مقالات مشابهة

غموض أمريكا الاستراتيجي بشأن الصين.. كيف تقرأه تايوان؟

نشرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية مقالاً، الخميس، بعنوان “تايوان تدق جرس الإنذار بشأن الإمبراطور تشي”، تحدّث فيه الكاتب جوش روجين، بعد لقائه مسؤولين تايوانيين، عن المخاطر التي تتهدد الوضع بين الصين وتايوان من منظور واشنطن.

واعتبر الكاتب أنه “في واشنطن يتركز الجدل بشأن تايوان حول ما إذا كانت الصين ستهاجم، ومتى ستهاجم، وما إذا كانت الولايات المتحدة ستتدخل نيابة عن تايوان”.

وذكّر الكاتب بأنّ “الرئيس الأميركي جو بايدن وعد 4 مرات بفعل ذلك بالضبط (التدخل في تايوان)، ومع ذلك، قال البيت الأبيض 4 مرات أيضاً إنّ “سياسة الولايات المتحدة في عدم الكشف عن نواياها، والمعروفة باسم الغموض الاستراتيجي، لم تتغير”.

وأوضح روجين أنّه “لا يمكن أن يكون هذا الارتباك مطمئناً لزعماء تايوان، إنهم يعلمون أنّ العملية الصينية لا يمكن تأجيلها لفترة طويلة دون مساعدة أميركية متواصلة، ولكن ما إذا كانت هذه المساعدة ستأتي في شكل أسلحة فقط (كأوكرانيا) أو أنّ القوات الأميركية ستتدخل بالفعل فهذا أمر خارج سيطرتهم”.

ويعرف قادة تايوان أيضاً أنّه لا توجد طريقة للتنبؤ بما سيفعله الرئيس الصيني كلياً، لكنهم يحسبون أنّ “خطر الهجوم سيكون أكثر حدة بمجرد أن يعتقد تشي أن لديه القدرة العسكرية للنجاح في استعادة الجزيرة”، وفق روجين.

في غضون ذلك، نقل روجين عن وزير الخارجية التايواني جوزيف وو، قوله إنّ “تشي سيبحث عن فرص لتصعيد الموقف، على سبيل المثال، عندما زارت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي تايوان في آب/أغسطس، بالغت بكين في ردّ فعلها عمداً، واغتنمت الفرصة للكشف عن تكتيكات عدوانية جديدة، بما في ذلك إطلاق الصواريخ، والتدريبات العسكرية الشبيهة بالحصار، والإكراه الاقتصادي، والهجمات الإلكترونية، والمعلومات المضللة الضخمة”.

الانتخابات التايوانية والأميركية مفصلية

وتوقع وو أنّ “اللحظات الأكثر حساسية القادمة ستأتي عندما تجري تايوان انتخابات رئاسية في أوائل عام 2024، وعندما تجري الولايات المتحدة انتخاباتها الرئاسية في أواخر عام 2024، وعندما يقترب تشي من نهاية فترته الرئاسية الثالثة ويتطلع إلى ترك إرث مهم بعد حكم استمرّ 15 عاماً، عام 2027”.

وتابع وو مؤكداً أنّ “الاستعدادات لا تسير بالسرعة الكافية في الوقت الحالي.. تحاول تايوان تجديد استراتيجيتها الدفاعية لتستفيد من دروس حرب أوكرانيا، لكن بعض العناصر التي تحتاجها، مثل الدفاعات المضادة للطائرات والدفاعات المضادة للصواريخ، نادرة”، موضحاً بأنّ “معظم الإمدادات الاحتياطية يتم إرسالها إلى أوكرانيا حالياً”.

وبيّن وو أنه “وفي الوقت نفسه، تعمل تايوان على بناء أنظمة اتصالات احتياطية، وتخزين الإمدادات، وشحذ مهارات الحرب الهجينة، وإصلاح نظام الاحتياطيات العسكرية ومحاولة إعداد السكان المذعورين لما قد يأتي”.

وأشار المقال إلى أنّ “قادة تايوان باتوا يقرون بأنّ العالم الغربي يعاني من التعب، لكنّهم يقولون إنّه إذا سقطت تايوان، فإنّ تشي سيشعر بالقوة للذهاب إلى أبعد من ذلك – وفي هذه المرحلة، فإنّ وقف تقدم الصين سيكون أكثر تكلفة”.

وذكّر بأنه “بالفعل تحاول الصين المطالبة بالكثير من بحر الصين الجنوبي وبحر الصين الشرقي، مع توسيع نطاق الوجود العسكري للصين في كل من المحيط الهادئ والمحيط الهندي”.

وختم روجين بكلام لوزير الخارجية التايواني جوزيف وو بأنه “لدينا خطة واحدة فقط، وهي الدفاع عن أنفسنا”، الذي أكّد أنّه “سواء كانت الولايات المتحدة ستأتي أم لا، يجب أن تكون تايوان مستعدة”.

واستخلص روجين أنه “ما لم يسرّع القادة في كل من تايوان وواشنطن تلك الاستعدادات، يمكن أن يقتنع تشي بأنّ رأيه بشأن مستقبل تايوان هو الوحيد الذي يهمّ”.