مقالات مشابهة

لماذا لا يزال نظام سلمان أداة طيعة بيد الأمريكان؟!!

لم يستفد بعد من الدروس والعبر التي تجرعها خلال سنوات عدوانه الغاشم على اليمن

ولا يزال النظام السعودي ماضيا في غيه غير مستوعب لمجريات الأحداث بمستجداتها ومتغيراتها إقليمياً ودولياً ، مراهناً على استغلال عامل الوقت لتمرير سيناريوهات الاستعمار (الأمريكي – البريطاني) الهادف إلى تمزيق اليمن ونهب ثرواته ومقدراته الاقتصادية والهيمنة على موقعه الجغرافي الحيوي المسيطر على ممرات الملاحة الدولية في ظل تصاعد الصراع بين الدول الصاعدة الرافضة لقوى الامبريالية الأمريكية وسياسة القطب الأوحد ، وقوى الاستعمار (القديم – الحديث) بقيادة واشنطن وحلفها العسكري (الناتو) الذي يعتبر الورقة الأخيرة التي تراهن أمريكا هي الأخرى عليها للحفاظ على دورها كشرطي عالمي بات خائر القوى.

لقد أصبح النظام الامبريالي الأمريكي غير مرغوب به من قبل معظم دول العالم التي باتت تتطلع إلى نظام جديد متعدد الأقطاب لا مكانة فيه لنهب ثروات الشعوب واحتلال البلدان ونشر الرذيلة في المجتمعات (المثلية ) التي رفرف علمها على مبنى البيت الأبيض بواشنطن في وقت متزامن مع جملة الرئيس (بايدن ) المؤيدة لنشر المثلية أوساط الشعب الأمريكي الذي سخر من دعوات رئيسه ومن رفع علم المثلية فوق المبنى الرئاسي، معتبرين ذلك إهانة مدمرة لشخصية المواطن الأمريكي وسمعته أمام شعوب العالم ، ورغم كل هذا السقوط الأخلاقي للإدارة الأمريكية ودورها في نشر الرذيلة وتشجيعها لإفساد المجتمعات وتحديها السافر للقيم الدينية والأخلاقية والمبادئ الإنسانية لأمتنا الإسلامية التي تحرم مثل هكذا سلوك مقيت.

أداة طيعة

بالمقابل لا يزال النظام السعودي غارقاً في وحل الشيطان الأكبر ومشاريعه الاستعمارية والإفسادية و التمزيقية النهبوية الاحتلالية في اليمن والمنطقة والعالم، وفي هذا المسار نجد النظام السعودي الأرعن اليوم أكثر من أي وقت مضى يتخبط في إطار (دوره الهامشي) الممنوح له من أسياده الأمريكان الذين يتحكم بمفاصل سياستهم الاستراتيجية الاقتصادية والعسكرية (اللوبي الصهيوني ) .

وفي هذا المنحى وصفت تقارير غربية النظام السعودي بأنه وضع نفسه أداة طيعة لخدمة الأجندة (الصهيو أمريكية الغربية) منذ نشأته على يد الاستعمار البريطاني، ولا يزال يتعمد عدوانه المستمر على اليمن مشدوداً وخاضعاً للأمريكيين وشركائهم، ويمارس سياسة المراوغة والكذب والخداع رغم هزيمته وحلفه أمام العالم كله.

بحث عن المبررات

وبدلاً من إعلان وقف عدوانه ورفع حصاره على اليمن وتنفيذ مضامين متطلبات الملف الإنساني الاستحقاقي لليمنيين وإنهاء مرحلة (اللاسلم واللاحرب) ذهب بائساً يبحث عن مبررات ومخارج للتنصل عن ما تم الاتفاق عليه في مسقط وصنعاء.. محاولاً ذر الرماد على العيون بإعلانه أنه مجرد (وسيط ) وليس عدو مباشر قاد أعتى عدوان على اليمن وسفك دماء الأطفال والنساء ودمر البنى التحتية وفرض حصارا شاملا على المدنيين براً وبحراً وجواً وما يزال حتى اليوم.

وأكدت التقارير أن الرياض تعمل وفق السيناريو (الأمريكي البريطاني الغربي) المرتكز على سياسة (فرق تسد) وبما يخدم مصالح قوى الهيمنة والاستعمار وهو ما نشهده قائماً في هذه المرحلة الراهنة لا سيما في المحافظات والمناطق المحتلة ممارسات عدوانية.

وفي هذا السياق تتضح الممارسات العدوانية القذرة التي تنفذها الرياض وحليفتها أبو ظبي في المناطق المحتلة جنوب وشرق وغرب اليمن وتبادل الأدوار بينهما تحت إشراف ( أمريكي – بريطاني) مباشر.

إلى ذلك أكدت مصادر مطلعة أن العدو السعودي يقوم هذه الأيام باستقدام تعزيزات عسكرية عبر منفذ الوديعة إلى مدينة عدن المحتلة لدعم مليشياته المسماة (درع الوطن ) وبالمقابل قامت دويلة الإمارات بتعزيز مليشيات ما يسمى (الانتقالي ) المتواجدة بمدينة المكلا بالأسلحة والعتاد القتالي عبر ميناء المكلا، كما قامت باستقدام مرتزقة ليبيين يتبعون المرتزق (حفتر) القيادي الليبي المدعوم إماراتياً وتزويدهم بطائرة هليوكبتر عسكرية.

