مقالات مشابهة

بعض من عمليات المقاومة العراقية المظلومة!

أفرد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مساحة كبيرة للمقاومة العراقية، في خطابه بالأمس الثلاثاء، خلال إحياء الذكرى الثالثة على استشهاد قادة النصر الفريق الحاج قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس ورفاقهما، واصفاً إياها بالمقاومة المظلومة خصوصاً من الناحية الإعلامية، وربما يساعد هذا المقال الذي نشره موقع الجزيرة في تلك الفترة، بتوضيح كيفية ومعالم المظلومية.

هكذا وصف السيد نصر الله المقاومة العراقية 

فخلال الخطاب الذي شرح فيه السيد نصر الله بعضاً مما قدمّه الحاج قاسم سليماني في مسار مواجهة الوجود الأمريكي ضمن الحقبة الأول، تطرق الى حال المقاومة العراقية المخلصة التي كان لها الفضل الكبير في إنجاز تحرير البلاد من هذا الاحتلال عام 2011، وهذا ما جاء فيه: “اسمحوا لي هنا بفتح هلالين لأن المقاومة العراقية منذ عام 2003 وحتى العام 2011 منذ الغزو ‏إلى انسحاب القوات الأمريكية في ذلك الحين هي مقاومة مظلومة بالوقت الذي اعتقدت بأن ما قام ‏به المقاومون العراقيون ]هو المسبب الرئيسي للانسحاب العسكري الأمريكي.

طبعاً هنا أتحدث عن فصائل المقاومة التي قاتلت الاحتلال لا أتحدث عن ‏تلك الجماعات الإرهابية التي قتلت العراقيين شيعة، وسنة، وكرد ومسيحيين ومسلمين وتركمان، لم تترك لا عرق ولا اتباع دين من شرها ومن جرائمها ولم تعفو لا عن المساجد، ولا الكنائس، ولا ‏الحسينيات، ولا المدارس، ولا الأسواق، ولا المكتبات، ولا الزوار، ولم أتحدث عن أولئك.

لم ‏أتحدث عن ال5000 انتحاري الذين جاءت بهم القاعدة وقتلت بهم عشرات الآلاف من الشعب ‏العراقي بدعم دول عربية معروفة، بل أتحدث عن فصائل المقاومة شيعة وسنة، الذين قاتلوا بحق ‏وبإخلاص قوات الاحتلال ولم يحظوا بالتغطية الإعلامية الكافية، أنا أذكر في تلك الأيام كانت ‏عمليات ممتازة جداً وعظيمة جداً تستهدف قوات الاحتلال الأمريكي في العراق، كانت فصائل ‏المقاومة تُرسل تسجيلاً حيّاً أي خبر يستحق التوزيع ما شاء الله.

ومع ذلك لم تكن الفضائيات العربية تنشره، كان يوجد ‏ضغط أمريكي ( من أجل منع التوزيع)، كانوا يُرسلونه لنا، كانت المنار فقط تعرضه ولا اعرف إن كان هناك أحد آخر( يقوم بِعرضه)، ‏المقاومة العراقية خلال سنوات المقاومة هي التي فرضت على الإدارة الأمريكية ان توقع اتفاقا مع ‏الحكومة العراقية 2008 وتضع جدولاً زمنياً للانسحاب، وعندما بدأت بالتلكؤ، المقاومة صعدت ‏من عملياتها حتى فرضت على القوات الأمريكية أن تخرج.‏

ويمكنكم قراءة كل مذكرات المسؤولين الأمريكان في تلك المرحلة وما قاله الخبراء العسكريون ‏الأمريكيون والسياسيون، الذين يَعترفون بأن حجم الخسائر والصدمة التي أصابتهم في العراق هي ‏التي فرضت عليهم أن يخرجوا وإلا هم جاءوا ليبقوا ليس في العراق جاءوا ليبقوا في كل المنطقة ‏إلى عشرات السنين إن لم يكن إلى مئات السنين”.

