مقالات مشابهة

زيارة غروندبرغ الأولى لصنعاء قد تكون الأخيرة!!

التقى المبعوث الاممي إلى اليمن هانس غروندبرغ رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط ونائبه ورئيس حكومة الإنقاذ د عبد العزيز بن حبتور الوطني ورئيس مجلس النواب ،في ثاني أيام زيارته الأولى للعاصمة صنعاء، وفي لقائين سابقين اليوم التقى رئيس اللجنة الاقتصادية العليا محافظ البنك المركزي بصنعاء هاشم إسماعيل، ورئيس اللجنة الوطنية لشئون الاسرى عبد القادر المرتضى ونائبه.

وناقش في لقاءاته التحديات السياسية والاقتصادية والإنسانية لتثبيت الهدنة الإنسانية العسكرية كمدخل نحو السلام الدائم غروندبرغ سمع من الرئيس المشاط والمسئولين في صنعاء عن الملفين الاقتصادي والانساني ان استمرار الحصار السعودي الامريكي على الشعب اليمني مرفوض وبقائه في نظر صنعاء استسلام لاتقبله بعد 7 سنوات من التضحيات والصمود ، وقد باتت بماهي عليه من القوة لتشعل المنطقة بالنار.

ظهر أمس الاثنين هبط المبعوث الاممي إلى اليمن هانس غروندبرغ للمرة الأولى في مطار صنعاء قادما اليها من مسقط، يفترض أن رحلتين تجاريتين من الرحلات ال 16 التي جرى الاتفاق عليها بحسب بنود الهدنة الانسانية العسكرية التي رعتها الأمم المتحدة والمبعوث الأممي قد سبقتا وصول غروندبرغ إلى العاصمة صنعاء ومقابلة مسؤوليها .

تعمد المبعوث الأممي أن يسير بطائراته الخاصة الصغيرة على طول مدرج صنعاء الذي وجده سالكا ، وشاهد بنفسه طائرة ايرباص 323 من النوع الذي تملكه طيران اليمنية تابعة لبرنامج الغذاء العالمي تقلع من المطار عقب هبوط طائرته بدقائق .

أشاد المبعوث الأممي بجاهزية المطار لدى استقباله من قبل مسئولي الخارجية في صنعاء وادارة المطار ، شاطبا بكلامه هذا حديثا سابقا حول سبب تأخير الرحلات بالقول : لعدم جهوزية المطار، وتناسى عن قصد أو بدون قصد أن طائرات الامم المتحدة تقلع وتهبط عدة مرات يوميا في مطار صنعاء الذي تحول منذ ست سنوات إلى مطار أممي وفق توصيف اليمنيين.

رحبت صنعاء بتعيين هانس غروندبيرغ مبعوثا أمميا في اغسطس الماضي، ورفضت في ذات الوقت استقباله دون خطوات فعلية على الارض لرفع المعاناة عن الشعب اليمني نتيجة الحصار واغلاق ميناء الحديدة ومطار صنعاء. وامتنعت صنعاء عن استقبال سلفه مارتن غريفث بعد أن حول زياراته إلى صنعاء إلى مادة اعلامية يدرجها في تقاريره لمجلس الأمن ، وذهبت وعوده منذ اليوم الأول ادراج الرياح، وفي ذات الوقت زادت معاناة اليمنيين.

الهدنة الانسانية العسكرية التي اقترحها غروندبيرغ فتحت أمامه أبواب صنعاء رغم الخروقات وانتقائية ومماطلة طرف تحالف العدوان في تطبيق بنود اتفاقية الهدنة.

بحسب مصدر مطلع فإن غروندبيرغ يريد القفز على بنود الهدنة والذهاب إلى فتح الطرقات والمعابر دون تحقيق البند الاساسي في فتح مطار صنعاء إلى وجهتين هما القاهره وعمان، وإزالة القيود كليا عن مطار الحديدة لوصول 18 سفينة نفطية ، حيث احتجزت بحرية العدوان سفينة الديزل الاسعافيه ” ديتونا ” وتواصل احتجاز سفينة بنزين اسعافية اخرى.

