مقالات مشابهة

فوضى الجنوب.. تمرد عسكري في لحج وخطة لاجتياح التربة بتعز واستنفار لمنع إسقاط شبوة قبليا

كشف مسؤول محلي في محافظة لحج، الاثنين، تمرد جديد لقوات الانتقالي المنتشرة في المحافظة على رئيس المجلس، عيدروس الزبيدي.

وكشف مدير عام مديرية الملاح بردفان، عنتر حيدره، في مذكرة له قيام قوات اللواء الخامس الذي يقوده مختار النوبي، قائد قوات الانتقالي في محور أبين، بملاحقته ومحاولة اعتقاله على خلفية محاولته سحب ميزان الشاحنات الخاص بهذه الفصائل.

وكان عيدروس الزبيدي أصدر في وقت سابق هذا الأسبوع قرار بتسليم ميازين الشاحنات لصندوق صيانة الطرق وإيقاف أية ميازين تتبع الفصائل المسلحة.

وتنشر الفصائل المنتشرة في مناطق سيطرة التحالف جنوب وشرق اليمن مئات الميازين على الطرقات بغية جباية الأموال التي تصل إلى 100 ألف ريال عن كل شاحنة ما تسبب بارتفاع غير مسبوق للمواد وتحديدا الغذائية.

ويشير تمرد اللواء الخامس إلى أن المحافظات الجنوبية تتجه نحو صراع جديد على الموارد إذ يحاول عيدروس الزبيدي الذي انتزع منصب رئيس لجنة الموارد من الرئاسي حكر المبالغ به في حين ترى بقية الفصائل بأن القرار بمثابة إنهاء لوجودها باعتبار الميازين أحد مصادر تمويلها.

وضع خطة اجتياح التربة

على ذات السياق، بدأ المجلس الانتقالي، المنادي بانفصال جنوب اليمن، الاثنين، ترتيبات لاجتياح مسقط راس رشاد العليمي في تعز، جنوب غرب اليمن.

وأفادت مصادر في المجلس بأن الرئيس الزبيدي ناقش خلال لقاء بهيئة الانتقالي العسكرية في وقت سابق اليوم خطة جديدة لمواجهة ما وصفه بالخطر على عدن، مشيرة إلى أن الهيئة تحدثت عن ضرورة ملاحقة من وصفتهم بـ”الإرهابيين” بريف تعز الجنوبي الغربي.

وكانت وسائل إعلام المجلس بدأت حملة لتسليط الضوء على من تصفهم بـ”الجماعات الإرهابية” المتمركزة في مدينة التربة. ونقلت عن خبراء جنوبيين قولهم بإن التفجير الأخير الذي وقع في مدينة التربة واستهدف حافلة يقف ورائه تنظيم “داعش” مع أن التنظيم لم يعلن مسؤوليته رسميا.

ومحاولة الصاق ما يدور بريف تعز بما يصفها الانتقالي بـ”الجماعات الإرهابية” ضمن مسلسل طويل بدأه قبل أسابيع بمحاكمات صورية لقيادات سابقة في قوات هادي ومحسوبة على الإصلاح أبرزهم أمجد خالد، قائد لواء النقل في عدن والذي انتقل إلى التربة ويتهم من قبل الانتقالي بتدبير تفجيرات واغتيالات سبق وأن نفاها.

وتشير حملة الانتقالي الذي عزز خلال الفترة الأخيرة قواته في أطراف مدينة لحج المحاذية لتعز إلى مساعيه تحقيق اكثر من هدف أبرزها اضعاف العليمي، باجتياح حاضنته على غرر اجتياح معاقل الميسري وهادي في أبين، إضافة إلى تعزيز قبضته على باب المندب باعتبار تلك المناطق التي يتحدث عنها تطل على الممر البحري الأهم، خصوصا في ظل السباق الحالي بين طارق والإصلاح لتعزيز انتشارهما هناك ما ينهي طموح الانتقالي في استعادة دولته ويضع خلفيته في دائرة الخطر في ظل مساعي الانتقالي التقدم صوب المناطق الأكثر أهمية شرق البلاد.

استنفار انتقالي لمنع إسقاط شبوة قبليا

من جانب آخر، استنفر المجلس الانتقالي، الاثنين، في شبوة مع تصاعد مؤشرات إمكانية طرد فصائله من المحافظة النفطية.

واستدعى عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس، عددا من الشخصيات الاجتماعية الموالية له في شبوة إلى عدن حيث عقد لقاء حاول خلاله تلميع صورة المجلس ومغازلة أبناء المحافظة النفطية.

وجاءت خطوة الزبيدي مع إبداء فصائله المزيد من التحركات المناطقية، وسرحت الفصائل القادمة من الضالع ويافع العديد من كتائب ما تعرف بـ”المقاومة الجنوبية” من أبناء محافظة شبوة.

وأظهرت صور تداولها ناشطون للمئات من أبناء شبوة ممن تم طردهم من معسكرات العمالقة الجنوبية وبقية الفصائل التابعة للزبيدي.

وأبرز تلك الخطوات طرد الكتائب الأولى والثانية والثالثة والرابعة والثامنة والعاشرة مع معسكر الشبكية في عتق، وينتمي مقاتلو هذه الفصائل إلى مديرية بيحان.

وطرد أبناء بيحان من معسكرات الفصائل التابعة للانتقالي تأتي في ظل محاولات الانتقالي إنهاء نفوذ هذه القبائل على الفصائل العسكرية في شبوة حيث سبق وأن اتهمت قبائل بلحارث الانتقالي بالوقوف وراء محاولة اغتيال القيادي في اللواء الخامس دفاع شبوة مساعد الحارثي بعد أسابيع على مقتل قائد اللواء مفرج الحارثي بكمين للعمالقة في عتق.

كما تضاف هذه الخطوات إلى حملة سابقة للعمالقة استهدفت مشايخ بيحان الحدودية بين مأرب وشبوة والمعروفة بمواقفها الرافضة لسيطرة “الطغمة”.

وتسريح أبناء شبوة من الفصائل العسكرية قد يعقد الوضع على الانتقالي الذي سبق وأن أسقط أسماء آلآف المجندين في صفوف الفصائل الموالية للإمارات والمعروفة بقوات دفاع شبوة.

وبرر ناشطون في المجلس الانتقالي حملة الانتقالي هذه بالتضحيات التي سكبها أبناء الضالع ويافع في معركة طرد الإخوان، مشيرين إلى أن أبناء شبوة لم يقدمون شيء في المعركة وكل عملهم الإخلال بالأمن والاستقرار.

وشبوة من المحافظات التي حاول الانتقالي السيطرة عليها منذ انقلابه على حكومة هادي في العام 2019، ويحاول الآن توطين مقاتليه القادمين من الضالع ويافع بغية خلافة قوات محسن للاستحواذ على امتيازات حماية النفط والغاز وعقود النقل