مقالات مشابهة

الانتخابات اللبنانية.. هل تنجح الانتخابات النيابية في تغيير المشهد السياسي في لبنان؟

ناقشت صحف ومواقع عربية الانتخابات البرلمانية اللبنانية التي بدأ اللبنانيون في الخارج التصويت فيها في 9 مايو/أيار. وعلق كتاب على مدى تأثير هذه الانتخابات على الأوضاع السياسية المتدهورة في لبنان وما هي توقعات الفوز والخسارة للقوى السياسية المشاركة في العملية الانتخابية.

ويشهد لبنان المرحلة الثالثة والأخيرة من الانتخابات النيابية في الداخل اللبناني، في 15 مايو/أيار الجاري. وشملت المرحلتان الأوليتان من الانتخابات، المغتربين اللبنانيين في 58 دولة، ووصلت نسبة الاقتراع فيهما وفقاً للخارجية اللبنانية، إلى حدود 60 بالمئة.

“سباق انتخابي محموم”

كتب ميشال حلاق في صحيفة النهار اللبنانية يقول: “بات الجميع على يقين بأن الانتخابات حاصلة لا محالة، الأمر الذي رتّب على المرشحين الدفع بأقصى قوّة عجلات ماكيناتهم الانتخابية على أمل الفوز بالسباق الانتخابي المحموم، والذي يزداد حماوة في ظل الأسقف السياسية العالية النبرة.

التي يُخشى أن تُولّد سلسلة من المناوشات بين أنصار المرشحين ومؤيديهم والمنتمين إلى تيارات وأحزاب سياسية متنوعة ومختلفة ومستقلين ودعاة التغيير، وتحديداً في البلدات الكبرى ذات الثقل الانتخابي”.

ووصف الكاتب الانتخابات النيابية بـ “الاستحقاق الاستثنائيّ غير المسبوق”، متسائلاً “هل ستنجح عوامل الإغراء التي يقدمها المرشحون في تحفيز الناخبين وتشجيعهم على الاقتراع والتصويت لهذه اللائحة أو تلك، وبالتفضيل لهذا المرشح أو ذاك؟”

وفي الصحيفة ذاتها، أشادت سابين عويس بـ “النسبة العالية” لتصويت المغتربين، واصفة إياها بـ “أصدق تعبير عن الرغبة الجامحة لدى لبنانيي الانتشار ولا سيما في الأوساط الشبابية منهم، على تغيير المشهد السياسي في لبنان، والخروج عن الاصطفاف الحزبي الذي حكم هذا المشهد على مدى عقود من الزمن”.

وأضافت الكاتبة أن “المناداة بالتغيير، والتصويت له لن تؤدي غايتها، ما لم يكتسب التغيير هيئة واحدة موحدة ومنظمة”، مؤكدة أن عملية تصويت المغتربين “تدق جرس الإنذار من مغبة غياب اللوائح الموحدة للمجتمع المدني التغييري، وغياب الإعلام الواضح حيال تصويب بوصلة التصويت المنظم والمركّز الذي يؤدي إلى تحقيق الغاية المرجوّة، بحيث لا تتشتت أصوات المقترعين وتضيع في دهاليز الانقسامات ما بين فصائل القوى التغييرية”.

كما رأى غسان ملحم في صحيفة الأخبار اللبنانية أن الانتخابات النيابية اللبنانية تحمل “أهمية خاصة ومضاعفة.. بالنظر إلى حجم التعبئة والتصعيد والتحريض ومقدارها، وماهية وطبيعة الشعارات التي أُطلقت في خضم هذه الحملة الانتخابية، والرهانات التي تصاعدت من هنا وهناك في الداخل والخارج”.

وأضاف الكاتب بأن “هذه العملية الانتخابية يُفترض أن تعيد إطلاق عجلة العملية السياسية وإحياء نبض الحياة السياسية من جديد، من دون أن يعني ذلك التجديد للشرعية السياسية نفسها على إيقاع الرتابة النمطية والمشهدية على الإطلاق، وإنما إعادة إنتاج هذه الشرعية السياسية من رحم الشرعية الشعبية وفي بوتقتها، بصرف النظر عن ماهية منظومة السلطة السياسية وهويتها وتركيبتها في مرحلة ما بعد هذه الانتخابات النيابية”.

صعوبات الأشد قسوة

وفي صحيفة الخليج الإماراتية، ناقش خليل حسين “الصعوبات” التي تواجه العملية الانتخابية التي انطلقت في ظروف وصفها بأنه “الأشد قسوة في تاريخ لبنان الحديث”، مؤكداً أن من يشارك في الانتخابات “يعلق آمالاً كبيرة على متغيرات وتداعيات يمكن أن ترسم وجها آخر لصورة لبنان القادمة”.

