مقالات مشابهة

الكشف عن تدمير الإمارات سُدس سلاح المدرعات اليمني والدفاع الجوي

كشف مصدر عسكري في المنطقة العسكرية الثانية، الموالية للتحالف، قيام القوات الإماراتية في 2017 و2018 بتجميع سلاح المدرعات التابع للمنطقة وتلغيمه وكبسه، لردم لسان بحري في ميناء الريان، الواقع في مطار الريان على الشريط الساحلي لمدينة المكلا، ليكون بمثابة قاعدة تزن مئات الآلاف من الأطنان من الحديد، بما يمكنه من اسقبال السفن العسكرية المتوسطة والكبيرة.

وكانت الإمارات منذ سيطرتها على حضرموت في منتصف 2016 تستخدم ميناء المكلا المدني التجاري لأنشطتها وتحركاتها العسكرية، ولكون مطار الريان يقع على الساحل، قامت بإنشاء لسان بحري واستخدامه كميناء عسكري يخفي كل تحركاتها وتحركات القوات الأمركيةي الموجودة داخل المطار، عن أنظار أبناء حضرموت، حيث تحول مطار الريان والميناء إلى قاعدة عسكرية مغلقة يمنع دخول أي يمني إليها.

ويجدر الإشارة إلى أن “المعلومات الواردة في هذا التحقيق مستقاة من تسجيلات صوتية لضباط في حضرموت كانوا شهود عيان، وتصريحات مباشرة من آخرين كانوا على اطلاع بكامل التفاصيل”.

وأوضح ضابط عسكري في المنطقة العسكرية الثانية، أن سلاح المدرعات المدمّر من قبل الإمارات، شمل ما يمثل “سدس سلاح المدرعات اليمني بالكامل، إضافة إلى ذلك تدمير سلاح الدفاع الجوي بما فيه من منظومات دفاع جوي وصواريخ أرض جو ومضادات طيران”، وفق موقع “المساء برس”.

وقال الموقع في تحقيقه، إنه حصل من الضابط الذي يتحفظ عن كشف اسمه حفاظا على سلامته، على تسجيلات صوتية تثبت صحة المعلومات التي يكشفها لأول مرة، تتضمن “قيام القوات الإماراتية بإرسال مذكرة من القيادة والسيطرة داخل قاعدة مطار الريان إلى المنطقة العسكرية الثانية حملت توجيهات صارمة بإخراج كامل سلاح المدرعات التابع للمنطقة العسكرية وأسلحة الدفاع الجوي بالكامل”.

وأكد أن “قيادة المنطقة قامت بتنفيذ التوجيهات على الفور، واستمرت عملية نقل أسلحة المدرعات والدفاع الجوي مدة طويلة، ونقلت هذه الأسلحة إلى داخل مطار الريان من الجهة الساحلية على الشاطئ”، وأن كل ألوية المدرعات التابعة للمنطقة العسكرية الثانية تم سحب كل سلاحها المدرع والذي يتضمن ما يلي:

دبابات تي 55 الروسية بالكامل، ولم تسمح الإمارات سوى ببقاء دبابتين فقط داخل المنطقة العسكرية الثانية.
دبابات بي ام بي بالكامل.
عربات شيلكا المجنزرة السوفييتية.
سلاح المدفعية بالكامل.
عربات المدرعات الخاصة بالاقتحامات بالكامل.

وأشار ضابط المنطقة العسكرية الثانية إلى أن “الإمارات سحبت كل صواريخ الدفاع الجوي التابعة للواء 190 دفاع جوي والذي يقع مقره شرق المكلا جوار المطار، واللواء 190 دفاع جوي هو لواء الدفاع الجوي الوحيد الخاص بتغطية كامل الجغرافيا المنتشرة عليها المنطقة العسكرية الثانية، حيث تم سحب كل سلاح اللواء الجوي وهو كالتالي:

كل صواريخ الدفاع الجوي (فولجا) الروسية الصنع.
كل صواريخ الدفاع الجوي السوفييتية (دفينا).
80 % من مضادات الطيران (م/ط) ولم يتم الإبقاء إلا على كمية قليلة جداً من مضادات م/ ط تم تسليمها لقوات النخبة الحضرمية لاستخدامها كبديل عن منظومات الدفاع الجوي التي تم سحبها اللواء 190”.

وتكشف التفاصيل أيضاً أن الإمارات سحبت من قوات النخبة الحضرمية التي أنشأتها الإمارات، ما كانت قد سلمتها من مدرعات أمريكية من نوع أوشكاش، حيث تم سحب كل الكمية التي مُنحت للنخبة لاحقاً.

وكشف التحقيق الصحفي أن “الإمارات قامت بحفر خندق بعمق 5 أمتار من أول نقطة لليابسة إلى آخر نقطة يصل إليها اللسان البحري الذي أنشئ لاحقاً، داخل هذا الخندق تم ردم كامل سلاح المدرعات بما فيه من دبابات تي 55 ودبابات بي ام بي ودبابات شيلكا والمدافع وعربات المدرعات الصغيرة (الاقتحامات).

وفي منطقة أخرى تم حفر حُفر كبيرة ووضع صواريخ الدفاع الجوي الفولجا ودفينا ومضادات الطيران وتفجيرها بالكامل ومن ثم أخذ حكام الصواريخ بعد تدميرها وكبسه فوق الدبابات والمدرعات التي وضعت في الخندق عند الميناء، كل هذا السلاح تم ردمه داخل الخندق”.

وحول التأخير في كشف هذه المعلومات من قبل الضابط في المنطقة العسكرية، قال “المساء برس” إن “السبب هو أن الحديث بدأ يتصاعد من قبل منتسبي المنطقة العسكرية الثانية المعنية بحماية الجزء الجنوبي من شرق اليمن بما فيها من موانئ تجارية أو موانئ نفطية”، وبدأت تتصاعد “التساؤلات عن سبب عدم قدرة المنطقة العسكرية بحماية الموانئ النفطية التي توقفت عن تصدير النفط الخام بسبب منعها من قبل قوات الجيش اليمني التابعة لحكومة صنعاء والتي قررت وقف نهب النفط الخام اليمني”.

وتذكرنا هذه الكارثة التي شارك فيها المسؤولين اليمنيين التابعين للتحالف، بما حدث مع منظومات الدفاع الجوي التي دمرتها السفارة الأمريكية في اليمن في عهد نظام صالح 2005، والتي قامت بتجميع صواريخ الدفاع الجوي وإجبار صالح على تسليمها لهم وتمديرها بذريعة منع وقوها في أيدي تنظيم القاعدة.