مقالات مشابهة

السفير الأمريكي ممنوع من الدخول الى نيكاراغوا السيادة و”دانييل اورتيغا” يطرد السفير الصهيوني ويوزع قطعة ارض وبندقية.. وبالشعب يهزم أمريكا بالميدان والانتخابات “1979 – 2022”

كرت احمر

منعت حكومة نيكاراغوا السفير الأمريكي الجديد “هوغو رودريغيز” من دخول البلاد، بعدما اتهمته بـ”التدخل” و”عدم الاحترام” على إثر تصريحات أدلى بها أمام لجنة في مجلس الشيوخ الأمريكي.

وقال وزير خارجية نيكاراغوا” دينيس مونكادا” إن حكومة نيكاراغوا، وفي إطار سلطاتها وممارستها لسيادتها الوطنية، تسحب على الفور التصريح الممنوح ” لهوجو رودريغيز”.

وبررت ماناغوا هذا الإجراء بـ”تصريحات تنم عن تدخل وعدم احترام للبلاد”، أدلى بها يوم الخميس الماضي “رودريغيز” أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، حيث قال: إن نيكاراغوا “تتحول بشكل متزايد إلى دولة منبوذة في المنطقة وذات حكم ديكتاتوري “،

وأضاف “رودريغيز” أن “إخراج نيكاراغوا من اتفاقية التجارة الحرة بين أمريكا الوسطى وجمهورية الدومينيكان والولايات المتحدة (كافتا) يشكل أداة قوية جدا وأمرا يجب أن نفكر فيه بجدية” لمعاقبة رئيس نيكاراغوا “دانيال أورتيغا”.

نفس الوسائل القذرة

تشهد العلاقات بين امريكا ونيكاراغوا توترا من عام 2018م حيث تسعى امريكا الى اسقاط النظام الوطني الديمقراطي اليساري النيكاراغوي عبر دعم مظاهرات ملونة بالشارع على وقع ازمات اقتصادية هي من فعل امريكا ذاتها وزاد سعار امريكا عقب فوز الزعيم اليساري ” دانييل اورتيغا” بالانتخابات الاخيرة نوفمبر 2021م وتوليه رئاسة نيكارغوا للمرة الرابعة على التوالي.

ولكن واشنطن تعتبر اى انتخابات يفوز بها اليسار الاشتراكي في اى دولة من دول امريكا اللاتينية تعتبرها مزوره مالم تاتي نتائج الانتخابات بحاكم عميل لامريكا يكرس مفهوم الحديقة الخلفية لامريكا وبجمهوربات الموز التابعة لامريكا الراسمالية الامبريالية المتوحشة والناهبة لخيرات شعوب دول امريكا اللاتينية.

سقوط النظام العميل

عاش الشعب النيكاراغوي ولعشرات السنوات تحت نظام حكم عائلي لسلالة” ساموزا” الديكتاتورية والعميلة لامريكا والتي حولت البلاد والعباد الى حديقة خلفية لليانكي الأمريكي الناهب للخيرات واغراق الشعب والنظام العميل في مستنقعات المخدرات و الفساد والجوع والافقار وعرفت نيكاراغوا حينها بجمهورية الموز التي تنتج فقط الموز وتبيعه اجبارا لشركات راسمالية امريكية وبثمن بخس وفي ظل هذة الاوضاع المأسوية انتظم الثوار اليساريون في تنظيم” جبهة ساندينيستا ” واعلنوا الثورة الشعبية المُسلحة الساندينية وحرب التحرير من الريف للمدن وفي 17يوليو من عام 1979م سقط النظام العميل وهرب الحاكم “شوموزا” وامريكا تصاب بالهلع والخوف من توسع الثورات نحو جمهوريات الموز في هندوراس والسلفادور”.

