مقالات مشابهة

تفاصيل مايحدث في روسيا.. تمرد قوات فاغنر عن الجيش الروسي وبوتين يتهمه بالخيانة ويتوعد برد قاس على التمرد

أعلن زعيم مجموعة مرتزقة فاغنر يفغيني بريغوزين الحرب على وزارة الدفاع الروسية بعد أن ادعى أن قواته تعرضت لهجوم من قبل القوات الروسية. ونشر تسجيلات صوتية على قناته على Telegram، دعا بريغوزين إلى الثورة المسلحة في موسكو، مهددا بشنق وزير الدفاع في الساحة الحمراء.

وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن هذه التصريحات “غير صحيحة واستفزاز إعلامي”، في حين ذكر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يدرك الوضع وأنه يتم اتخاذ جميع التدابير اللازمة.

وفقًا لتقارير إعلامية قامت السلطات الروسية بإطلاق تحقيق جنائي في مجموعة فاغنر وأصدرت أمرا بالقبض على زعيمها. وأكد الأمن الفيدرالي الروسي أن تصريحات وسلوك مؤسس شركة “فاغنر” العسكرية يفغيني بريغوجين تمثل دعوة لنزاع أهلي مسلح وطعنة في ظهر الجنود الروس الذين يقاتلون القوات الموالية للفاشية.

وجاء في بيان مركز العلاقات العامة لهيئة الأمن الفيدرالية الروسية اليوم السبت: “إن تصريحات بريغوجين وأفعاله هي في الواقع دعوات لبدء نزاع أهلي مسلح على أراضي روسيا الاتحادية، وهي طعنة في ظهر الجنود الروس الذين يقاتلون القوات الأوكرانية الموالية للفاشية”.

وذكر بيان هيئة الأمن الفيدرالية الروسية، أنها تحث مقاتلي شركة “فاغنر” العسكرية على عصيان أوامر بريغوجين واتخاذ كافة التدابير والإجراءات لتوقيفه. وأضاف: “ندعو مقاتلي شركة فاغنر العسكرية الخاصة إلى عدم ارتكاب الأخطاء التي لا يمكن الرجوع عنها، ووقف أي أعمال عنيفة ضد الشعب الروسي، وعدم الانصياع لأوامر بريغوجين الإجرامية والغادرة، واتخاذ إجراءات لاعتقاله”. وتابع البيان أن الجيش الروسي يواصل تنفيذ المهام القتالية على خطوط التماس مع القوات الأوكرانية في منطقة العملية العسكرية الخاصة.

ويرى بعض المحللين أن الهجوم قد نُفذ من قبل أوكرانيا أو حلفائها لإثارة القلاقل. وجاء هذا الهجوم المزعوم بعد أن قال بريغوزين في وقت سابق من اليوم إن روسيا تخسر الحرب واتهم وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو وفاليري جيراسيموف، رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الروسي، بـ “الإبادة الجماعية” ضد شعبهم “لقتل عشرات الآلاف من المواطنين الروس وتحويل المناطق الروسية إلى العدو”.

بوتين يتهم فاغنر بالخيانة ويتوعد برد قاس على التمرد

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم السبت -في أول تعليق على تحركات قائد مجموعة فاغنر العسكرية يفغيني بريغوجين- إن ما يجري تمرد مسلح سيتم الرد عليه بشكل قاس، في حين رفض بريغوجين اتهامات الرئيس وأكد أنه ورجاله لن يستسلموا.

وأضاف بوتين -في كلمة عبر التلفزيون- أن ما يحدث خيانة داخلية وطعنة في الظهر، وأن “الذين نظموا التمرد المسلح ورفعوا السلاح ضد الرفاق في القتال خانوا روسيا وسيتحملون مسؤولية ذلك”. وتابع أن من ينظم التمرد يحاول دفع البلد للاستسلام والحرب الأهلية. وفي إشارة إلى قائد فاغنر، قال بوتين “المصالح الشخصية أدت إلى خيانة البلد وسندافع عن بلدنا ومواطنينا”.

وقال أيضا “الذين نظموا التمرد المسلح ورفعوا السلاح ضد الرفاق في القتال خانوا روسيا، والرد على ذلك سيكون صارما وقاسيا” داعيا من نظموا ما وصفها بالجريمة للتعقل، والقيام بخيار وحيد هو العودة للوطن ووقف هذه التصرفات.

وتحدث بوتين عن اتخاذ إجراءات صارمة وقاصمة لإعادة الاستقرار في مقاطعة روستوف (جنوبي روسيا) التي قال بريغوجين إنهم سيطروا على كل المنشآت العسكرية فيها، بما فيها المطار، مؤكدا أن الأجهزة الأمنية تلقت أوامر بإعلان حالة مكافحة الإرهاب، والقوات المسلحة الروسية تلقت أمرا بتحييد أولئك الذين نظموا التمرد المسلح.

ووصف الرئيس الروسي الوضع في روستوف بأنه ما زال صعبا، وتحدث عن تفعيل نظام مكافحة الإرهاب في موسكو وعدد من المقاطعات، وقال إنه تواصل مع جميع القادة العسكريين في كل المحاور، مؤكدا أنه سيتم اتخاذ إجراءات لإعادة الاستقرار في روستوف.

