيرة، كلمة مباشرة للأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، اليوم الخميس، وذلك بمناسبة يوم الشهيد.

وأوضح نصر الله، في بداية الكلمة أن إنجازات الشهداء ملموسة بالنسبة إلينا على عكس الضوضاء الإعلامي المستمر منذ سنوات ضدنا، وأن إنجازات الشهداء تأريخية ومن أهمها تحرير الأرض وتحرير الأسرى والحماية والردع وهي مستمرة.

وأكد نصر الله أن من إنجازات الشهداء مواجهة المشروع الأمريكي التكفيري في المنطقة الذي انتصرنا عليه، وأن هناك اعتراف عربي بانتصار سوريا وبهزيمة المشروع الذي أُنفقت فيه مئات المليارات العربية.

وأضاف، أن من إنجازات الشهداء منع الحرب الأهلية التي لا يزال يجري التخطيط لها، ومن إنجازات الشهداء منع الإطباق الأمريكي الكامل على لبنان.

وأشار الى أن عنوان “إسرائيل” اليوم هو القلق بعدما تحدثت في “زمن الربيع العربي” عن بيئة مناسبة لها، وأن المناورات الإسرائيلية المتكررة في شمال فلسطين المحتلة تعكس القلق الإسرائيلي من لبنان.

وأكد نصر الله، أن المناورات الإسرائيلية تعكس الخوف من اقتحام لبنان للمستعمرات في الجليل، وأنها تعكس فرضية المخاوف من أن “المقاومة ستدخل إلى الجليل”.

وأضاف أن الإسرائيليون يدركون قوة المقاومة وصدقها وعلو شأنها وأهمية عقولها الاستراتيجية، ويدركون أنه إذا دخلت المقاومة إلى شمال فلسطين والجليل فستكون لذلك تداعيات كبيرة جداً على كيان الاحتلال. وتابع: أن الإسرائيليون يعيشون هاجس الخوف من تنامي قوة محور المقاومة ولا سيما بعد معركة “سيف القدس”.

ولفت نصر الله الى أن هناك من يتحدث في لبنان عن “ضعف” محور المقاومة رغم تأكيد المعطيات عكس ذلك، وأوضح أن العنف الإسرائيلي المتزايد على الأسرى والفلسطينيين ليس علامة قوة بل هو علامة قلق وذعر.

وكشف نصر الله أن “إسرائيل” تعيش “القلق الوجودي” للمرة الأولى وتحاول التنفس من خلال مسار التطبيع، وأن كل الدول التي تطبع معها “إسرائيل” لن تستطيع حمايتها وهي تعلم ذلك.

ردة فعل السعودية على تصريحات الوزير قرداحي مبالغ فيها جداً

وفي ما يخص الأزمة اللبنانية – السعودية الأخيرة، أكد الأمين العام لحزب الله أنّ السعودية “هي التي افتعلت الأزمة الاخيرة مع لبنان ولسنا معنيين بالتصعيد”.

وأوضح السيد نصر الله أنه “من واجبنا كمظلومين في الحملة السعودية على لبنان أن نعرض الوقائع لأسباب هذه الأزمة”، مضيفاً أنه “من بين فرضيات الأزمة عدم معرفة السعودية مسبقاً بتصريحات وزير الإعلام اللبناني”.

وشدد على أنّ “ردة فعل السعودية على تصريحات الوزير قرداحي مبالغ فيها جداً جداً جداً”، مشيراً إلى أن “هناك مسؤولون أميركيون ودبلوماسيون عرب وصفوا الحرب على اليمن بعبارات أقسى من تصريح قرداحي”.

ولفت السيد نصر الله إلى أن “هناك دول شتمت رسول الله وقام رؤساء تلك الدول بحماية الشاتمين ولم تفعل السعودية شيئاً لهم”، وتساءل: “السعودية قدمت نفسها صديقة لجزء كبير من الشعب اللبناني.. فهل يتعاطى كذلك الصديق؟”.

وأكمل أنّ “سوريا التي نقول عنها عنها صديقة لبنان لم تقدم على خطوة ضد بلدنا رغم شتمها خلال 16 عاماً”، موضحاً أنها “لم تقف عائقاً دون وصول الغاز والكهرباء إلى لبنان رغم الحملات والشتائم والاعتداءات”.

وأكد أنّ “إيران كذلك واصلت استعدادها لتقديم المساعدة ولم تمنّن أحداً رغم الحملات والشتائم”، وتابع متوجهاً بالكلام إلى “أصدقاء السعودية” في لبنان: “هل هكذا يتصرف صديق مع بلد لمجرد مشكلة مع وزير؟”.

كما لفت السيد نصر الله إلى أنه “رفضنا إقالة وزير الإعلام اللبناني أو استقالته”، مضيفاً: “هل الاستقالة أو الإقالة تعكس دولة ذات سيادة أو ذات كرامة؟ أو هل تحل المسألة مع السعودية؟”.

