مقالات مشابهة

مخططات ونوايا احتلالية أمريكية وسعودية مكشوفة

رغم وضوح الموقف وصوابية الحل العادل والمشرف لإحلال السلام في اليمن ، والذي أكده مجدداً قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في خطابه بمناسبة ذكرى يوم الصمود الوطني الثامنة بإنهاء العدوان والحصار وإنهاء الاحتلال وبإعادة الإعمار وتعويض الأضرار وإكمال تبادل الأسرى، إلا أن العدوان الأمريكي السعودي الصهيوني إماراتي البريطاني لا يزال يمضي في غيه متلكئاً في تنفيذ استحقاقات المرحلة الراهنة الدقيقة والحساسة التي تقتضي التعامل معها بجدية وعدم المماطلة من قبل قوى العدوان.

لا سيما النظام السعودي الذي لا يريد له الأمريكان الخروج من اليمن بماء وجهه بعد أن تم توريطه بحرب ظالمة كبدته خسائر فادحة طيلة ثمان أعوام من عدوانه الغاشم الذي ارتكب خلال سنواته الماضية وما يزال آلاف الجرائم البشعة بحق أطفال ونساء اليمن وتدمير البنى الخدماتية الأساسية وكل مقومات الحياة بصورة غير مسبوقة في كل حروب دول العالم.

ذرائع مختلقة

وفي هذا المسار ورغم المفاوضات التي جرت بوساطة عمانية فيما يتعلق بالملف الإنساني ومطالب الشعب اليمني إلا إن العدو السعودي لا يزال يختلق الذرائع ويصغي لواشنطن ونصائحها الهادفة إعاقة الحلول عبر المفاوضات السلمية بغية الاستمرار للأوضاع في حالة ((اللا سلم واللا حرب )) والسعي المكثف في تحركات عسكرية مشبوهة لإعادة ترتيب أوراق التآمر على امتداد المناطق والمحافظات اليمنية المحتلة بداءً من الساحل الغربي ومضيق باب المندب وصولاً إلى أقصى شرق وجنوب اليمن ، وهو الأمر الذي يؤكد طبيعة النوايا المبيتة للعدوان وأذنابه في الداخل.

مخططات نهب

في هذا السياق أكدت مصادر مطلعة بأن الاستخبارات الأمريكية التي تدار من قيادة الأسطول الخامس وفروعها في حضرموت والمهرة وعدن قد أعادت رسم مخططاتها الاستعمارية النهبوية وبما يكفل لها الاستمرارية في تحقيق أجندة واشنطن على مستوى اليمن والمنطقة ولما من شأنه مواصلة ابتزاز البقرة الحلوب ونهب المزيد من الثروات اليمنية شرق اليمن وترسيخ بناء القواعد العسكرية ..

وأشارت المصادر إلى أن تدشين واشنطن لقنصليتها في عدن يأتي في إطار تعزيز تواجدها العسكري والسياسي في جنوب اليمن المحتل، لا سيما بعد أن أطلقت العنان لأدواتها الإقليمية (( السعودية والإمارات)) في السياق نحو السيطرة على مناطق النفوذ الحيوية الجيوسياسية الهامة في غرب وشرق وجنوب اليمن.

وما الزيارات الميدانية للقيادات السعودية والقيادات العسكرية الموالية لها والتي شملت مديريات غرب تعز الساحلية ومضيق باب المندب ومعسكرات المرتزقة الواقعة في إطار ما تسمى بالمنطقة العسكرية الرابعة والتي جاءت بعد تحركات لتلك القيادات العسكرية العدوانية إلى جزيرة سقطرى وإلى عدد من وحدات ما تسمى بقوات ((درع الوطن )) التابعة للسعودية، ما هو إلا انعكاس واضح لطبيعة النوايا العدائية الاحتلالية المبيتة ضد اليمن على المدى القريب والمتوسط، ودليل على تصاعد السباق العدواني المحموم بين الرياض وأبو ظبي بغية المزيد من السيطرة والهيمنة ونهب ثروات الشعب اليمني.