بندقية وقطعة ارض

قام النظام الثوري وبقيادة زعيم جبهة ساندينيستا “دانيال اورتيغا ” بعدة اجراءات ثورية منها الاصلاح الزراعي لزراعة الارض وتحقيق الاكتفاء الذاتي حيث وزع “اورتيغا ” قطع اراضي زراعية على الفلاحين من عام 1980م الى 1985م، وتنظيم الفلاحين في جمعيات تعاونية للاستفادة من الدعم الحكومي ومع كل قطعة ارض اعطى “دانيال أورتيغا” كل فلاح بندقية للدفاع عنها.

نظام ديمقراطي شعبي

في عام 1984م انتقل النظام الثوري الماركسي الى النظام الديمقراطي الشعبي ديمقراطية الاحزاب والانتخابات فهو يمتلك قاعدة شعبية واسعة من الفلاحين والفقراء وعموم الشعب الذين استفادو من الثورة مكاسب عديدة كانوا محرومين منها بالماضي الديكتاتوري وبتاريخ 4نوفمبر 1984م اجريت اول انتخابات وطنية في تاريخ نيكاراغوا ، وانتصرت فيها “جبهة ساندينيستا”، وأصبح”دانييل أورتيجا” رئيس جمهورية نيكاراغوا والمراقبون الدوليون أعلنوا أن الانتخابات حرة ونزيهة، بينما امريكا المتوحشة تعتبرها انتخابات مزورة وغير ديمقراطية وخطر شيوعي يهدد امريكا الراسمالية وجمهوريات الحدائق الخلفية.

عدوان واتفاق

بعد سقوط نظام عائلة “ساموزا” ومن عام 1980م، قامت امريكا الامبريالية بشيطنة وعزل النظام الثوري اليساري وتشكيل معارضة “مسلحة الكونترا” على طول الحدود مع هندوراس والسلفادور وتعددت الوسائل القذرة لوكالة المخابرات الامريكية لاستهداف النظام الثوري اليساري و منها اغتيال عدد من أعضاء حكومة نيكاراغوا ، وزرع الالغام في الموانئ البحرية وحصار وعقوبات اقتصادية وسياسية.

وفي عام 1983 شنت الكونترا هجوماً مسلحاً كبيراً على الثورة الساندينية وتزامن ذلك مع تحشيد اعلامي لما تسمى منظمات حقوق الانسان والمجتمع المدني حيث اتهمت مؤسسة” هيريتيج الامريكية”، حكومة الثورة الساندينية بارتكاب العديد من انتهاكات حقوق الإنسان، مثل الرقابة على الصحافة.

وقتل الاقليات العرقية وحرق القرى وتجنيد الشباب و معادة السامية وان يهود نيكاراغوا الموالين للنظام السابق تعرضوا للتمييز والاعتداءات الجسدية والقمع ومصادرة الممتلكات والاعتقالات التعسفية،وكانت النتيجة حرباً أهلية قاسية بتخطيط وتمويل وتدريب وتسليح وقيادة امريكية استمرت من عام 1980م الى عام 1989م أرغمت الجبهة الساندينية على قبول المفاوضات والتسوية و السلام والوسيط كان رئيس كوستاريكا الذي توصل الى اعلان “اتفاق آرياس” لوقف ما اسموه الحرب الاهلية ! والاحتكام الى صندوق الانتخابات

وبموجبه اجريت الانتخابات في فبراير 1990م ، خسر فيها ” دانيال أورتيجا وجبهة ساندنيستا” الانتخابات أمام تحالف يميني راسمالي واسع بقيادة” فيوليتا باريوس دي تشامورو” المدعومه من امريكا مالياًوسياسياً واعلامياً واقتصادياً وثقافياً وتحولت الجبهة الساندينية واروتيغا للمعارضة السلمية السياسية الشعبية طبقا لاتفاق “آرياس” وبعد ست سنوات اجريت الانتخابات في 1996م

وخسر ” اورتيغا” واجريت الانتخابات في 2001م وخسر “اورتيغا” الانتخابات للمرة الثالثة على التوالي ومع كل خسارة يتحول للمعارضة السلمية مع حظور فعال في كل الامور الداخلية السياسية والاقتصادية والاعلامية والزراعية والثقافية والجماهيرية فهو لديه قاعدة شعبية ومكتسبات لايستهان بها.

