مقالات مشابهة

المندوب السامي البريطاني “تريمبل” ومحاولة ضم حضرموت للسعودي عام 1966م والاحتلال الاماراتي السعودي بالتكرار ومالم تحققه بريطانيا العظمى لا ولن يحققه البعران

المندوب السامي البريطاني ” تريمبل” ومحاولة ضم حضرموت للسعودي عام 1966م والاحتلال الاماراتي السعودي بالتكرار ومالم تحققه بريطانيا العظمى لا ولن يحققه البعران

“خاص”

سلخ حضرموت للسعودي بالانجليزي

في فبراير من عام 1966م قام “ريتشارد تريمبل” المندوب السامي البريطاني، وهو الحاكم الفعلي لماسمي باتحاد الجنوب العربي والمحميات الشرقية بزيارة إلى حضرموت وبمهام صهيونية استعمارية لدراسة واقع حضرموت في المكلا وسيئون من خلال استطلاع آراء العملاء والمرتزقة والخونة من سلاطين سلطنات الكثيري والقعيطي لترتيب اوضاع الكيانات الاستعمارية قبل رحيل الاستعمار البريطاني الصهيوني لضمان استمرار ولاء هذه الكيانات للغرب الراسمالي الامبريالي بعد حقبة الاستعمار وبطريقة التمثيل بديماغوجية الاستفتاء وحق تقري المصير بديمقراطية المال والاعلام وصندوق الخونة والعملاء والمرتزقة واعتبار النتائج المحسومه سلفا كشرعية مزيفة للتاريخ والجغرافيا والوطنية اليمنية.

وتوالت الزيارات الاستعمارية إلى حضرموت من مسؤولي وزارة الخارجية البريطانية ودول الكمنولث البريطاني ومنهم اخر سامي بريطاني في عدن المندوب “تريفليان” وجميع هذة الزيارات الاستعمارية ايدت توصيات “ريتشارد تريمبل” الوارد في تقريره بعد زيارة حضرموت وقد لخص االتقرير الدبلوماسي الاستاذ / عبدالعزيز علي القعيطي في كتابه (ربع قرن في الدبلوماسية).

بالقول أن التقرير تلخص بالتوصيات التالية:

– معظم او غالبية السكان من المدنيين في حضرموت لايميلون إلى الإنضمام للاتحاد الفيدرالي ( اتحاد الجنوب العربي )
– سكان وقبائل شمال حضرموت – البدو والصحراء يميلون للإلتحاق بالمملكة العربية السعودية.
– سلطان حضرموت يفضل الإرتباط بالمملكة العربية السعودية حيث طلب سلطان حضرموت التوسط لترتيب لقاء مع الملك فيصل لذلك لا يفضل سلطان حضرموت ألحاق سلطنته باي جماعة أخرى وطالب السلطان بالتعويض المالي في حالة اوقفت حكومة صاحبة الجلالة بريطانيا العظمى المساعدات الفنية والمالية لحضرموت.

-اوصى المندوب السامي “ريتشارد تريمبل” وبإسم صاحبة الجلالة بتشكيل وفد من وزراء أتحاد الجنوب العربي والمحميات الشرقية لزيارة المملكة العربية السعودية ومقابلة الملك فيصل والتعرف على نُصحه ورأيه في الحل الصائب لمستقبل ووضع حضرموت والمهرة خاصة والجنوب العربي عامة وجاء ذلك بعد احتلال بريطانيا لجنوب اليمن دام اكثر من 126 عام.

حاول اثنائها اغتيال الهوية اليمنية الجنوبية بمسمى اتحاد الجنوب العربي الفيدرالي لكيانات استعمارية مكونة من 21 سلطنة ومشيخة منها مستعمرة عدن وبواقع المحميات الغربية ولكل سلطنة جيش مناطقي عنصري وكان الاحتلال العثماني للشمال والاحتلال البريطاني للجنوب قد وقعا اتفاقية الانجلو – عثماني في عام 1914م وقبل اندلاع الحرب العالمية الثانية باشهر لتقسيم اليمن الى شطرين لاول مرة بالتاريخ بعد تشكيل لجان مشتركة لترسيم حدود التشطير في عام 1907م وهي الحدود الشطرية المعروفة قبل وحدة 22 مايو 1990م.

