مقالات مشابهة

اتفاقية الطائف 1934م واتفاقية جدة 2000م مع السعودية: بين هاشمية الامام يحيى ووطنية أدوات الوصاية السعودية.. من فرط؟ ومن حفظ حقوق اليمن أرضاً وانسانا!؟ “نص المعاهدتين وموقع العدوان منهما”

اتفاقية الطائف 1934م واتفاقية جدة 2000م مع السعودية: بين هاشمية الامام يحيى ووطنية أدوات الوصاية السعودية.. من فرط؟ ومن حفظ حقوق اليمن أرضاً وانسانا!؟ “نص المعاهدتين وموقع العدوان منهما”

“خاص”

هاشمية الامام يحيى والوطنية اليمنية

الفقيد عبدالله البردوني وفي كتابه الثقافة والثورة في اليمن قال إن الامام يحيى بن حميد الدين تخلى عن هاشميته وحارب الهاشمي محمد بن علي الادريسي المتحالف مع بريطانيا وبن سعود، وضم جنوب عسير ونجران وجيزان للوطن اليمني التاريخي. وكذلك وفي نفس الكتاب يذكر البردوني ان الامام يحيى بن حميد الدين رفض التحالف مع الاستعمار البريطاني ضد السلطنة العثمانية في مطلع القرن العشرين الميلادي قبل اندلاع الحرب العالمية الأولى وحينها قال الامام يحيى لضباط المخابرات البريطانية نحن نقاتل الاتراك من اجل وطننا اليمن ولا نقاتلهم من اجل بريطانيا.

واثناء الحرب مع السعودية رفض الامام يحيى عرض من إيطاليا للدخول معه بالحرب ضد السعودية حيث كانت اليمن تربطه معاهدات وعلاقات وثيقة مع إيطاليا التي تحتل اثيوبيا حينها وبرر الامام يحيى ذلك بانه لا يريد تدخل الأجانب في النزعات بين العرب المسلمين، وخاض الامام يحيى حربا طويلة مع الادريسي وآل عايض الذين استدعوا بن سعود وبريطانيا لحمايتهم وانتهت الحرب بتوقيع اتفاقية الطائف مايو 1934م بين اليمن والسعودية وأصحاب المشاريع الاستعمارية المناطقية الصغيرة الى مزابل التاريخ والعار الخالد.

بريطانيا وتمزيق اليمن في القرن العشرين

بعد 8 سنوات من الكفاح المسلح ضد الاحتلال العثماني عُقد “اتفاق دعان” 1911م بين الاحتلال العثماني والامام يحيى حميد الدين وبموجبه كانت اليمن صنعاء اول دولة عربية مُستقلة بالوطن العربي ورحل الأتراك عام 1916م، واثناء ذلك كانت الصهيونية العالمية وبأدواتها الاستعمار البريطاني وبن سعود يحضرون لسلخ الساحل الغربي وجيزان ونجران وعسير عن اليمن وبحكام تابعين للصهيونية العالمية بالوكلاء السعودي والانجليزي.

وفي عام 1911م احضرت بريطانيا الهاشمي “محمد بن علي الإدريسي” من المغرب العربي إلى جنوب عسير واستولى على جيزان ونجران واعلن قيام الامارة الادريسية وعقد اتفاقية حماية مع بريطانيا في عام 1915م، والأسطول الحربي البريطاني يحتل اللحية عام 1917م ثم يحتل الحديدة عام 1918م ويضمهما إلى إمارة الإدريسي، وبن سعود الوهابي يعترف بالكيان الاستعماري الإدريسي الهاشمي الممزق لليمن في عام 1920م، وبريطانيا تنسحب من الساحل الغربي والحديدة عام 1921م وتضم جزيرة كمران لمستعمرة عدن.

وبالمثل الشيخ “حسن آل عايض” عامل الاحتلال العثماني على شمال عسير، وبعد رحيل الاتراك اعلن شمال عسير سلطنة مُنسلخة عن اليمن وبن سعود يدعم كيان ال عايض الاستعماري وفي مايو من عام 1920م سلطان نجد بن سعود الوهابي المتوحش يحتل شمال عسير ويبقي “حسن آل عايض” حاكماً تابعاً له ولاحقاً ال عايض يتحالف مع ملك الحجاز “الشريف حسين” ويحرر شمال عسير، وبن سعود يحتلها مجدداً في أكتوبر 1922م، وآل عايض يستسلم يعيش بقيه حياته في نجد بالسكن والراتب السعودي.

