كشفت البيت الأبيض، اليوم الأربعاء، مخاوف من توسع رقعة الصراع بين السعودية والإمارات في اليمن. ونقلت وكالة بلومبيرغ الامريكية عن مسؤولين في البيت الأبيض تأكيدهم مخاوف إدارة بايدن من تأثير الخلافات السعودية مع الإمارات على ما وصفته بجهود السلام في اليمن.
وكانت الوكالة تستعرض الصراع المتنامي بين الحليفتين، خصوصا في محافظة حضرموت التي قالت الوكالة ان السعودية ترى فيها امتداد لأمنها القومي في حين تسعى الامارات لإنشاء دولة موالية لها فيها.
وتشهد حضرموت، الثرية بالنفط والغاز والتي تعد أيضا مركز لراس المال اليمني، صراعات بين مرتزقة الحليفتين برزت قبل اشهر مع دفع الامارات بالمجلس الانتقالي الموالي لها لإعلان دولة حضرموت لترد السعودية باستدعاء شخصيات ومشايخ وقوى حضرمية موالية لها لإجهاض المشروع بإنشاء مجلس حكم محلي عرف بمجلس حضرموت الوطني وتم استبعاد القوى الموالية للإمارات منه.
ودفعت هذه التطورات بواشنطن لتعزيز انتشارها العسكري في المحافظة النفطية حيث شهدت المنطقة المحاذية للسعودية نشر وحدات من المارينز وتحديدا في منطقة الغرفة، إضافة إلى نشر وحدات سابقة في المكلا، العاصمة الإدارية للمحافظة.
ولم يعرف بعد أسباب تسليط الولايات المتحدة الضوء على الصراعات الإماراتية – السعودية بأهم محافظة نفطية في اليمن وما إذا كان لتبرير انتشارها عسكريا أم خشية ان يؤدي ذلك لخسارة المحافظة التي تحتفظ فيها أمريكا باستثمارات ضخمة في قطاعي النفط والغاز، لكن حديث إدارة بايدن عن خوفها من سيطرة “إيران” يشير صراحة إلى رفض واشنطن عودتها إلى صنعاء.
توتر في خليج عدن
على سياق اخر، خيم التوتر على خليج عدن، مع قرار الصين استدعاء تعزيزات عسكرية جديدة كرد على قيادة واشنطن من الهند خط اقتصادي جديد موازي لخطها “طريق الحرير الجديد”.
وأعلنت وكالة الأنباء الصينية الرسمية دفع البحرية الصينية بالأسطول الـ45 إلى خليج عدن وهو الاسطول الثاني الذي ينتشر في المنطقة في غضون سنوات قليلة. ويضم الاسطول الجديد مدمرة صواريخ وسفينة إنزال ومروحيات.
وأشارت الوكالة إلى أن الاسطول الجديد سيقوم بمرافقة السفن بمعية الاسطول الرابع والأربعين. وتزامن تحريك الصين لأسطولها إلى الخليج مع تبني واشنطن من قمة العشرين التي انعقدت مؤخرا في الهند مشروع خط اقتصادي جديد يربط الشرق بالغرب مرورا بدول خليجية وإسرائيل.
والخط الذي يربط الهند بأوروبا موازي لخط طريق الحرير الجديد الذي تبنته الصين وتهدف من خلاله للسيطرة على طريق التجارة البحرية حول العالم وبما يسمح لتصدير منتجاتها إلى سوق الدول الغربية عبر دول إقليمية ابرزها اليمن.
ومن شأن تحركات الصين العسكرية رفع وتيرة التوتر في المنطقة التي سبق لواشنطن عسكرتها وعززتها مؤخرا بنحو 3 الف جندي وسفينتي انزال وبرمائية، خصوصا في ظل محاولة واشنطن استثمار الصراع بين بكين ونيودلهي للدفع نحو تصادم بين البلدين الاكثر ازدهارا اقتصاديا والطموحان للسباق على عرش الاقتصاد العالمي المتهاوي في ظل السيادة الامريكية.