نتائج المقاومة العراقية

هنا أضاف السيد نصر الله نتائج عمليات المقاومة الاستراتيجية، على صعيد المشروع الأمريكي في المنطقة: “هنا يجب الإضاءة على الدور التاريخي والعظيم للمقاومة العراقية في تحقيق هذا الانتصار وفي ‏إلحاق الهزيمة ليس بالاحتلال الأمريكي في العراق فقط، وإنما لإلحاق الهزيمة في المشروع ‏الأمريكي في المنطقة. إذا جمعنا ما قامت به المقاومة العراقية، الصمود في حرب تموز، المقاومة ‏في فلسطين، صمود إيران، صمود سوريا، نستنتج أن هذه النسخة انتهت وسقطت وفشلت، ويُمكننا ‏القول إنها انتهت مع انسحاب القوات الأمريكية عام 2011 من العراق وتغير وجه المنطقة، وإذا ‏أردنا الحديث عن آخر تداعيات النسخة الأولى التي جاءت ربما كملحق هو الانسحاب الأمريكي ‏العام الماضي من أفغانستان.‏

النتيجة ماذا النتيجة أن ترامب يتحدث بجملتين يُلخص المشهد بعد وقوع قتلى عشرات ألاف ‏الجنود الأمريكان في العراق والمنطقة، بعد 7000 مليار دولار، سبعة ترليون 7000 مليار دولار ‏دفعتهم أمريكا في المرحلة الأولى من هذه الحرب، في النسخة الأولى من هذا المشروع، لأن تمويل ‏المرحلة الثانية كان على الأنظمة العربية أما الأمريكان لم يدفعوا، في المرحلة الأولى الأمريكان دفعوا لكنهم لاحقا عادوا ‏وأخذوهم بالسر بالعلن بحث آخر.‏

ماذا يقول ترامب بعد كل هذه التضحيات؟ أنا رئيس الولايات المتحدة الأمريكية أريد زيارة العراق ‏مضطر عند الدخول إلى السماء العراقية أن نُغلق الشبابيك ونُطفأ انوار الكهرباء بالطائرة ونَنزل ‏بالسر ولا نُعطي علماً لا لرئيس جمهورية ولا لرئيس حكومة ولا لأي مسؤول عراقي، وعندما ‏أصبح بالقاعدة العسكرية يتم استدعاءهم للقاعدة العسكرية، طبعاً يوجد ناس لم يذهبوا، هذه نتيجة ‏النسخة الأولى”.

دور الحاج قاسم وأبو مهدي المهندس

وفي سياق هذا الإنجاز، بيّن السيد نصر الله دور الشهداء القادة الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس في عمليات هذه المقاومة، خاصةً وأن هناك الكثير ممن يحصرون أدوار الشهداء القادة في الحرب التي خيضت ضد تنظيم داعش الوهابي الإرهابي وباقي التنظيمات التكفيرية: “هنا حضور الحاج قاسم سليماني، طبعاً لا أُذيع سراً، قيل هذا والأمريكيون يعرفونه جيداً، ليس ‏صحيحاً بأن يقول أحد بأن إيران هي التي جاءت وأطلقت المقاومة في العراق.

بل الذي أطلق المقاومة ‏في العراق هم العراقيون قادة، علماء، فصائل، أطر، تيارات، أنا لا أدخل في الأسماء نحترمهم جميعاً، ‏الجمهورية الإسلامية دعمت هذا الاتجاه، الحاج قاسم قدم الدعم المعنوي والفكري واللوجستي ‏والتدريب والتنسيق والترابط و..، وهنا كان حضور الحاج أبو مهدي المهندس حضوراً قوياً وفاعلاً ‏إلى جانب الحاج قاسم سليماني، كان يلعب بالخفاء دور المنسق الأساسي بين فصائل المقاومة بين ‏عامي 2003 و2011.‏

عندما نَتحدث عن دور المقاومة في العراق في إلحاق الهزيمة بهذه النسخة من المشروع، هنا ‏يحضر الحاج قاسم والحاج أبو مهدي بقوة، طبعاً هناك شهداء كُثر، قادة في العراق في المقاومة ‏سقطوا قبل أحداث داعش، وما حصل أيضاً في لبنان وما حصل في منطقتنا”.

بعض العمليات النوعية لعصائب أهل الحق

تعد عصائب أهل الحق واحدةً من أهم وأبرز فصائل المقاومة، التي قامت بتنفيذ عمليات نوعية باعتراف الأمريكيين أنفسهم، وكانت السبب في اعتقال وملاحقة واستشهاد الكثير من قادتها، وفي مقدمتهم أمينها العام الشيخ قيس الخزعلي الذي اعتقل وفقاً لذلك.

وبعد نجاحات العصائب الكبيرة في زيادة عملياتها ضد قوات الاحتلال، انتقلت إلى أسلوب القيام بالعمليات النوعيّة ضدهم، بهدف زيادة دقّة وتأثير ومستوى تخطيط العمليات، وللانتقال إلى عملياتٍ توقع خسائر أكبر في قوات الاحتلال، وبأساليب وطرق غير متوقعةٍ تؤدّي إلى زيادة حجم وتأثير العمليات، مستفيدة من تجارب حركات المقاومة المختلفة سواءً في فلسطين أو لبنان.