وفي 3 مايو 1924 حرر الإمام يحيى الساحل الغربي والحديدة ويقضي على فتنة “الفتيني” الذي كان يتلقى السلاح من الطائرات البريطانية، والجيش اليمني يحاصر مدينتي صبيا وجيزان، والهاشمي حسن الإدريسي يستدعي الوهابي بن سعود لحمايته ويوقع معاهدة حماية عام 1925م، وفي أكتوبر 1930م بن سعود يفرض معاهدة جديدة على الإدريسي تنص على نقل السلطة بالكامل إلى بن سعود بعد وفاة الإدريسي الذي يتحالف مع حزب الأحرار الحجازي ضد بن سعود الذي يستولي بالكامل على جنوب عسير وجيزان ونجران ويهرب الإدريسي إلى صنعاء؛ وفي سبتمبر 1932م يُعلن قيام المملكة العربية السعودية، وفي إبريل 1933م الأمير أحمد بن حميد الدين يحرر نجران، ويتجه الى تحرير جيزان وعسير، وبن سعود يصاب بالهلع ويرسل وفد الى صنعاء ويطلب وقف الحرب ويوافق على ضم نجران لليمن والبدء بالمفاوضات حول عسير وجيزان.

غُدار يا بن سعود

اثناء المفاوضات بين اليمن والسعودية وحديث السلام ووقف الحرب كان للصهيونية العالمية حديث آخر مناقض للسلام بعدوان غادر وخاطف وبأسلحة حديث، حيث قامت شركة النفط “ستاندرد أويل أوف نيوجرسي” الأمريكية -لاحقاً شركة أرامكو- بمنح بن سعود قرضاً مالياً لشراء أسلحة حديثة ومتطورة وتسليح العدو السعودي.

وفي مارس 1934م شن العدو السعودي عدوان غادر على اليمن وعلى جبهتين الأولى من الشمال نجران ويتعثر في الجبال، والثانية على الساحل حيث يحتل الساحل الغربي بالكامل حتى مشارف تعز؛ ومؤسس الكيان السعودي ومخترع الزي الوهابي القصير ضابط المخابرات البريطانية “جون فيلبي” من اصل يهودي لاحقاً “الحاج عبدالله فيلبي” يذكر في مذكراته ويقول: “عندما علم عبد العزيز بن سعود بتوغل قواته في الساحل الغربي صرخ عالياً وأصدر أوامره بانسحابها فوراً لأن اليمن مقبرة الغزاة”، وان الامام يحيى يستدرج قواته الى مقتلة محققة.

أثناء ذلك كان الإعلام الغربي يتحدث عن إسقاط صنعاء إعلامياً وضم مملكة اليمن لأملاك بن سعود كما ضم مملكة الحجاز، وبشكل مفاجئ للجميع وغير متوقع وفي مايو من عام 1934م يعلن عن توقيع اتفاقية الطائف، وبموجبها وافق اليمن على وضع عسير ونجران وجيزان تحت إشراف السعودية ولمدة عشرين عاماً؛ وفي عام 1954 الإمام أحمد بن حميد الدين يجددها لعشرين عام آخر حتى عام 1974م، ورئيس الوزراء في الجمهورية العربية اليمنية القاضي عبدالله الحجري يعلن من الرياض في عام 1974م ان الحدود منتهية بين اليمن والسعودية فكانت نهايته السياسية وتم اغتياله لاحقاً في لندن الاستعمار.

ملخص اتفاقية الطائف

تم توقيع اتفاقية الطائف بين المملكة المتوكلية اليمنية والمملكة العربية السعودية في 6 صفر سنة 1353 هـ الموافق 19 مايو سنة 1934م وسميت بمعاهدة الصداقة الإسلامية والاخوة العربية وضمت المعاهدة 23 ثلاثة وعشرين مادة، نصت على وقف الحرب بين البلدين، واستقلال كل منهما، كما قامت بتعيين الحدود بينهما، وتحددت مدة سريانها بعشرين عاماً على أن تجدد من تلقاء نفسها ما لم يعرب أحد الطرفين أو كلاهما عن رغبته في تعديلها.

ونصت المادة الخامسة على تعهد الطرفين بعدم إيجاد أي بناء محصن في مسافة خمسة كيلومترات من كل جانب من جانبي الحدود، وتضمنت المادة الثامنة التزام الطرفين بالامتناع عن الرجوع للقوة لحل المشكلات بينهما ويلجأ الطرفان إلى التحكيم الموضحة شروطه في ملحق المعاهدة.