بريطانيا تبيع الجنوب للسعودية

صحيفة الجمهورية المصرية العدد “481” وبتاريخ 22 فبراير من عام 1967م وعلى لسان عبد القوي مكاوي تكشف عن موامرة بريطانيا الاستعمار لبيع الجنوب للسعودية بعد رحيلها من الجنوب تتضمن تعيين ابن الملك فيصل ” عبدالله الفيصل” رئيسا لدولة عدن وسلخ حضرموت عن اليمن وضمها للسعودية وموعد التوقيع على الصفقة الاستعمارية في 9 مايو 1967م عند زيارة الملك فيصل الى بريطانيا طبقاً للتوصيات الوارده بتقرير المندوب السامي البريطاني الصهيوني”ريتشارد تريمبل” بعد زيارته الى حضرموت في فبراير عام 1966م .

مؤامرة ناصر وفيصل على الجنوب

في اغسطس من عام 1965م انشق المشائخ وعلى راسهم عبدالله بن حسين الاحمر عن جمهورية 26 سبتمبر 1962م، وغادرو الى السعودية وايدوا مؤتمر جدة الذي اعلن عن الغاء النظام الجمهوري الثوري والنظام الملكي الوطني ولمصلحة ما اسموه قيام الدولة الاسلامية بالطرف الثالث المشايخ او الطرف المعتدل لاحقا الجمهورية المعتدلة الوسطية.

والزعيم جمال عبد الناصر يهرع الى السعودية ويلتقي بالملك فيصل ويوقع اتفاقية جدة في 25 اغسطس 1965م لانهاء الحرب الاهلية باليمن والبنود المعلنة انسحاب الجيش المصري من اليمن مقابل وقف دعم السعودية للملكيين وعقد مؤتمر خمر للسلام بين اليمنيين والبنود السريةالغير مُعلنة نصت على الغاء النظام الجمهوري والملكي معاً و عندما علم الوفد الجمهوري المفاوض في مؤتمر خمر بالغاء النظام الجمهوري انسحب من المؤتمر وفشل المؤتمر ومن تداعيات اتفاقية جدة احتجاز عبدالله السلال في مصر ولمدة 8 اشهر وتكليف نائبه الفريق محمد حسن العمري بالقيام بمهام رئيس الجمهورية العربية اليمنية……الخ.

وفيما يخص الجنوب نصت البنود السرية على الغاء الكفاح المسلح في الجنوب اليمني واعتماد المفاوضات السلمية لنيل الاستقلال من بريطانيا، “المرجع كتاب مؤتمر خمر ومحاولات السلام في اليمن للشعيبي” والجبهة القومية بالجنوب تعتبر المؤتمر الذي عقد بين الزعيم جمال عبد الناصر والملك فيصل بن سعود هو مؤتمر الخيانة وفي ديسمبر من عام 1965م المخابرات المصرية تأسس جبهة التحرير في الجنوب التي تضم احزاب العملاء عشال وعبد الله الاصنج والسلاطين ووزراء حكومة ما يسمى بالاتحاد الفيدرالي العربي واعتماد النضال السلمي والمفاوضات لنيل الاستقلال.

والزعيم ناصر يعلن الدعم الكامل لجبهة التحرير الجديدة وتحت تأثير شخصية الزعيم ناصر على الساحة العربية واليمنية ينشق اعضاء من الجبهة القومية وينظموا الى جبهة التحرير التي تضم ايضا في قوامها قوى وطنية ناصرية ثورية قامت بعمليات فدائية مُسلحة ضد الاحتلال البريطاني لاحقاً ” للامانة التاريخية”.

وفي 13 يناير من عام 1966م حاولت المخابرات المصرية الدمج القسري بين الجبهة القومية التي تعتمد الكفاح المسلح وبين جبهة التحرير التي تعتمد معظم فصائلها على النضال السلمي ولميلاد مخلوق مشوه يسمى منظمة التحرير والغاء الكفاح المسلح واتباع النضال السلمي لنيل الاستقلال طبقا للبنود السرية الغير معلنة الملحقة باتفاقية 25 اغسطس 1965م والقاضي بالغاء النظام الجمهوري الثوري بالشمال المعادي للرجعية السعودية والاستعمار وامريكا والصهيونية ولمصلحة المشايخ الرجعيين والغاء الكفاح المسلح بالجنوب ولمصلحة السلاطين والخونة بالجنوب وليرتمي اليمن شمالا وجنوبا باحضان بن سعود وكيل امريكا واليهود .