وفي هذا المنحى دفعت السعودية بما يقارب من ((1800)) مرتزق من معسكرها التدريبي بمدينة ((تبوك)) صوب مدينة عدن، وجميعهم من أبناء محافظة عدن المحتلة ، ويأتي ذلك في سياق السيطرة الأمنية على المدينة التي تشكل المعقل الرئيسي لما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة المرتزق الإماراتي عيدروس الزبيدي الذي أعادته السعودية إلى عدن بعد إحتجاز دام لعدة أشهر في الرياض وأبو ظبي ، وبعد أن التزم بحسب المصادر بتنفيذ ما يوكل إليه من قيادة تحالف العدوان بعدن المحتلة.

وعلى ذات الصعيد دفعت السعودية بقيادات ما تسمى بوزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان التابعة لحكومة المرتزقة لاستقطاب المزيد من قيادات الانتقالي العسكرية والأمنية إلى صف مرتزقة السعودية وعلى رأسهم المرتزق الإماراتي شلال علي شائع هادي قائد ما يسمى بقوات مكافحة الإرهاب والذي يتمتع بنفوذ قبلي في محافظة الضالع المحتلة.

هدف استراتيجي

وفي هذا المنحى أكدت مصادر عن كثب بأن الهدف الاستراتيجي السعودي في مدينة عدن يتضمن السيطرة الكاملة على عدن ومطارها ومينائها من خطة تضمن إعادة بناء الأجهزة الأمنية ونقل وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان التابعة للمرتزقة من مأرب إلى عدن والبدء في عملية دمج مليشيات الانتقالي في منظومة ما تسمى بوزارتي الدفاع والداخلية، وهو الأمر الذي لم تستطع الرياض تحقيقه منذ اليوم الأول لإتفاق ما يسمى ((الرياض )) نتيجة عدم قناعة ((أبو ظبي)) بهذا الاتجاه الذي تراه مقوضاً لنفوذها ليس فقط في عدن.

بل وفي الساحل الغربي وأبين وحضرموت والمهرة والجزر والموانئ المحتلة ، وما حدث مؤخراً من محاولة اغتيال لعدد من القيادات المدنية والعسكرية في مديريتي الوازعية والكدحة غرب تعز ومن بينهم محافظ المحافظة التابع لحكومة المرتزقة على إثر زيارتهم لمدينة المخاء المحتلة ومديرية باب المندب المطلة على المضيق إلا رداً على هذه الزيارة التي اعتبرتها أبو ظبي تدخلاً في مناطق سيطرتها ورفضاً مباشراً للمخطط السعودي الهادف السيطرة العسكرية على هذه المنطقة الحيوية التي تشكل الممر الرئيسي لناقلات النفط الخليجية السعودية إلى العالم بحسب العديد من المصادر.

خلاصة

ونخلص إلى التأكيد بأن صراع النفوذ والتسابق على المصالح بين قوى العدوان سوف يتصاعد خلال المرحلة القادمة، وأن ما يجري في المناطق والمحافظات اليمنية الشرقية والجنوبية والجزر المحتلة يكشف حقيقة النوايا العدوانية المبيتة ضد اليمن وثرواته وسيادته ووحدته واستقلاله، ومثل هكذا تحركات ونوايا عدائية لن تستمر ومصيرها الفشل والهزيمة.

وعلى قوى العدوان ان تدرك تماماً ما ورد في مضامين خطاب السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي الذي أكد بأن الشعب اليمني قادم في العام التاسع بقوة وجيش منظم ومسلح بأحدث الأسلحة الصاروخية والبحرية والجوية لإستكمال معركة التحرر والاستقلال الشامل وبما يجبر قوى العدوان على الرحيل من كل شبر محتل من أراضي الجمهورية اليمنية.