وفي المادة الثانية عشر اعترف الفريقين بان رعايا كل بلد في البلد الآخر يعتبرون رعية لذلك الفريق الآخر وبأن تكون معاملة رعايا كل من الفريقين في بلاد الفريق الآخر طبقاً للأحكام الشرعية المحلية، وهذه المادة هي التي تمسك بها الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي عندما قام النظام السعودي بالتنصل من بنود اتفاقية الطائف بشأن معاملة المغتربين اليمنيين، وقام بفرض شروط الإقامة والكفيل وطرد بعض العمالة اليمنية ومضايقة واستفزاز البعض الاخر في السعودية وبشكل يخالف مواد اتفاقية الطائف، وحينها قال الحمدي لسلطان بن عبدالعزيز بيننا وبينكم اتفاقية الطائف، وكان للحمدي ما أراد.

اضغط لتنزيل نص معاهدة الطائف 1934م ومعاهدة جدة 2000م – والملاحق التابعة لهما

الحجري يعتبر الحدود نهائية والاغتيال مصيره

في30 ديسمبر 1972م تم تعيين القاضي عبدالله الحجري رئيس الوزراء في الجمهورية العربية اليمنية، وهو محسوب على الاخوان المسلمين ومعارض بشده للتقارب مع الجنوب اليمني، وكان وصول الحجري لرئاسة الحكومة بمثابة نهاية اتفاقيات الوحدة الموقعة بين شطري اليمن في مارس 1972م، وقوى اليسار القومية والاممية تعتبر الحجري رجل الوهابية السعودية باليمن فهو من دعاه العلاقات المطلقة مع السعودية.

وفي10مارس عام 1973م وصل الحجري الى السعودية وفي 17مارس 1973م صدر بيان مشترك يمني سعودي اعتبر فيه ان الحدود بين اليمن والسعودية نهائية وعقب ذلك شهدت اليمن احتجاجات شعبية والطلاب اليمنيين في القاهرة، احتلوا سفارة اليمن الشمالية.

وبعد خمسة أيام من توقيع اتفاقية الحجري قامت القوات اليمنية المسلحة الجنوبية بقصف المخفر السعودي بالوديعة بالطيران كرسالة للحجري والسعودية بأن الحدود اليمنية السعودية عالقة وقائمة، والغليان الشعبي يعم الشارع، وفي 30 مايو اغتيل عضو المجلس الجمهوري الشيخ محمد علي عثمان، والحجري ينتهز الاحداث ويعتقل حوالى 3000 من خصومه ويصدر احكام بإعدام 36 شخص.

وفي فبراير 1974م يتم اقالة الحجري من منصبه، والحجري يرفض الإقالة وانصاره بالتظاهر ويغلقون طريق صنعاء صعدة، وفي 10 ابريل ينصاع الحجري للإقالة ويغادر كرسي رئاسة الوزراء، وفي 13يونيو 1974م اعلن عن قيام الحركة التصحيحية بقيادة المقدم إبراهيم محمد الحمدي، ولاحقاً وبتاريخ 10 أبريل 1977م اغتيل القاضي عبدالله الحجري في لندن بريطانيا في سيارته خارج فندق “رويال لانكاستر” بالقرب من حديقة هايد بارك والقاتل مجهول.

صالح يتنازل نهائياً عن جيزان وعسير ونجران

في 12 يونيو من عام 2000م تم توقيع معاهدة جدة بين المملكة العربية السعودية والجمهورية اليمنية لترسيم الحدود النهائية بين البلدين وبموجب المعاهدة تم التنازل نهائياً عن جيزان ونجران وعسير في عهد علي عبدالله صالح وبموافقة زعيم الاخوان المسلمين حزب الإصلاح الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر الذي اعتبر جيزان ونجران وعسير حفنة من التراب، وبمباركة من أحزاب اللقاء المشترك الاشتراكي والناصري وآخرون، واعتبر المناضل القومي الناصري عبدالملك المخلافي ان السعودية واليمن دول عربية!

وتضمنت المعاهدة خمس مواد فقط وملاحق حيث أكدت المادة الأولى من معاهدة جدة على إلزامية وشرعية اتفاقية الطائف وملحقاتها.

