مقالات مشابهة

حرب السودان الأهلية.. اندلاع اشتباكات باتهامات متبادلة بين حميدتي والبرهان وانفجارات توقف حركة الطيران واتهامات بتورط دول اقليمية

اندلعت اشتباكات صباح السبت في الخرطوم، بين قوات الجيش التي يقودها الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع شبه العسكرية الموالية لحليفه السابق محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، في تحول مفاجئ للصراع بينهما إلى نزاع مسلح.

ودوت انفجارات وإطلاق نار في مناطق مختلفة من العاصمة السودانية، اليوم السبت، فيما تشهد البلاد خلافات بين الجيش وقوات الدعم السريع المسلحة.

وتبادلت اتهامات بين قوات الدعم السريع التي يقودها حميدتي وبين الجيش السوداني الذي يقوده البرهان تلك الانفجارات في العاصمة السودانية.

انفجارات توقف حركة الطيران

وسمع دوي انفجارات وإطلاق نار في مناطق مختلفة من العاصمة السودانية، فيما تشهد البلاد خلافات بين الجيش وقوات الدعم السريع المسلحة. وقال شهود إن “مواجهات” ودوي انفجارات وإطلاق نيران سمعت بالقرب من قاعدة تتمركز فيها قوات الدعم السريع في جنوب الخرطوم، كما سمع إطلاق نار بالقرب من المطار وفي شمال العاصمة.

على إثر ذلك، توقفت حركة الطيران وسط انتشار عسكري داخل مطار الخرطوم، وتم إغلاق جميع جسور العاصمة، فيما قامت قوات الدعم السريع بإغلاق محيط الإذاعة والتلفزيون بمدينة أم درمان. من جهتهم، ناشدوا “أطباء السودان” كل الأطباء بالتوجه إلى أقرب مستشفى من مكان سكنهم للمساعدة في علاج المصابين خاصة جنوبي الخرطوم ومدينة بحري.

كيف بدأت الاشتباكات

أفادت تقارير إعلامية محلية بأن “الدعم السريع” حركت قوات في العاصمة الخرطوم ودفعت بأكثر من 50 سيارة دفع رباعي بكامل عتادها العسكري إلى مدينة مروي (شمالا)، حيث تمركزت بالقرب من مطار المدينة.

ورد الجيش بحشد قوات في مروي أيضا، ما أثار مخاوف من أن القوات التي ظلت تقاتل إلى جانب بعضها البعض خلال عقد من الزمن يبدو أنها وصلت إلى مرحلة الاقتتال.

الدعم السريع

وأعلنت الدعم السريع، التي يقودها محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، أن قوة كبيرة من الجيش هاجمت مقرهم في منطقة “سوبا” جنوبي الخرطوم. وقالت في بيان لها على “تويتر”، إن قوات الجيش هاجمت المقر بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة.

وأضاف البيان: “تفاجأت قوات الدعم السريع صباح اليوم السبت 15 أبريل بقوة كبيرة من القوات المسلحة تدخل إلى مقر تواجد القوات في أرض المعسكرات سوبا بالخرطوم وتضرب حصارا على القوات المتواجدة هناك”.

الجيش السوداني

من جهته، اتهم الجيش السوداني قوات الدعم المسلحة بمهاجمة الكثير من قواعده في الخرطوم ومناطق أخرى، بعيد إعلان تلك القوات مهاجمة الجيش لمعسكراتها. وقال الناطق باسم الجيش العميد نبيل عبد الله: “هاجم مقاتلون من قوات الدعم السريع عدة معسكرات للجيش في الخرطوم ومناطق متفرقة في السودان”، مضيفا “الاشتباكات مستمرة والجيش يؤدي واجبه في حماية البلاد”.

هذا ونفى المتحدث الرسمي باسم الجيش السوداني سيطرت قوات الدعم السريع على القصر الجمهوري في الخرطوم. ووفق موقع “آر تي” قال المتحدث “مازالت المعارك جارية في المناطق الاستراتيجية بالعاصمة، والدعم السريع لم يستولي علي أي موقع”، مضيفا: “قواتنا تتصدى للدعم السريع وتمارس واجبها، والاشتباكات مازالت في مروي”.

وأكد على أن قوات الدعم لم تستولي على أي من المواقع المحيطة بالقيادة العامة والقصر الجمهوري والمطار، مشددا على أن عناصر الجيش تتصدى لهم وتمارس واجبها. وأشار إلى أن البلاد في حالة حرب حاليا، وفي الحرب تحصل العديد من المتغيرات، لكن الجيش مازال مسيطر على المواقع التي أعلن الدعم السيطرة عليها.

مهاجمة مقر الدعم السريع واصابة قائده

على ذات السياق، أعلن الجيش السوداني أنه يهاجم معسكرا لقوات الدعم السريع بمنطقة أم دوم شرقي الخرطوم، واستخدم الجيش الطيران الحربي لقصف مقرات الدعم السريع. وقالت قوات الدعم السريع، إن مقراتها تقصف بالطائرات مطالبة “شرفاء الجيش” بالانحياز للحق.

وأعلن الجيش السوداني إصابة قائد قوات الدعم السريع الميداني خلال اشتباكات الخرطوم، دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل. وقال إنه يسيطر على المطارات والقيادة العامة ومقر إقامة البرهان. وطالب المواطنين بالابتعاد عن مناطق الاشتباكات وعدم إيواء الهاربين.

وأضاف الجيش السوداني: دمرنا أكثر من 80 عربة تابعة لمليشيا الدعم السري. وأكد أن قواته تسيطر على الجسور والشوارع الرئيسية في الخرطوم.

اتهام دول إقليمية

واتهم عبد الجليل الباشا القيادي في حزب الأمة القومي دولا إقليمية بدعم التوتر، وتساءل عن وجود مقاتلات مصرية في مطار مروي وفق تصريحاته للجزيرة.

وقال وزير الخارجية الأمريكي، “ربما يكون هناك لاعبون آخرون يحاولون عرقلة التقدم الذي تحقق باتجاه الحكومة المدنية في السودان”.

ونقلت وكالة تاس عن السفير الروسي بالخرطوم قوله، إن بلاده تعول على أن تنتهي المواجهات خلال ساعات قليلة وأن ينتقل الطرفان إلى التفاوض.

فيما ناشد حزب المؤتمر السوداني الأطراف العسكرية للتهدئة وفتح قنوات الحوار وعدم جر البلاد لحرب شاملة. ودعا الحزب من أسماهم شركائه المحليين والمجتمع الدولي التدخل السريع لإسكات صوت المدافع والرصاص.

وتتواصل الوساطات في السودان بهدف حلحلة الملف ومنع إنجراره إلى نزاع مسلح بين الجانبين.