ويلفت المصدر إلى صنعاء ترفض القفز على بنود الهدنة كما يسعى لذلك غرونبرغ ويرغب تحالف العدوان، فلايهم صنعاء تقارير المبعوث الاممي لمجلس الأمن، أوانتقاء الطرف الاخر ما يلائمه لينفذه ، بمايمنحه وقتا مستقطعا يرتب خلاله صفوف عملائه في الرياض وهو مايحدث في الرياض وظهر منه الى العن ازاحة الخونة هادي وعلي محسن بغية الاستعداد لجولة اخرى من القتال، فيما يحافظ على مستوى القسوة في الحصار المضروب على الشعب اليمني.

وبحسب المصدر فإن غروندبيرغ سمع من المسؤولين هنا في صنعاء أن ابواب صنعاء ليست مشرعة أمامه جيئة وذهابا دون تحقيق اختراق في الملف الانساني، وأن زيارته الاولى قد تكون الأخيرة اذا فشل في الزام الطرف الاخر بتنفيذ التزاماته دون مماطلة او عراقيل وفي مقدمها مايخص مطار صنعاء وميناء الحديدة.

ووفق مسؤولين هنا فإن النظرة التفاؤلية تتضائل مع مضي أيام الهدنة الانسانية العسكرية المقرة بشهرين، الهدنة تفتقر إلى الجدية من قبل الطرف الاخر، ورعاتها الامميون مطالبون بفرض احترامها او اعلان موقف واضح تجاه الطرف المتلاعب، لا أن تنساق وراء اكاذيبهم التي رددها غروندبيرغ بخصوص عدم جاهزية مطار صنعاء ليكتشف لحظة هبوطه امس في المطار كذبها كلية.

جمدت صنعاء مبادرتها للسلام التي اعلنها الرئيس مهدي المشاط لتمنح المبعوث الاممي الحالي فرصة للنجاح وهي تستقبله في هذا السياق، وعسى أن تجد السعودية وتحالفها فرصة للنزول عن شجرة العدوان قد تراها ملائمة وتحفظ ماء الوجه عبر هدنة اممية وليس مبادرة، فلايهم أي طريق يسلكه السلام اذا كان جديا.

عضو الوفد الوطني عبدالخالق العجري استبق وصول المبعوث الاممي الى صنعاء بالتاكيد على رفض التعاطي مع السلام كملهاة وان صنعاء ستقف فقط مع أي خطوة حقيقية للسلام.

واعتبر في تغريدته على تويتر أن المحك الاساسي للسلام هو في مدى الاستجابة للقضايا الانسانية التي ستطرح على الطاولة سواء باستكمال اجراءات رفع القيود عن مطار صنعاء وميناء الحديدة، أو المتعلقة بالحقوق والخدمات الاساسية وعلى راسها المرتبات والكهرباء.

وفي الخلاصات فإن غروندبرغ المبعوث الاممي الرابع إلى اليمن امام امتحان حقيقي ومفصلي يوفر عليه وعلى منظمته الاممية الوقت، وعلى صنعاء في مقابل عناء الزيارات ولقاءات المورفين دون جدوى.

الكرة في ملعب المبعوث غروندبرغ لسؤال الطرف الاخر عن جديته وسؤال منظمته ومجلس الامن عن مستوى دعمهم له في تطبيق الهدنة وبناء الطريق نحو السلام الذي ينطلق من انهاء المعاناة الانسانية للشعب اليمني ورفع الحصار الترفي كما وصفه نائب وزير الخارجية حسين العزي يمارسه التحالف امام سمع العالم وبصره، وتلمس اثاره الامم المتحدة.

ليس لدى صنعاء ما تخسره بعد أن دمرت نصف مليون غارة بناها التحتية، وهي التي صبرت طويلا على الحصار. واذا كان غروندبيرغ عاجزا عن افهام التحالف ومجلس الامن والاطراف الدولية الاخرى هذا الوضع فعليه ان يرفع الحرج عن نفسه ويعلن الطرف المعطل، وستتكفل النار اليمنية المؤيدة شعبيا ضمن عمليات كسر الحصار قادرة بعون الله يؤكد المسئولون اليمنيون بتحقيق ماعجزت عن تحقيقه الامم المتحدة، حين تصل كرة النار المحملة بأنات اليمنيين ودعائهم ودعمهم الى مرحلة الوجع الكبير اكبر للمحاصرين وللعالم، مرحلة تقول صنعاء أنها لا ترغب بالوصل إليها لكنها تمضي اليها مجبرة ثأرا لألاف الاطفال والمرضى الذين قضوا ويقضون بتبعات الحصار.

________________
المسيرة نت / إبراهيم الوادعي