وحددت المادة الثانية والثالثة خط الحدود الفاصل النهائي والدائم بين الجمهورية اليمنية والمملكة العربية السعودية وكيفية وضع المعالم والاحداثيات والخرائط وأكدت المادة الرابعة على التزام الطرفين بالمادة الخامسة من اتفاقية الطائف فيما يتعلق بإخلاء أي موقع عسكري تقل مسافته عن خمسة كيلو مترات على جانبي طول خط الحدود المرسم ونصت المادة الخامسة على سريان مفعول المعاهدة بعد التصديق عليها.

ملاحق معاهدة جدة 2000م

الملحــق الثالث اختص بخط ورسم الحدود البحرية، واختص الملحق الرابع بإعفاء مواطني البلدين الرعاة من نظام الإقامة والجوزات ومنع تواجد القوات المسلحة على جانبي الحدود وبمسافة لا تقل عن 20 كيلو متر، وتنظيم تحصيل الضرائب والجمارك واستغلال الثروات الطبيعية المشتركة على طول خط الحدود البرية الفاصل بين البلدين.

اضغط لتنزيل نص معاهدة الطائف 1934م ومعاهدة جدة 2000م – والملاحق التابعة لهما

ماذا بعد!؟

سواء كان الحديث عن اتفاقية جدة او اتفاقية الطائف، فإن العدوان السعودي مثل أكبر انتهاك للاتفاقيات، كما أن تفاصيل العدوان والتحركات العسكرية شكلت انتهاكات مضافة لتفاصيل البنود، فعند الرجوع إلى كافة بنود اتفاقية الطائف نجد أن الجانب السعودي قد أرتكب أفعالا كبيرة و مجرمة شرعا و عرفا و قانونا، وتجعل اليمنيين في حل من كل تلك الاتفاقيات بما فيها مخالفة اتفاقية جدة الحدودية.

جارة السوء السعودية مثلها مثل بني قينقاع في سالف الزمان لا عهود ولا مواثيق ولا دين ولا عروبة ولا إنسانية ولا جيران ولا عيش و لا ملح ولا ولا، وهي اليوم بالعدوان الشامل المتوحش جوا وبرا وبحرا فضاء الاعلام السياسة والاقتصاد وتجويع وقتل وامراض وفقر وافقار للتركيع والتمزيق والتقسيم.

واليمن لم يعد اليمن لا جمهوري ولا ملكي ويراد اغتيال اليمن بحكام خونة بخيانة التطبيع والتقسيم بكيانات استعمارية هزيلة ضعيفة غير قادرة على الحياة بدون القواعد العسكرية الامريكية والانجليزية والإسرائيلية، ويراد تعويم هرطقة ما سمي بالدين الابراهيمي الموحد في اليمن والوطن العربي والأمة الإسلامية.

وخلال ذلك وعلى مدى 7 سنوات عدوان اصبح الخُوان من كل الألوان جندرمة عصملي لبن سعود في جيزان وعسير ونجران، وبات عفافيش العائلة حراس لليهود في باب المندب والمخأ والخوخة وامسى رفاق القريتين “يافع والضالع” متوزعين على جبهتين، والجبهة الأولى باللحية الطويلة المحناه وبخطاب التكفير بنسخة الامارات، والجبهة الثانية بالقارورة الإنجليزية “أبو عسكري” بعد قارورة الفودكا الروسي، وكلاهما أدوات للصهيونية العالمية يغتالون الهوية اليمنية الجنوبية بهرطقة بريطانيا الاستعمار الإنجليزي البائد، ويحاربون طواحين المد الفارسي والرافضي في اليمن، وبنفس الوقت يفسحون الطريق للتمدد الصهيوني الأمريكي الإنجليزي في سقطرى وحضرموت والمهرة وشبوة وبالحاكم العسكري أبو ماجد الاماراتي وآل جابر السعودي.

بينما العمالة اليمنية في السعودية خارج نطاق تغطية اتفاقية الطائف، والعمالة اليمنية عند جارة السوء “ماهلنيش” في معاهدة عفاش والشيخ الأحمر، معاهدة جدة 2000م والمفرطين والعملاء والخونة الخُوان عند السعودي “شرعية وجمهورية ووطنية وديمقراطية وتأسلم وعروبة” وهم في الحضن العبري والحاخام سعيد اليهودي والراقصة صافيناز هانم وجوزاي بلا وصاية ومن غنى رقص وانس وحرس، والعاقبة للمتقين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
المشهد اليمني الأول
المحرر السياسي
16 فبراير 2022م