مُحنش امريكي والثعبان صهيوني

في انتخابات نوفمبر من عام 2006م ، استطاع “اورتيغا” الفوز بالانتخابات الرئاسية واصبح رئيس جمهورية نيكاراغوا ولاحقاً جدد الفوز للمرة الثانية في انتخابات عام 2012م وتالياً و للمرة الثالثة فاز في انتخابات عام 2018م وللمرة الرابعة على التوالي يفوز في انتخابات نوفمبر 2021م وبأكثر من 76% من الأصوات وامريكا تكرر نفس المعزوفة والاسطوانة المشروخة من بعد انتخابات عام 2018م وقولها تزوير ومظاهرات ملونة وعقوبات اقتصادية ومؤامرات وربما اغتيالات وتفجيرات وحرب اهلية وهذة المرة ستكون الحرب الاهلية في عقر دار الرأسمالية المتوحشة امريكا نفسها وذاتها وسيرتد السحر على الساحر حتماً وحكما ونهاية “المُحنش” الامريكي للثعبان الصهيوني وقادر ياكريم .

نيكاراغوا وفلسطين

ترتبط جبهة ساندينيستا بعلاقات ثورية وكفاحية مبدئية مع الفصائل الفلسطينية المقاومة للعدو الصهيوني من قبل ومن بعد وصول الجبهة للحكم في نيكاراغوا وتعتبر دول اليسار الثوري في امريكا اللاتينية نيكارغوا وكوبا وفنزويلا وبوليفيا من الدول المناصره للقضية للفلسطينية وتصوت في الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي لصالح القضية الفلسطينية كما توجد سفارة لدولة فلسطين في ماناغوا عاصمة نيكاراغوا وتوجد سفارة لنيكاراغوا لدي السلطة الفلسطينية في” رام الله الضفة الغربية”

وعندما غزا العدو الصهيوني جنوب لبنان عام 1982م طردت كل من نيكاراغوا وكوبا وفنزويلا وبوليفيا السفير الصهيوني ولم تعد العلاقات الا بعد عشر سنوات وكذلك وبعد حادثة سفينة مرمرة عام 2010م لكسر الحصار على غزة طردت نيكارغوا وكوبا وفنزويلا وبوليفيا السفير الصهيوني من اراضيها.

نفس المدرسة اليهودية

شيطنة وافك وبهتان وعزل وحصار ونهب وافتعال حوادث قتل وتدمير ومعاناة للشعوب وعدوان وعندما تلوح في الافق بوادر الانهزام والاندحار يقال بالهدن والمفاوضات والسلام والاتفاق والانتخابات هي الحل وصوت الشعب في صندوق الانتخابات هو الحكم النهائي بين الاخوة الاعداء.

الانتصار للشعب المُستضعف

الانتصار للشعب المُستضعف في الضراء والمعاناة في العسر واالشدة سيكون له ثمار ايجابية في يسر صندوق الانتخابات والشعب المقاوم اصيل ووفي بطبعه بينما جمهور المناصب والغنائم هزيل ومذموم بينما جمهور الكراسي الدوارة لئيم بطبعه مخادع بلسانه متلون وصالح لكل مكان وزمان الاحزاب الحاكمة والانحياز للشعب الصابر والتخندق مع المظلوم الثابت والمُستضعف المرابط فقط لاغير هو مفتاح الفوز على قوى الاستكبار والظلم في كل زمان ومكان والشعب هو حصن حصين للحق المُبين والعاقبة للمتقين.

المشهد اليمني الاول
المحرر السياسي
الاول من محرم ١٤٤٤هجرية
30 يوليو 2022م