مقالات مشابهة

أمريكا تسلح تايوان والصين تندد اتهامات أمريكا بدعم روسيا وتتهم الناتو بإعداد بدء نزاع مسلح في تايوان

أعلنت رئيسة تايوان تساي إينغ-وين، اليوم الثلاثاء، بعد اجتماع مع برلمانيين أميركيين، أنّ بلادها ستعزز الروابط العسكرية مع الولايات المتحدة للحدّ من “التوسّع الاستبدادي”.

وقالت إثر لقاء مع وفد من الكونغرس الأميركي في مكتبها في تايبيه إنّ “تايوان والولايات المتحدة ستواصلان تعزيز التبادلات العسكرية”. وأضافت: “ستتعاون تايوان بشكل نشط أكثر مع الولايات المتحدة والشركاء الديمقراطيين الآخرين لمواجهة التحديات العالمية، مثل التوسّع الاستبدادي والتغير المناخي”.

ووصل نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي مايكل تشيس، المسؤول عن الصين في وزارة الدفاع الأميركية، إلى تايوان، بحسب ما نقلت وكالة “رويترز” عن مصدرين مطلعين. وقال متحدث “البنتاغون”: “ليس لدينا تعليق على عمليات محددة، لكنني أود أن أسلط الضوء على أنّ دعمنا وعلاقتنا الدفاعية مع تايوان ما زالت قوية ضد التهديد الحالي الذي تشكله جمهورية الصين الشعبية”.

من جهته، أكّد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وين بين في حديث في بكين أنّ الحكومة تعارض بشدة التفاعلات الرسمية والعلاقات العسكرية بين الولايات المتحدة وتايوان.

اتهامات زائفة

على سياق اخر، نددت بكين بما وصفته بأنّه اتهامات “زائفة” صدرت عن الولايات المتحدة تفيد بأنّ الصين تُفكّر في تسليح روسيا في عمليتها العسكرية في أوكرانيا. وقال الناطق باسم الخارجية الصينية وانغ وين بين في مؤتمر صحافي دوري: “لا نقبل بأن تشير الولايات المتحدة بأصابع الاتهام إلى العلاقات الصينية الروسية، ناهيك بالإكراه والضغط”، متهماً واشنطن بـ”نشر معلومات زائفة”.

وأكد المتحدث الصيني أنّ الولايات المتحدة، وليست الصين، من يقوم بتوريد الأسلحة لتأجيج الصراع الأوكراني، وأنّ على واشنطن التوقف عن نشر المعلومات المضللة وإلقاء المسؤولية على الآخرين. وتابع: “لا يحق للولايات المتحدة إعطاء أوامر وتوجيهات للصين، ولن نقبل أبداً بأي تعليمات أو حتى تهديدات وضغوط من الولايات المتحدة في ما يتعلق بما يخص العلاقات الصينية”.

وأشار المتحدث الصيني إلى أنّ سياسة الصين بشأن المسألة الأوكرانية تختصر بعبارة واحدة: تعزيز المصالحة وتسهيل المفاوضات. ودعا “الولايات المتحدة إلى إعادة التفكير بجدية في تصرفاتها وأفعالها، واتخاذ المزيد من الخطوات العملية لنزع فتيل الوضع وتسهيل مفاوضات السلام، والتوقف عن إلقاء المسؤولية على الآخرين ونشر معلومات كاذبة”.

وأكد أنّ الصين ستواصل الوقوف بحزم إلى جانب الحوار والسلام والقيام بدور بنّاء في المساعدة على نزع فتيل الوضع.

بدء نزاع مسلح جديد

هذا وتحدث تقرير في صحيفة “غلوبال تايمز” الصينية عن “آلة الحرب الأميركية” التي يقودها حلف شمال الأطلسي، والتي تسعى للحفاظ على “نار الحرب مشتعلةً”، مشيرةً إلى تزايد المرجحات بأنّ “الناتو يعتزم، بعد أوكرانيا، بدء نزاع مسلح جديد في تايوان، وهو ما ألمح إليه الأمين العام ينس ستولتنبرغ خلال مؤتمر ميونيخ للأمن”.