أبرز هذه العمليات:

1)عملية “خان النص” في مدينة النجف الأشرف، التي استهدفت خلالها موكب القائد العسكري الأميركي بمنطقة خان النص في مدينة النجف.

2)اختراق الطائرات بدون طيار الأمريكية، وذلك منذ آذار / مارس العام 2006، دون أن يعلم خُبراء وزارة الدفاع الأمريكيّة بهذا الخرق لفترة طويلة.

3)عملية إسقاط المروحية البريطانية من نوع ” ويست لاند لينكس” في محافظة البصرة، والتي نفذت في الـ 6 من حزيران / يونيو للعام 2006. وكانت هذه الطائرة تقلُّ مجموعةً مكونةً من 5 من أهمّ كبار ضُباط ومراتب سلاح الجوّ الملكي البريطاني، بحيث كان أحدهم برتبة قائد أسطول جوّي.

4)عملية تفجير قاعدة “فالكون-الصقر” في جنوب العاصمة بغداد، في الـ 10 من تشرين الأول / أكتوبر من العام 2006، عبر قذائف هاون أصابت مستودعات الذخيرة، وأشعلت النيرات في القاعدة لمدة 13 ساعة متواصلة، وأدت الى سقوط عدد كبير من القتلى وصل الى 100 جندي بحسب إحصاء العصائب.

5)عملية استهداف الزوارق البريطانية في البصرة، التي حصلت في العام 2006، وأسفرت عن مقتل وإصابة عددٍ كبيرٍ من عناصر قوات الاحتلال، كانوا يستخدمون زورقين يسع كل واحد منهم حوالي 10 جنود.

6)عملية تحرير معسكر “أبو ناجي” في محافظة ميسان ، التي حصلت في شهر آب / أغسطس من العام 2006، مستهدفة هذا المعسكر الذي تستخدمه قوات الاحتلال البريطاني مقراً لها بأكثر من 283 قذيفة.

7)عملية جحيم السبعين في الناصرية: في أواخر آذار / مارس من العام 2006، نفذ مجاهدو العصائب عملية نوعية من خلال تفجير 70 عبوةً ناسفةً زَرَعَت بمُحاذاة الطريق الذي تسلكه آليات الاحتلال على الطريق العام الذي يمر في الناصرية.

8)عملية تفجير طائرة النقل الضخمة هيركيلوس C-130 في مُحافظة ميسان، أثناء هبوطها في المدرج المُعدّ لها بقاعدة مَطار كميت العسكري، في الـ 25 من شباط / فبراير من العام 2007، مما أدّى إلى تدمير الطائرة بشكلٍ كاملٍ، ومَقتل وإصابة العشرات من جنود الاحتلال.

9)عملية كربلاء النوعية بداية العام 2007، التي تعد الأضخم من نوعها على مستوى المنطقة بأسرها، والتي جرى خلالها استهداف فريق استخباراتي خاص لقوات الاحتلال الأميركي.

10)عملية أسر المستشار البريطاني “بيتر مور”، الذي يعمل لحساب قوات الاحتلال الأمريكية، بالإضافة الى عناصر حمايته في بغداد. وجرى تنفيذ هذه العملية بعد أقل من شهرين على قيام الجيش الأمريكي بأسر الشيخ قيس الخزعلي، وكان الهدف الرئيسي منها أسر شخصيات كبيرة ومُهمّة لإجراء عمليات تبادل، وهذا ما تم بعد عامين، حينما تحرر الشيخ الخزعلي بالإضافة الى 285 أسير آخر.

بالأرقام

_ تمّ تأجيل تنفيذ أكثر من 300 عملية ضدّ الاحتلال لوجود بعض المواطنين في مكان التنفيذ.

_بلغ عدد العمليات الموثق في أرشيف الإعلام الحربي التابع للعصائب 6132 عملية.

_ وفقاً للأمريكيين أنفسهم، بلغ عدد القتلى الإجمالي في صفوفهم بين عامي 2003 و2011: 4485.

وهذا ما لا يمكن الاعتماد على صحته إطلاقاً، لأن البنتاغون معروف ومشهور بمعلوماته المضللة وإخفائه الحقائق، بالإضافة الى أن مقاومو العصائب أحصوا ما يزيد عن 4000 قتيل جراء عملياتهم هم فقط، فماذا سيكون عليه العدد جراء عمليات عشرات الفصائل.