وأوضحت المصادر أن مليشيات الانتقالي في المكلا قد تفاجأت بوصول مرتزقة (حفتر ) ليبيا واعتبرت الإجراء الإماراتي إهانة لدورها وقدراتها العسكرية في مواجهة وحدات ما يسمى المنطقة العسكرية الثالثة التابعة لحزب الإصلاح، وهو الأمر الذي دفع أبو ظبي إلى طلب ما يسمى بقائد المنطقة العسكرية الثانية الموالي لها بمدينة المكلا لإطلاعه على بعض المعلومات الخاصة باستقدام المرتزقة الليبيين وتلقي التوجيهات اللازمة على حد وصفهم.

مراحل تمهيدية

وأوضحت المصادر أن الرياض وأبو ظبي تعملان وفقا لسياسة المثل القائل عصفوران بحجر واحد وتهدفان إلى التخلص من مليشيات الانتقالي والإصلاح وإخراجها من محافظة حضرموت وفقاً لمخطط تقاسم مناطق النفوذ وتوزيع المصالح بين قوى العدوان.

وأشارت المصادر إلى أن الرياض عملت في هذا الإطار على استقطاب الأطراف الحضرمية ووعدتهم أن تكون حضرموت إقليما مستقلا بقيادة ممثل رجال الأعمال الحضارم (بحاح )، في المفاوضات( السعودية -الحضرمية) بينما هدفها الحقيقي هو ضم وإلحاق المحافظة بالمملكة ولكن وفق مراحل تمهيدية متعددة بحسب ما وصل إلى مسامع المصادر من قيادات حضرمية مستقلة.

فوضى عارمة

وعلى ذات الصعيد ووفق سيناريو الاحتلال تشهد محافظة شبوة حالة من الفوضى العارمة والانفلات الأمني، واستهدافات متكررة لما يسمى بمرتزقة الإمارات (دفاع شبوة ) الذين يتعرضون بحسب قيادة المحافظة الموالية للعدوان لهجمات إرهابية من قبل ما يسمى بتنظيم القاعدة الإرهابي بعد أن تصاعدت المواجهات عقب اغتيال أحد قيادات حزب الإصلاح في مديرية بيحان (البان).

وفي هذا الاتجاه أشارت المصادر أن مليشيات الانتقالي أخفقت ليس فقط في الحفاظ على أمن واستقرار مدينة عتق، بل أيضاً في مختلف مديريات المحافظة التي تشهد تصاعد الثأرات بين القبائل وسقوط العشرات منهم بين قتيل وجريح بصورة يومية.

وأكدت المعلومات أن قوى الاحتلال تهدف إلى خلخلة البنية القبلية بالمحافظة وإضعافها حتى لا تتحول إلى قوة فاعلة لمواجهتها لاحقاً ، كما تؤكد المعلومات أن النوايا المبيته لقوى الاحتلال تهدف إلى إيجاد الذرائع لتمكين القوات الأجنبية من احتلال المحافظة النفطية تحت مسمى مكافحة الإرهاب.

مخططات استخبارية

ونخلص إلى القول أن الأوضاع التي تمر بها محافظتي حضرموت وشبوة في ظل الاحتلال هي نتاج سيناريوهات ومخططات رسمتها الاستخبارات الأمريكية البريطانية بهدف السيطرة على الثروات النفطية والغازية والمعدنية اليمنية في المناطق الواقعة تحت الاحتلال والتواجد العسكري الأجنبي شرق الوطن.

أوضاع مأساوية

وعلى ذات المسار تزداد الأوضاع المعيشية المأساوية للمواطنين في مدينة عدن صعوبة في ظل انعدام خدمات الطاقة الكهربائية وارتفاع درجة الحرارة الأمر الذي أدى إلى وفاة العشرات من الأطفال والنساء وكبار السن، وذلك بفعل الفساد الذي تمارسه حكومة المرتزقة ونهبها للمال العام واحتياطي مركزي عدن، الذي يوشك على الإفلاس خلال الأيام القادمة بحسب مصادر مطلعة عن كثب.

وتشير المعلومات الواردة من مطار عدن عن قيام عدد من قيادات المرتزقة بتهريب الأموال التي استحوذت عليها من خلال ممارستها للفساد والنهب والاتجار بالممنوعات إلى خارج اليمن.. وهي في المجمل مؤشرات تؤكد فشل ما يسمى بمجلس العار السعودي الذي يقبع في دهاليز الرياض تحت الإقامة الجبرية بحسب مصادر إعلامية عديدة.

ويبقى التأكيد أن النظام السعودي ومن يدور في فلكه يمضي في سياسته تجاه اليمن وفق توجيهات واشنطن ولندن، وهذا يعني أنه لم يستفد من تجربة فشله الذريع خلال (3000) يوم من عدوانه على اليمن، وهو بذلك يسارع إلى الهاوية.