ووفقاً للصحيفة، “مرّ عام تقريباً منذ بداية الصراع الروسي الأوكراني، وحلف “الناتو” بقيادة الولايات المتحدة، متورّط في الأزمة التي بدأها هو نفسه. ومع ذلك، فقد قام الحلف بالبوح عن الهدف التالي له؛ تايوان”. واعتبرت أنّ حلف “الناتو”، “كونه رابطة عفا عليها الزمن منذ وقت الحرب الباردة، لا يمكن أن يوجد بدون صراعات عسكرية، وبالتالي فإنّ الحلف يزيد من القلق في آسيا، استعداداً للصراع التالي”.

وقال الخبير العسكري الصيني سونغ تشونغ بينغ للصحيفة، إنّ “واشنطن تأمل أن يتمكن “الناتو” من توسيع وجوده في جميع أنحاء العالم، وألّا يظلّ مجرد منظمة عسكرية عبر المحيط الأطلسي، لذلك، يجب على الولايات المتحدة الاستمرار في تصعيد التهديدات الخارجية، وتوحيد الدول المشاركة التي لا تتوافق مصالحها دائماً، وإجبارها على إنفاق المزيد على الميزانيات العسكرية”.

السيطرة على أوروبا ودفعها للاستثمار في الردع

وأضاف الخبير الصيني أنّ “هدف الولايات المتحدة هو السيطرة على أوروبا، وكذلك تحويل “الناتو” إلى تحالف عسكري عالمي” لافتاً إلى كلمات ستولتنبرغ “على أنها تمهّد الطريق لمشاركة المنظمة في شؤون منطقة آسيا والمحيط الهادئ”.

وبحسب الصحيفة، فإنّ المصالح الأميركية “لا تتطابق مع تطلعات جميع الدول الأعضاء في “الناتو”، لأنّ لبعضها رأي مختلف بشأن الصراع الأوكراني والصين من جهة، أو لم تعد لديها ثقة تامة بواشنطن من جهة أخرى، خاصةً “بعد الأنباء الأخيرة عن مسؤوليتها عن التخريب الذي حصل لخطوط غاز السيل الشمالي”.

وأضافت “غلوبال تايمز” أنه “بالحكم على الطريقة التي يتطوّر بها الصراع بين روسيا وأوكرانيا، فإنّ قدرات “الناتو” لا تتوافق مع المطلوب، ولن يخسر الحلف إلا إذا وسّع نفوذه في آسيا”.

وكان أمين عام الناتو استشهد بالصين كمثال محدد لإثبات حاجة الدول الغربية الى الاستثمار في الردع، قائلاً إنه يعرف أنّ “بكين تتابع عن كثب للغاية الثمن الذي ستدفعه روسيا أو المكافأة التي ستحصل عليها من الحرب.. وما يحدث في أوروبا اليوم يمكن أن يحدث في آسيا غداً” محذراً من أنّه “في حال انتصر بوتين في أوكرانيا، سيؤثر ذلك على القرارات والحسابات التي تجريها بكين في الجزء الذي يخصها من العالم”.

وتصاعد الموقف إزاء تايوان بشكل كبير بعد زيارة قامت بها رئيسة مجلس النواب الأميركي آنذاك نانسي بيلوسي للجزيرة في مطلع آب/أغسطس من العام الماضي.

ودانت الصين، التي تعتبر الجزيرة إحدى مقاطعاتها، زيارة بيلوسي، ورأت في هذه الخطوة “دعماً من الولايات المتحدة للانفصالية التايوانية”، وأجرت الصين عقب ذلك مناورات عسكرية واسعة النطاق، فيما يستمرّ التوتّر العسكري في منطقة بحر الصين وأجوائها.