مقالات مشابهة

مأرب على وشك الإنفجار.. تصعيد كبير لقبائل مأرب بعد عزل الإصلاح قبليا وتسليم ملفها للإنتقالي الذي دفع بتعزيزات كبيرة وتوجيهات للسكان بتأمين احتياجاتهم تحسبا للأسوا

صعدت قبائل الإصلاح في مأرب، اليوم الاحد، ضد تحركات السعودية لعزل سلطان العرادة من منصب محافظ المحافظة النفطية.

ونقلت قناة “الشرعية” عن الشيخ صالح لنجف العبيدي ابرز المشايخ المتحالفين مع العرادة والذي يشغل منصب مستشار وزارة الأوقاف في حكومة المرتزقة قوله إن قبائل مأرب لن تفرط بالعرادة، ولن تسمح بالإطاحة به من منصب المحافظ، مشددا على ضرورة بقائه محافظ حتى تنتهي الحرب بشكل كامل في اليمن.

وأشار العبيدي في المقابلة التلفزيونية التي تداولها ناشطي الإصلاح على مواقع التواصل الاجتماعي بصورة واسعة إلى استعداد القبائل التخلي عن كل شيء بما فيها الدستور والتحالف ما عدا العرادة.

وتأتي تصريحات العبيدي الذي يعد واحد من عدة شخصيات قبلية متحالفة مع العرادة وتتقاسم معه عائدات مأرب من النفط والغاز عقب تقارير عن تحركات سعودية لعزل العرادة وسط غموض يكتنف مصيره منذ استدعائه للرياض قبل أسابيع.

تحييد الإصلاح قبليا

على ذات السياق، تمكنت السعودية، من تفكيك التحالفات القبلية مع الإصلاح في مدينة مأرب ما يضع مستقبل الحزب على المحك في ظل التحركات لواده في آخر معاقله.

ونجحت السعودية برفع مطارح في وادي عبيدة كانت يرتب الإصلاح لتفجير الوضع بواسطتها بغية خلط الأوراق في مسعى للحيلولة دون إزاحته من المشهد في المحافظة النفطية.

وأفادت مصادر قبلية بأن ضغوط سعودية دفعت الشيخ حمد بن علي بن جلال المقيم في الأردن بتوجيه قبائله ال اقزعه وال راشد منيف برفع المطارح التي ينصبونها منذ اسابيع في الوادي على أن تتولى لجنة الوساطة حل الخلافات الذي أعقب مواجهات الكتيبة الخامسة حماية رئاسية التابعة لسعيد بن معيلي وقبائل الدماشقة.

وجاء التدخل السعودي عقب يوم من تهديد الإصلاح بمعركة واسعة، حيث دعا عبدالله بن عبود الشريف سكان المدينة لتعبئة خزانات المياه استعداد للأسواء.

وانتزاع أهم القبائل التي يراهن عليها الإصلاح في خلط الأوراق بمأرب تزامن مع بدء السعودية إعادة تشكيل هوية القبائل في مدينة مأرب بتدشينها تكتلات قبلية بعيدة عن وصاية الحزب الذي ظل يحتكر ورقة القبائل خلال السنوات الماضية، وآخرها إطلاق تكتل قبائل مراد.

هذه التطورات التي تأتي بالتوازي مع ضغوط لتسليم المدينة لخصوم الحزب تشير إلى ترتيب السعودية لما بعد عزل العرادة وتعكس مخاوف من تفجير الوضع.

الانتقالي يتسلم ملف مأرب

بدوره، تسلم المجلس الانتقالي، المنادي بانفصال جنوب اليمن، ملف مدينة مأرب، آخر معاقل الإصلاح. ودفع المجلس بتعزيزات كبيرة إلى مديرية حريب على حدود شبوة.

وأفادت مصادر قبلية بأن 4 كتائب تتبع الوية المشاة التي يقودها هيثم قاسم طاهر، وزير الدفاع في دولة الجنوب سابقا، بدأت التمركز في بيحان وحريب كبديل لقوات اللواء الثاني عمالقة الذي يقوده حمدي شكري الصبيحي، المحسوب على الإصلاح، مشيرة إلى أن هذه القوات ستقوم بتأمين نقل قوات الانتقالي من عدن إلى مدينة مأرب.

وتم نقل قوات الصبيحي إلى يافع. وانتشار قوات الانتقالي في حريب ضمن استراتيجية للتحالف لتسليم مدينة مأرب للانتقالي بدأها الاخير فعليا قبل أيام بإرسال قوات تحت إمرة مفرح بحيبح الحليف السابق للحزب الاشتراكي وأبرز خصوم الاخوان في مأرب.

وتزامن الانتشار مع توجيهات لعيدروس الزبيدي بوقف مكرمة الملك سلمان على فصائل الإصلاح أبرزهم تلك المتمركزة في مأرب. وتشير هذه التطورات المتزامنة مع ضغوط الانتقالي لإقالة العرادة من منصب المحافظ إلى قرار التحالف تسليم مأرب للانتقالي مقابل تسليم المجلس لمعقله في عدن.

هذا وطالب الحزب سكان المدينة بتأمين احتياجاتهم من المؤمن، يتزامن ذلك مع بدئه تحركات مكثفة على أكثر من جبهة لتفجير الوضع في محاولة للهروب من استحقاقات اجتثاثه من مناطق النفط والغاز.

ودعا عبدالله بن عبود الشريف، نجل رئيس فرع الحزب بمأرب، السكان إلى تعبئة خزانات المياه “جيدا”، كما بشرهم بقرب خروج الأبراج عن الخدمة في إشارة إلى قطع الكهرباء. وجاءت دعوة ابن الشريف التي اطلقها على صفحته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي عشية تكثيف الحزب التحركات العسكرية في المدينة.

ومأرب الثرية بالنفط والغاز قد تغري الانتقالي الذي ظل منذ تأسيسه قبل سنوات محاط بالحصار في عدن.