وأضاف الكاتب أن “طبيعة الصعوبات التي تحيط بالعملية الانتخابية تجعل من تفاصيل إجرائها وتنفيذها أمراً دونه عقبات كثيرة، فالمواطن على سبيل المثال الذي سيشارك في العملية الانتخابية سيجد صعوبات هائلة في عملية تنقله، أقله لجهة الكلفة المادية.. الأمر الذي سيؤدي إلى إحجام الكثيرين عن ذلك.

علاوة على منسوب الحماس المنخفض الذي يعم مختلف الشرائح اللبنانية الناجم عن عدم الإيمان بالقدرة على تغيير الطاقم السياسي الحاكم منذ ثلاثة عقود، والذي يعتبر في نظر الكثيرين المسؤول عما وصلت إليه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية”.

واستطرد الكاتب قائلاً: “لبنان على موعد داهم مع انتخابات يعتبرها كثيرون أنها ستكون فاصلة، لكنها في واقع الأمر، وقياسا على انتخابات سابقة وفي ظروف مماثلة، لن يكون حجم التغيير متوافقا مع تطلعات معظم اللبنانيين”.

من جانبها، قالت صحيفة عكاظ السعودية في افتتاحيتها “رغم تهليل السلطة اللبنانية لنفسها باجتيازها المرحلة الأولى من الانتخابات النيابية التي جرت في دول الانتشار وانتهت بنجاح لم يكن في ميزان التوقعات.. هذا النجاح

الذي أبهر السلطة بنفسها، هو نفسه بدأ يشكل عامل قلق لها، إذ إن أصداء أصوات الشباب المغترب ‘الانتقامية، التي فاقت التوقعات ونادت بالسيادة والتغيير.. تتردد في أروقة الطبقة الحاكمة وأحزابها والتي بدأت تتحسس الخطر الذي قد تلاقيه في الصناديق يوم 15 مايو”.

“معركة للحفاظ على الوجود”

في سياقٍ متصل، وجهت صحف خليجية انتقادات لـ”حزب الله” وحذرت من المقاطعة السنية للانتخابات. وقالت صحيفة الجريدة الكويتية “يخوض حزب الله وحليفه التيار الوطني الحرّ الانتخابات التشريعية اللبنانية.. كأنها معركة للحفاظ على الوجود والبقاء.

المواقف التي أطلقها الأمين العام للحزب حسن نصرالله، ومنها وصفه الانتخابات بأنها ‘حرب تموز سياسية’، من شأنها رفع سقف التحدي إلى أقصى الحدود. يدخل ‘حزب الله’ وحليفه بكل ثقلهما في المعركة، ويركزان اهتمامهما على كيفية الاستفادة من البيئة السنية وسط التشتت القائم فيها ودعوات ‘تيار المستقبل’ إلى المقاطعة”.

وحذرت الصحيفة من أن “النتائج التي ستنجم عن المقاطعة ستكون آثارها بعيدة المدى، ولن تقتصر على توازنات المجلس النيابي المقبل”. كما قالت الصحيفة إن العاصمة بيروت تعتبر “‘أم المعارك’ لرمزيتها وأهميتها، لاسيما أن حزب الله يسعى إلى الفوز بأكثرية المقاعد النيابية فيها… وستؤدي المقاطعة إلى تخفيض الحواصل الانتخابية، مما يمكن الحزب من فرض ما يريده”.

وتساءلت افتتاحية الرياض السعودية: “هل تحدث الانتخابات النيابية الجارية حالياً اختراقا ًفي الوضع اللبناني المتردي؟ وهل حقاً يمكن أن تؤدي النتائج إلى تغيير في المعادلة المهيمنة على السياسة اللبنانية منذ أكثر من عقد ونيف؟”

ورأت الصحيفة أن “المقاطعة السنية فقد بانت مفاعيلها مبدئياً في طبيعة وحجم اقتراع اللبنانيين المغتربين، حيث شهدت إقبالاً أعلى في إيران وفي مناطق النفوذ الإيراني، وإحجاماً ملحوظاً من قبل اللبنانيين المناهضين لنفوذ ‘حزب الولي الفقيه'”، في إشارة إلى حزب الله اللبناني.

وقالت إن ذلك “يعزز فرص نواب السنة الموالين للقوى الشيعية، وما يترتب على ذلك من استكمال هيمنة ‘حزب الله’ على الواقع السياسي في لبنان، وإحكام سيطرته على لبنان”.