وشدد بوتين على أن روسيا تحتاج إلى وحدة جميع قواتها، قائلا إنه لن يسمح بتقسيم البلاد مرة أخرى. كما قال إن أي اضطرابات داخلية تشكل تهديدا قاتلا للدولة، وهي بمثابة صفعة للشعب الروسي، وأضاف أن بلاده تخوض قتالا صعبا من أجل مستقبلها، وهذا يتطلب ترك كل ما يضعفها.

رئيس الشيشان

وفي جمهورية الشيشان الروسية أكد رئيسها المقرب من بوتين، رمضان قديروف، اليوم السبت، ضرورة قمع التمرد المسلح، وأعلن استعداده لبذل كل ما هو ممكن لحماية روسيا وسيادتها. وقال رمضان قديروف رئيس جمهورية الشيشان إن قواته مستعدة لتقديم العون في إحباط تمرد يفغيني بريغوجين ولاستخدام أساليب قاسية إن لزم الأمر.

ووصف قديروف في بيان نشر على تيليغرام تحرك بريغوجين بأنه “طعنة في الظهر” وناشد الجنود الروس عدم الاستسلام لأي “استفزازات”. وقال إن الوحدات الشيشانية تتحرك نحو “مناطق التوتر” وستعمل على “الحفاظ على الوحدات الروسية والدفاع عن الدولة الروسية”.

وقديروف حليف مقرب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي ينشر قوات عسكرية في الشيشان، وكان يُنظر إليه سابقا على أنه حليف لبريغوجين، إذ كان يتبنى بعضا من انتقادات رئيس فاغنر للقيادة العسكرية الروسية. لكن في الأسابيع القليلة الماضية، بدأ قادة شيشانيون متحالفون مع قديروف في انتقاد هجوم بريغوجين المتكرر على وزارة الدفاع.

بريغوجين وسط مدينة روستوف

وأكد قائد فاغنر يفغيني بريغوجين صباح السبت (24 حزيران/يونيو 2023) أنه دخل المقر العام لقيادة الجيش في مدينة روستوف الروسية الذي يشكل مركزاً أساسياً للهجوم الروسي على أوكرانيا، وسيطر على مواقع عسكرية من ضمنها مطار. وقال بريغوجين في مقطع فيديو نشر على تلغرام “إننا في المقر العام، إنها الساعة 7,30 صباحاً” (4,30 ت غ)، مضيفاً أن “المواقع العسكرية في روستوف تحت السيطرة بما فيها المطار” فيما كان رجال ببدلات عسكرية يسيرون خلفه.

وأشار إلى أن الطائرات العسكرية المشاركة في الهجوم الروسي على أوكرانيا “تقلع بشكل طبيعي” من المطار لتقوم بـ”مهماتها القتالية” مؤكّداً أنه “ليس هناك أي مشكلة”. وأضاف بريغوجين أن “نقطة القيادة الرئيسية تعمل بشكل طبيعي” مؤكداً أن “مساحات كبيرة من الأراضي التي احتُلت في أوكرانيا” تمت خسارتها وأن “الكثير من الجنود قتلوا”، متهماً الجيش الروسي مجدداً بعدم قول الحقيقة بشأن الوضع على الجبهة. وقال إن الجيش يخسر “ما يصل إلى ألف رجل يومياً” بين قتلى وجرحى ومفقودين بالإضافة إلى أولئك الذين يرفضون القتال.

وبريغوجين رجل الأعمال البالغ 62 عاماً والذي أصبح شخصية بارزة في العمليات الروسية في أوكرانيا، قريب من الكرملين لكنّه في الوقت نفسه ينتقد بشدّة سياسات موسكو. كذلك، شكّك بريغوجين في الأسباب التي كانت وراء قرار بوتين شنّ العملية العسكرية في أوكرانيا، متسائلاً “لمَ بدأت العملية العسكرية الخاصة؟… كانت الحرب ضرورية من أجل الترويج الذاتي لمجموعة من الأوغاد”.

وأعلنت السلطات في العاصمة الروسية موسكو والمنطقة المحيطة بها اليوم السبت (24 يونيو/ حزيران 2023) حالة الطوارئ لمواجهة الإرهاب على خلفية التمرد المسلح. وأعلنت اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب الروسية صباح اليوم أنه “لمنع هجمات إرهابية محتملة في المدينة ومنطقة موسكو، تم وضع نظام لعمليات مكافحة الإرهاب”.

وأعلن عمدة موسكو سيرجي سوبيانين، عن تعزيز الإجراءات الأمنية وتشديد قيود مكافحة الإرهاب في المدينة تحسبا لأي طارئ: “يجري اتخاذ التدابير اللازمة لمكافحة الإرهاب في موسكو وتعزيز التدابير الأمنية وتعزيز الرقابة على الطرق وقد يتم تقييد تنظيم التجمعات الجماهيرية، ويرجى التعامل مع هذه التدابير بتفهّم”، بحسب “ار تي عربية” الروسية.