عنتر يفشل مؤامرة ناصر وبن سعود

اثناء الاجتماع الذي ضم جبهة التحرير والجبهة القومية وبحضور ضباط من المخابرات المصرية للدمج القسري بينهما في 13 يناير من عام 1966م انتفض المناضل على أحمد ناصر عنتر قائد جبهة ردفان في وجه ضباط المخابرات المصرية قائلا لهم: “لايمكن اطلاقاً ان نتحد مع السلاطين ووزراء حكومة الاتحاد العربي الخونة والعملاء الذين نقاتلهم من سنوات” “المرجع كتيب الاثنين الدامي في عدن..

منشورات الحزب الاشتراكي” ولاحقا وببيان رسمي اعلنت الجبهة القومية خروجها من الاتفاق والزعيم جمال عبد الناصر يمنع الدعم المالي والمادي والاعلامي عن الجبهة القومية ويحول الدعم الى جبهة التحرير والتنظيم الشعبي الثوري، والجبهة القومية واصلت الكفاح المسلح بالإمكانيات اليمنية المتاحة وبثلاثة مسارات، الاول ضد العملاء والخونة والمرتزقة والسلاطين اصحاب الجيوش المناطقية العنصرية، والمسار الثاني ضد جبهة التحرير، حيث تمكنت الجبهة القومية من هزيمة جبهة التحرير والتنظيم الثوري الشعبي الموالي للقاهرة التي كانت تعيش اجواء هزيمة 7حزيران يونيو 1967م من العدو الاسرائيلي وبينما كان العرب يعيشون مرارة الهزيمة التي اسموها نكسة كان ثوار الجبهة القومية وبالواحدية اليمنية.

وعلى المسار الثالث يحققون الانتصارات العسكرية الحاسمة فتم تحرير امارة الضالع في 21 يونيو 1967م وتوالى سقوط الكيانات الاستعماريةالمناطقية سريعا ودراماتيكيا وحسب وصف الفقيد عبد الله البردوني في مؤلفه الثورة والثقافة في اليمن..“تم اقتلاع المشيخات والسلطنات بسهولة كما يقلع المزارع البصل من الحقل.. بصلة.. بصلة”.

وفي 30 نوفمبر من عام 1967م تم اعلان قيام جمهورية اليمن الجنوبية في زمن ارتماء نظام صنعاء بالحضن السعودي المُحتفي بهزيمة العرب من العدو الصهيوني ولاحقا ارتماء مصر السادات في الكنيست الاسرائيلي في مارس عام 1979م وخروجها من الصراع العربي الصهيوني.

الاحتلال الاماراتي المُتصهين على خطى الاستعمار الصهيوني الانجليزي

ما يحدث بالجنوب اليمني اليوم بالقرن الواحد والعشرين هو تكرار لمحاولات الاستعمار الصهيوني البريطاني للجنوب اليمني على مدى 128 عام وقال الاستعمار البريطاني بالجنوب العربي، وكذلك يقول مرتزقة الاحتلال الاماراتي السعودي اليوم بالجنوب العربي وقال المندوب السامي “ريتشارد تريمبل” بسلخ حضرموت وضمها للسعودي.

وسيقال لاحقاً ان مشايخ واعيان وشعب حضرموت بباطل الانضمام الى كيان بن سعود او بكيان جديد ناكر للهوية اليمنية والتاريخ وبتمثيلية حق تقرير المصير بالاستفتاء والخروج من مسمى اليمن الفيدرالي وقال الاستعمار الاماراتي السعودي بقوات النخب العنصرية المناطقية بالجنوب وكذلك انشاء الاستعمار البريطاني بالماضي قوات مناطقية عنصرية اغتالت الهوية اليمنية الجنوبية ومالم يحققه الاستعمار البريطاني الصهيوني لا ولن تحققه مشيخة عيال زايد المتصهينة وبريطانيا لعظمى لم تعد بريطانيا وعظمى وكذلك الامارات العربية المتحدة لن تعود امارات ومتحدة وكذلك الكيان السعودي سيزول بجمهورية الحجاز ونجد.
ومن عاش خبر.

_____________
المشهد اليمني الأول
المحرر السياسي
6 ديسمبر 2021م