مقالات مشابهة

الجزر اليمنية والمخططات الإماراتية

تواصل دويلة الإمارات اللعب بالنار داخل الجزر اليمنية المحتلة من خلال ممارساتها الاستعمارية الاستيطانية المستفزة التي تستهدفها بدرجة أساسية وبصورة مباشرة، ففي الوقت الذي تحكم فيه سيطرتها وسطوتها وهيمنتها على جزيرة سقطرى، ها هي تواصل ذات المخطط في جزيرة ميون، حيث شرعت في تعزيز تواجدها العسكري هناك من خلال توسيع نطاق حاميتها وقاعدتها العسكرية ورفع الأعلام الإماراتية فوق المنشآت التي قامت بإنشائها، في الوقت الذي تواصل فيه عمليات التحشيد والعسكرة للجزيرة اليمنية والعمل بوتيرة عالية لتحويلها إلى قاعدة ومستعمرة عسكرية إماراتية على مرأى ومسمع العالم وفي مقدمة ذلك ما تسمى بالشرعية المزعومة التي تتفرج على ذلك وكأن الأمر لا يعنيها .

يأتي ذلك بالتزامن مع قيام الإمارات بكل وقاحة وقلة حياء بجريمة التهجير التعسفي لسكان جزيرة عبد الكوري اليمنية في سابقة خطيرة وغير مسبوقة، حيث يتم تهجيرهم من منازلهم قسرا، وذلك بهدف القيام ببناء قاعدة عسكرية لها، في تصرف أرعن و غير مسؤول يمثل أقذع صور الانتهاك للسيادة الوطنية وحقوق الإنسان وكافة القوانين واللوائح والأعراف والمواثيق الدولية، على مرأى ومسمع العالم أجمع وفي المقدمة الأمم المتحدة التي تقول إنها ترعى الجهود المبذولة لتحقيق السلام في اليمن .

من سقطرى إلى عبد الكوري وميون إلى الخونة وباب المندب والمخا، يتحرك المحتل الإماراتي وفق أجندة شيطانية استعمارية تصب مجملها في مصلحة الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي، وهو ما يعكسه التواجد العسكري لها في تلكم الجزر تحت عناوين وشعارات ويافطات مستهلكة وغير مقبولة عقلا ومنطقا، يروج لها أبواقهم وأذنابهم وأدواتهم العميلة من الساسة والحقوقيين والإعلاميين والناشطين، ويحاولون إقناع الرأي العام بها من أجل الكسب المادي الرخيص، في الوقت الذي تواصل الدويلة الزجاجية عملية تفخيخ الجزر والمناطق اليمنية المحتلة الواقعة تحت سيطرتها من خلال إرسال كميات هائلة من الأسلحة والذخائر المتنوعة إلى جزيرة سقطرى والساحل الغربي ومطار الريان والذي حوله المحتل الإماراتي إلى قاعدة عسكرية مغلقة، تضم في داخلها عدداً من السجون والمعتقلات السرية التي تعج بأعداد كبيرة من أبناء المحافظات الجنوبية المحتلة المعارضين لسياسة الإمارات وأدواتها في الداخل اليمني .

بالمختصر المفيد، دويلة الإمارات ومن يتحدثون عن الأخطار التي تتهدد الملاحة البحرية عبر باب المندب؛ هم الخطر الحقيقي الذي يهدد الملاحة على مستوى العالم، والشواهد الحية على ذلك كثيرة جدا، وهو ما يؤكد على نواياهم الشريرة الهادفة للسيطرة على ثروات ومقدرات الجزر اليمنية والتحكم بطرق الملاحة الدولية التي تمر عبر البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن والبحر العربي، من أجل تأمين كيان العدو الصهيوني وتعزيز مصالحهم وتوسيع نفوذهم، لذا يجب فضح هذه الدويلة المأزومة وتعريتهم وكشف مخططاتها والعمل الجاد على حشد الطاقات والجهود من أجل إفشال مخططاتها والتصدي لكافة المؤامرات التي تحيكها، في سياق فعل ثوري وطني يضع نهاية لحماقاتها التي آن الأوان بأن تتوقف .

عبدالفتاح البنوس