مقالات مشابهة

تحريك سعودي لملف الهلال النفطي يثير جدلا في اليمن

خيمت حالة من الجدل في أوساط النخب اليمنية، الموالية للتحالف، مع بدء تسويق سعودة المناطق الثرية بالنفط والغاز وذات المواقع الاستراتيجي شرقي البلاد التي تتعرض لحرب وحصار منذ 8 سنوات بقيادة سعودية.

وكان مخبرون يتبعون الاستخبارات السعودية واصلوا خلال الساعات الماضية تسويق مخطط سعودي لضم الإقليم الشرقي المعروف بـ”حضرموت” إلى السعودية عبر تسريب أنباء عن بدء السعودية حملة تجنيس واسعة في صفوف القيادات والشخصيات الهامة ومشايخ القبائل في محافظات المهرة وحضرموت وشبوة ضمن عملية تجنيس تستهدف نحو مليوني شخص وهم قوام سكان تلك المحافظات وفقا لآخر تعداد سكاني في اليمن.

والحديث عن التجنيس يأتي بموازاة حراك سعودي في الرياض على مستوى القيادات النافذة في تلك المحافظات والتي استقطبتها السعودية وجنست معظمها خلال العقود الماضية بهدف تمرير مخطط يهدف لوضع ما يعرف بـ”إقليم حضرموت” تحت الوصاية السعودية مستقبلا بذريعة بدء ضم اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي.

وتركيز السعودية على إقليم حضرموت ذات جدوى اقتصادية نظرا لما تختزنه هذه المناطق من ثروات وطاقة ناهيك عن موقعه الاستراتيجي الذي تطمح السعودية لتحويله منفذ لتصدير نفطها إلى العالم بدلا عن مضيق هرمز.

ومع أن الناشطة والكاتبة اليمنية منى صفوان لاتستبعد ضم تلك المناطق إلى التعاون الخليجي في إطار تحالفات تهدف للتطبيع مع إسرائيل إلا أنها تصف هذه الخطوة بالفاشلة على اعتبار أن المخطط يهدف فقط لابتلاع اليمن وابقائه تحت الوصاية السعودية لترجيح كفتها في مواجهة منافسين داخل المجلس كقطر والامارات، مستبعدة في الوقت ذاته أن يكون قرار ضم اليمن يهدف للدفع به اقتصاديا وسياسيا.

وترى صفوان بأن الخيار الأهم بالنسبة للنهوض باليمن هو تحرره من الهيمنة السعودية والخليجية.

وصفوان واحدة من ناشطين باتوا يستشعرون مخاوف تسويق سعودة الإقليم الشرقي لليمن، وقد أعاد ناشطون من مختلف الاطياف اليمنية الموالية للتحالف كانيس منصور القيادي في حزب الإصلاح وماجد الداعري المحسوب على الانتقالي نشر وثائق عن اتفاقيات الحدود اليمنية – السعودية في الجانب الشرقي لليمن.

وتظهر الوثيقة امتداد خارطة اليمن التي تم ابتلاع أجزاء منها شمالا في جيزان ونجران وعسير، إلى عمق الأراضي التي أصبحت الآن تحت الوصاية السعودية في الربع الخالي وقرى الحدود في الوديعة وشرورة والخراخير.

ومع أن هؤلاء اعتبروا المخطط السعودي امتدادا لتلك الاتفاقية التي أبرمت برعاية بريطانية وانقلبت السعودية عليها لتبتلع آلاف الكيلومترات من الأراضي اليمنية، استحضر آخرون حجم المعانة التي وصلت اليها قبائل الخراخير الخاضعة حاليا للوصاية السعودية بعد تهجيرها من مناطقها بمغريات منها التجنيس لتجد نفسها بعد عقود نازحة في مناطق صحراوية بشرورة وأولادها محرومون حتى من الحصول على العناية الطبية في مستشفيات السعودية.