وتساءل السيد نصر الله: “المطالب والشروط السعودية لا تنتهي في لبنان وهل المصلحة الوطنية هي في الخضوع والاذلال؟”، مشيراً إلى أنه “من احتمالات الأزمة هو أنّ السعودية تبحث عن حجة لافتعال أزمة مع لبنان”.

وتابع أنه “نحن نعرف الدور السعودي في حرب تموز والتحريض السعودي من أجل مواصلة تلك الحرب”، مؤكداً أنّ “السعودية تريد من حلفائها في لبنان أن يخوضوا حرباً أهلية مع حزب الله خدمة لإسرائيل وأمريكا”.

وأوضح السيد نصر الله أنّ السعودية “لم تعطِ لبنان أي مساعدة منذ سنوات لأنها تريد حرباً أهلية”، مضيفاً أن “هناك صنفان في لبنان أحدهما لا يريد حرباً أهلية وآخر لا يقدر على خوض هكذا حرب”.

وقال أنّ “وزير الخارجية السعودي نفسه اعترف بأنّ مشكلته مع لبنان هي مع حزب الله”، مشيراً إلى أنّ السعودية “اعترفت كذلك أنّ مشكلتها مع لبنان هي اليمن”.

مقولة إننا حزب مهيمن هي أكبر كذبة حالية في لبنان

وأكد الأمين العام لحزب الله أنّ “أي لبناني يدرك أنّ المزاعم السعودية حول هيمنة حزب الله على لبنان هي غير صحيحة أبداً”، لافتاً إلى أنّ “المزاعم السعودية هذه سخيفة والأسخف منها هو فكرة “الاحتلال الإيراني” للبنان”.

وأردف أنه “لا ننكر بأننا جهة مؤثرة وبأننا أكبر حزب على المستوى السياسي والهيكلية ولكن لا نهيمن”، مشدداً على أنه “هناك قوى أقل من قوتنا بكثير ولها تأثير كبير على الدولة ولا سيما في القضاء”.

وتساءل السيد نصر الله: “هل نحن حزب يهيمن على لبنان في وقت هو غير قادر على التأثير على تنحية قاض عن ملف معين؟”، مضيفاً: “هل نحن حزب مهيمن في وقت لبّينا مطلب عدم إيصال سفن المازوت إلى الشواطئ اللبنانية؟”.

وتابع: “هل نحن حزب مهيمن ولم يستمع إلينا أحد بإعادة التنسيق والعلاقات مع سوريا ومع الشرق؟”، مؤكداً أنّ “مقولة إننا حزب مهيمن هي أكبر كذبة حالية في لبنان والمنطقة وهي تافهة وسخيفة وحجة واهية”. وأضاف: “حجة السعودية بأننا حزب مهيمن على لبنان هي كذب محض وافتراء كامل”.

المسألة السعودية هي في اليمن وتحديداً في مأرب

وقال السيد نصر الله أنه “قبلنا بالعقوبات السعودية بحقنا منذ سنوات بسبب موقفنا من الحرب على اليمن”، مشيراً إلى أنّ “المسألة السعودية هي في اليمن وتحديداً في مأرب ونتائج الحرب التي فشلت بشكل كامل”.

وشدد السيد نصر الله على أنّ “الأميركيون أنفسهم أكدوا أنّ سقوط مأرب هي هزيمة مدوية للسعودية التي تدرك ذلك”، مضيفاً أنّ “المفاوضات السعودية والايرانية لم تتطرق إلى لبنان من أي زاوية كانت”.

وأضاف أنّ “السعودية طلبت من الايرانيين التوسط في اليمن لكن الايرانيين قالوا أنّ المسالة تتعلق باليمنيين”، مؤكداً على أنّ “الانتصارات في اليمن صنعها قادة يمنيون وعقول يمنية ومعجزات يمنية ونصر إلهي لليمن”. ولفت السيد نصر الله إلى أنّ “النظام السعودي يستحقر الآخرين ويستخف بإنجازاتهم”، موضحاً أنه “نحن لا علاقة لنا بإنجازات اليمنيين”.

وتوجه السيد نصر الله للسعودية قائلاً: “إذا كنتم تريد وقف الحرب فالطريق الوحيد لذلك هو أن تقبلوا بوقف النار ورفع الحصار”، مضيفاً: “إذا كنتم تريدون وقف الحرب فالطريق الوحيد لذلك هو أن تقبلوا بوقف النار ورفع الحصار”.

ختاماً، دعا السيد نصر الله “إلى التهدئة بشأن الأحكام القضائية حول المشاكل الأخيرة في لبنان”، مشيراً إلى أنه “نحن منفتحون على الحوار”.

وأكد أنه “نواصل متابعة التحقيقات بمجرزة الطيونة التي ارتكبها حزب القوات اللبنانية عن سبق إصرار وترصد”، لافتاً إلى أنه “لا صحة أبداً لوجود مقايضة بين قضية انفجار مرفأ بيروت ومجزرة الطيونة”.