مقالات مشابهة

بن سلمان يضرب الهوية الحجازية.. هكذا يفتح الباب للصهاينة لاختراق المملكة

لا مكان لليأس لدى أبناء الجزيرة العربية. صحيحٌ أن جوْر محمد بن سلمان بلغ درجات قاسية، لكن الأمل حاضر للتغيير وإحداث فرق على الخريطة الخليجية. كلّ شيء في المملكة اليوم يخضع للتهديد، الحجر والبشر، تبعًا لأجندة الطُغاة الحاكمين. أكثر من حركة سياسية مُعارِضة تنشط من أجل مواجهة كلّ مشاريع سلمان وابنه في البلاد.

اليوم يبرز “البرلمان الحجازي” الذي أُعلن عن تأسيسه مؤخرًا، والهدف الرئيسي الحفاظ على الإرث الإسلامي في الحجاز لما له من رمزية دينية وتاريخية عظيمة، والتصدّي لإرهاب وليّ العهد المتمادي حتى النصر.

رئيس البرلمان الحجازي المُعارض سلطان العبدلي يُبيّن في مقابلة مع موقع “العهد” الإخباري الجهد المبذول من جانب هذه الحركة الجديدة وما قد تستطيع إنجازه في ظلّ عتوّ السلطة السعودية تجاه مواطنيها، ويكشف مُخطّط إفراغ الحجاز من شعبه الأصيل وسرقة أراضيه وتسليمها لشركات صهيونية تحت ذريعة الاستثمار.

وفيما يلي نصّ الحوار:

تابعنا إعلانكم عن تأسيس “برلمان الحجاز” قبل أيّام، أوّلًا على صعيد التسمية لماذا اخترتم هذا العنوان لحراكِكُم الجديد؟ ومع من تتعاونون من حركات المُعارضة في المنفى؟

“البرلمان الحجازي” منصّة افتراضية لها أعمال متنوّعة في وسائل التواصل الاجتماعي وأعمال ميدانية كالمظاهرات أمام السفارات، وتوعية المسلمين، و”الحجازي” لأن هدف البرلمان ومحلّ اهتمامه الحجاز الشريف، وهو محل إجماع أمّتنا المسلمة لوجود مكة والمدينة وبقية المواقع النبوية والمساجد ومواقع الغزوات النبوية.

مِن هنا كانت النسبة للحجاز. والمسلمون تخفق قلوبهم إنْ ذُكر الحجاز. ثم إن الحجاز روح وقلب هذه الأمّة ويتعرض لحملة شعواء بالهدم للآثار الإسلامية والتأريخية وتهجير أهله، واحتلال الأراضي التي يمتلكها أهلها من مئات السنين، لذلك كلّه كان الحجاز هو أنسب اسم، كيف لا وهو نقطة الدائرة؟

الى أيّ مدى الهدف الذي وضعتموه، تحرير الحجاز من السلطة السياسية المُتسلّطة، قابلٌ للتحقّق في ظلّ الظُّلم المُستفحل الذي يمارسه محمد بن سلمان؟

تحرير الحجاز يعتمد على قدرة الله ثم على الشعب الحجازي وإخوانه وأهله في بقية الجزيرة العربية ومن ورائهم الأمة الإسلامية. نعلم جميعًا أن الشعب في الحجاز وبقية الجزيرة العربية أو ما يسمّى السعودية معتقل في سجن كبير، ولذلك لا بدّ من تجييش الأمة الإسلامية بالوعي لما يُحاك للحجاز وأهله، ونحن نأمل من أمّتنا أن تُعيننا بكل ما تستطيع من إمكانات مادية وإعلامية.

بتقديركم ما هي أدوات التأثير على السلطات ومحمد بن سلمان التي فعلًا تؤرقه؟

أعظم ما يؤرق ابن سلمان الحجاز، وهو الشيء ذاته الذي أرق جدّه عبد العزيز بن سعود، ولذا هم يُرهبون الحجاز لأنهم يخشون اذا تخلّص المُسلمون من الوهم والانخداع بالنظام السعودي بحجج توسعة الحرميْن وطباعة مصحف المدينة، ولذلك شرعنا في مشروعنا هذا، لعلّ الله يوقظ أمّتنا فيتحرر الحجاز ويرتاح من عنت الاحتلال السعودي للمقدّسات.

على ماذا تراهنون في الساحة الداخلية في المملكة لإحداث تغيير؟

المُراهنة الداخلية على الشعب الذي اذا لم يتحرّك بمساندة إخوانه المسلمين، فإن ليل الاحتلال السعودي للحجاز سيطول، وإن كان النظام السعودي اليوم في أضعف حالاته، وهذا ما يُحفزّنا على المضيّ قُدمًا في المشروع.

