مقالات مشابهة

أهمية العملية العسكرية الروسية جنوب أوكرانيا وتعليقات حول عجز الناتو عن المواجهة في الميدان

منذ إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إطلاق عملية عسكرية في دونباس، تحدثت وسائل إعلام روسية أن قوات تابعة للجيش الروسي وصلت لمشارف مدينة خاركوف شرق أوكرانيا، وتداول نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي لقطات قيل إنها تظهر عسكريين روس في مشارف ثاني أكبر مدن أوكرانيا من حيث عدد السكان.

لكن يبدو أن العملية العسكرية الروسية التي بدأت اليوم لن تتوقف فقط عند حدود دونباس، إنما جميع المناطق في شرق أوكرانيا التي قد تعرّض الأمن القومي الروسي للتهديد من قبل حلف “الناتو”، وحكومة فلوديمير زيلينيسكي، التي تعتبرها روسيا نظاماً انقلابياً منذ عام 2014.

أهمية العملية العسكرية الروسية جنوب أوكرانيا

العملية العسكرية الروسية بدأت من محاور عدة باتجاه إقليم دونباس، لكن قوات أخرى تقدمت من شبه جزيرة القرم ووصلت مدينة خيرسون جنوب أوكرانيا. الخبير العسكري العميد شارل أبي نادر اعتبر أن هذه المعركة من الجنوب باتجاه الشمال “هي الأكثر حساسية”، وسوف تكون مدينة “خيرسون” نقطة ارتكاز إذا أرادت الوحدات الروسية متابعة التقدم باتجاه الشرق والوصول إلى ماريوبول.

وأضاف أبي نادر أنّه من خيرسون يمكن التوجه غرباً باتجاه مدينة أوديسا، هذا يعني أن شبه جزيرة القرم أصبحت مفتوحة على البر الأوكراني من اتجاه الغرب، لكن الأهم في الموضوع أيضاً أن الوحدات الروسية ستعمل على انتزاع الواجهة البحرية التي كانت لأوكرانيا على البحر الأسود.

واعتبر أنّ هذا يعني “عزل أوكرانيا عن البحر الأسود، ما يعتبر نقلة استراتيجية مهمة في موضوع المعركة الحالية، لأن الضغط الأساسي من الناتو كان عبر البحر الأسود”.

وبحسب أبي نادر نستطيع أن نقول إن “أوكرانيا عُزلت عن البحر الأسود وعن قدراتها البحرية، وسوف يقدم ذلك للوحدات الروسية بعداً مهماً، الموضوع لا يتعلق هنا فقط بأوكرانيا، بل بالمواجهة مع الناتو”.

الناتو: الحلف سينشر قدراتٍ وقواتٍ على أراضيه

وتتزامن هذه الأحداث مع تصريح للأمين العام لحلف “شمال الأطلسي” ينس ستولتنبرغ، رداً على العملية العسكرية الروسية، قال فيه إنّ الحلف سينشر قدرات وقوات على أراضيه، وإنّه وضع أكثر من 100 طائرة حربية في حالة تأهب قصوى.

كما أعلنت كل من بولندا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا الدول الأقرب لمنطقة الصراع، تفعيل المادة رقم 4 من اتفاق حلف شمال الأطلسي “الناتو” والتي تشارك هذه الدول في عضويته، ويتضمن البند الرابع تشاور أعضاء الحلف في حال وجود خطر يهدد سلامة أو استقلال أيٍ من أعضائه.

هذا وقالت الحكومة الإستونية إن رئيس الوزراء، كاجا كالاس، قال إن “الغزو الروسي لأوكرانيا يمثل تهديداً لأوروبا بأكملها”.

عجز غربي عن المواجهة في الميدان

الخبير العسكري العميد شارل أبي نادر شرح ما يحصل على الأرض، قائلاً “داخل أوكرانيا لا يوجد قواعد لحلف الناتو، وهذا هو لب الخلاف الأساسي، روسيا لا تريد أن يكون هناك تواجد للناتو في أوكرانيا”، مشيراً إلى أنّه “بطريقة خادعة كانت وحدات الناتو تدعم وحدات أوكرانية هذا عملياً ليس ضمن الناتو، لكن أن تصل أسلحة من الناتو إلى الوحدات الأوكرانية هذا سيعني، وبطريقة غير مباشرة، أنها أصبحت في الناتو”.

وذكّر أبي نادر أنّه “في المرحلة الأخيرة كان هناك دعم للوحدات الأوكرانية بصواريخ مضادة للدروع، وصواريخ أميركية متطورة ضد الطائرات وضد المدرعات”.

ووفق أبي نادر، فإن هذا الدعم له بعد حساس في المعركة، كون هذه الصواريخ لا تستطيع مواجهة القدرات الاستراتيجية الروسية، وكأن الأميركيين يريدون من ذلك استنزاف الوحدات الروسية التي سوف تدخل إلى أوكرانيا من خلال استهداف المدرعات الروسية ومن خلال محاولة إسقاط الطائرات الروسية عبر هذه الصواريخ.

بحسب أبي نادر فإنه “يمكن أن نقول إن روسيا تسيطر كما يبدو بشكل كامل داخل أوكرانيا على المفاصل الرئيسية التي يمكن أن تؤثر على مواجهة الطائرات”.