مقالات مشابهة

الجنوب وصنعاء.. العليمي يقود مصالحة بين صنعاء وشبوة وأبين تحسم وضعها بعودة طواعية لصنعاء وترتيبات لتطبيع الحياة

بدأ عبدالله العليمي، العضو البارز في المجلس الرئاسي، السلطة الموالية للتحالف جنوب اليمن، الأحد، تحركات للسير بشبوة على خطى أبين عبر التقارب مع صنعاء. يأتي ذلك وسط تطورات في المشهد بالمحافظة النفطية في ظل محاولات إخضاعها لسلطة الانتقالي في عدن.

وكشفت مصادر قبلية في شبوة كواليس اتصالات أجراها العليمي من مقر إقامته في العاصمة السعودية، الرياض، بمشايخ قبائل في صنعاء، مشيرة إلى أن الاتصال تضمن ترتيبات لزيارة وفد قبلي من شبوة إلى صنعاء. كانت وسائل إعلام في شبوة أفادت بأن وفد قبلي يستعد لزيارة صنعاء بعد تكريم قائد أنصار الله مشايخ من قبائل المحافظة ومحافظة ابين بإطلاق سراح فيصل رجب.

ويعد اتصال العليمي الذي كان يشغل منصب مدير مكتب رئيس ما كانت تعرف بـ”الشرعية” عبدربه منصور هادي الأول منذ بدء الحرب التي تقودها السعودية قبل 8 سنوات. ويأتي الاتصال في ظل تصعيد لقبائل العليمي الذي ينتمي إلى مديرية بيحان عقب تصفية فصائل الانتقالي والمؤتمر المواليان للإمارات أبرز سواعده عبد الباني خلال تأديته خطبة العيد.

ولم يتضح بعد دوافع قرع العليمي لبوابة صنعاء وما اذا كانت ضمن استراتيجية جديدة لهادي للعودة إلى المشهد في ظل المفاوضات التي تجريها السعودية مع صنعاء ومؤشرات إزاحة الرئاسي خصوصا بعد وصول مشايخ ابين التي تعد مسقط هادي إلى صنعاء وقرارهم التقارب معها، أم ضمن الترتيب لمعركة عتق المرتقبة والتي يحشد لها العليمي بقوة وسط أنباء عن تمويلات قطرية، لكن توقيت التحركات يؤكد قرار القيادات في شبوة حسم وضعها بالعودة إلى صنعاء قبل التوصل إلى اتفاق مع السعودية يعزز موقف “صنعاء” ونفوذهم.

أبين تحسم وضعها بعودة طواعية لصنعاء وترتيبات لتطبيع الحياة

حسمت قبائل أبين، إحدى أهم محافظات جنوب اليمن، الأحد، وضعها بالخروج رسميا من عباءة التحالف والقوى الموالية له عبر العودة بشكل طوعي إلى صنعاء، فما أبعاد الخطوة وتداعياتها على مستقبل المحافظة التي يتم حصارها وتفكيك نسيجها الاجتماعي بغية استبعادها من المشهد؟

فجأة وبدون سابق إنذار قرر العشرات من كبار مشايخ أبين زيارة صنعاء حيث التقوا بكبار القادة هناك، وقد حضا وصولهم باستقبال رفيع وصل حد قرار قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي إطلاق سراح أحد أهم الأسرى تكريم لهم.

هذه الزيارة لم تكن عشوائية ولا مجرد تسجيل نقاط بل تعكس إدراك ولو متأخر لدى مشايخ ابين التي تشكل خاصرة الجنوب بمخطط اقصائهم من المشهد منذ الإطاحة بعبدربه منصور هادي من سلطة “الشرعية” من قبل السعودية وما تلاها من تحريك جحافل قوات الانتقالي للزحف على قراهم وقصفها بمختلف أنواع الأسلحة وبحقد مناطقي مقيت ناهيك عن تجريها بوصمها بشعار الإرهاب.

هذه الخطوة قد تكتب مشهد جديد في الجنوب خصوصا في ظل التقارير التي تتحدث عن ترتيبات لتطبيع الحياة بدء بفتح الطرق الرابطة بين أبين والمحافظات الوسطى وصولا إلى صنعاء، ناهيك عن الاستعراض القبلي الذي يتم ترتيبه في خنفر على تخوم عدن في وجه خصوم المحافظة وتحت شعار عودة رجب الذي لم تخفي اسرته ومشايخ القبائل حزنهم من ما وصفوه بالخذلان لرجب الذي يعد أحد أبرز قادة أبين.

لعقود مضت ظلت ابين الفاصل في المعركة جنوبا بانتماء قياداتها إلى جناح ما كان يعرف بـ”الزمرة” وكانت صنعاء والشمال عموما سندها في حربها ضد التهميش والاقصاء، وهي اليوم تكرر السيناريو الذي ارتسم في ثمانينات القرن الماضي عندما طرق قادتها الشمال بحثا عن ملجأ من مجازر “الطغمة” ليعودوا في التسعينات منتصرين و مشاركين بارزين في رسم مستقبل اليمن والحفاظ على وحدته خصوصا وأن طرق قبائل أبين لصنعاء هذه المرة تزامن مع ترتيب خصومهم بقيادة الانتقالي لمؤتمر “الجنوب ” المرتقب في عدن والهادف لابتلاع ما تبقى من تأثير ونفوذ لأبين وقبائلها في المشهد جنوبا.