كيف ستعملون على عنوان: استرداد ما تمّت إزالته من الآثار الشريفة المُدمّرة، وتسهيل الحج للمسلمين الذين يُمنعون من أداء مناسكهم والعبث بمُقدساتهم؟

سنعمل على ذلك من خلال الوعي وبثّ روح الهمّة في انتزاع الحجاز من النظام لتسليمه لأهله، والضغط على النظام من المسلمين وتكبيده خسائر على مستوى الأمة، إعلاميًا وتكاتفًا للجهود، وسنستمرّ في ذلك حتى يتمّ المقصود أو نمضي دونه.

حذّرتم في بيان تأسيس البرلمان من سرقة الأراضي الحجازية وتسليمها لشركات صهيونية تحت ذريعة الاستثمار، لو تضعوننا في تفاصيل هذه العمليات.

هذه قصة طويلة، أختصرها بالتالي: حيث سبق وأن كتب الكاتب اللبناني الأمريكي كمال الصليبي كتابًا خطرًا للغاية -ولم ينتبه له المسلمون والعرب من قبل- ومرّ على ذاكرتهم مرورًا غير كريم، وهو كتاب “التوراة جاءت من جزيرة العرب”، وهذا خطر على مستقبل الحجاز الذي بتنا نعيشه ونشاهد مواطن بني “إسرائيل” القديمة يُراد لها أن تحيا من جديد، ثم طبع محمد بن سلمان على نفقته وبتمويل منه كتابًا أكثر وقاحة وهو “التوراة الحجازية” وفي أحد عناوينه “أورشليم الحجازية”.

ومن هذه الخلفية، جنّست الإمارات والبحرين عددًا من الصهاينة جنسيات خليجية، فيما أذن النظام في السعودية لكلّ أحد بالاستثمار، بينما يُمنع من الاستثمار في مكة والمدينة حتى الخليجيون. الآن وبعد تجنيس الصهاينة عن طريق البحرين والإمارات، أٌقرّ هذا المرسوم الملكي، وفي الوقت نفسه جرى هدم 214 مليون متر مربع في خاصرة الحجاز مدينة جدة، كما ينوي النظام بمكة هدم 100 حي سكني بحجة التوسعة مرة وأخرى بحجة العشوائيات.

المقصود والهدف التمهيد لبني كيان “إسرائيل” لاسترداد الحجاز. ابن سلمان سطا على قبيلة جهينة الحجازية فطردها من مساكنها، ووصل جبال الحجاز وطرد أهالي “تندحة” بحجة أنها صارت ملكًا للدولة، وأصدر مرسومًا ملكيًا بأنّ كلّ أرض ليس لها وثيقة محكمة ستعود أراضيَ لهيئة الاستثمار، ومعنى هذا استيلاء، وباسم الاستثمار ستستولي عليها شركات صهيونية.

وهذا كما وقع بالفعل كما هو معروف، ولخطورة الأمر يهتمّون أكثر بحصن مرحب اليهودي في خيبر ويعتنون به ومثله حصن كعب بن الأشرف في المدينة المنورة بينما آثار النبي (ص) وبيوت زوجاته وصحابته وآل بيته تهدم أثرًا بعد أثر وبعضها يصير دورات للمياه كما في بيت السيدة خديجة (ع) في مكة، ودونكم مشاريع نيوم والبحر الأحمر فهي أظهر مثال.

أنتم اليوم تحذّرون من الدخول المتواتر للصهاينة الى المسجد النبوي الشريف ومكة المكرمة، هل برأيكم يمكن وقف ذلك في ظلّ غطرسة أجهزة ولي العهد؟

الحل واحد وليس هناك شي سواه، وهو إسقاط النظام السعودي، لأن الترقيع للنظام لا يجدي البتة، فقد حاول كثيرون من قبل وارتهنوا التراب، وكان النظام يخادعهم فضاعت أعمارهم ولم يستفيدوا إلّا مضيعة الوقت، مع أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا، لكنّنا نذكر ذلك للعبرة.

هل الأخطر اليوم ضرب هوية الحجاز الاسلامية عبر الانفلات الأخلاقي والديني، أم أن هناك ما هو أعظم بكثير يجري العمل عليه؟

ما هو أخطر من الهجمة الممنهجة التي نراها، هو طمس الهوية الحجازية، والاعتداء على مكوّن هام في البلاد، أمّا الانفلات الأخلاقي فهو يمثل الوجه الشرس للعلمانية، وهو إكراه الناس على الفساد، بل السعي الحثيث لإفساد المجتمع بأمواله، وبدلًا من تطوير القدرات للشباب وبناء المصانع وتشجيع الطاقات ذهب يبعثرها على الساقطين.

هل المعركة الحقوقية مع السلطات السعودية بحسب تقييكم تقود الى تحقيق العدل؟

المعركة تساعد، لكنها لا تُحدث تغييرًا، فهي لا تمسّ جذر النظام وفحواه، ولذا بدأنا بقضية الديار الحجازية، وهي المعوّل بعد الله في إيقاظهم من غفلتهم.