مقالات مشابهة

أمريكا أمام اخفاق عسكري كارثي.. عودة دعاية “تهريب السلاح إلى اليمن” تكشف مأزق تحالف حماية السفن الإسرائيلية

بعد فشل الإمبراطورية الأمريكية بمواجهة الهجمات اليمنية في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، التي استهدفت أكثر من ستون سفينة منذ بدء جرائم الإبادة الإسرائيلية في غزة، عادت أسطوانة “تهريب السلاح إلى اليمن”، إلى الواجهة، وهي الدعاية التي لطالما لجأ تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي، ومن بعده العدوان الأمريكي البريطاني إلى ترديدها مع كل إخفاق عسكري أمام الجيش اليمني منذ العام 2015م.

فشل كارثي

إذ كشفت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” في تقرير من البحر الأحمر أن حاملة الطائرات التابعة للبحرية الأمريكية تواجه معركة لا هوادة فيها ضد الهجمات من اليمن. وأضافت أن “الحوثيون” أطلقوا صاروخًا باليستيًا، يتحرك بسرعة تزيد عن ثلاثة أضعاف سرعة الصوت، خلال وجود مراسلنا على متن حاملة الطائرات في البحر الأحمر.

وقال الكابتن ديف ورو قائد 4 مدمرات تابعة للبحرية الأميركية في البحر الأحمر لـ”بي بي سي”: أن “الحوثيون” شكلوا التحدي الأكبر للبحرية الأمريكية في التاريخ الحديث. وأضاف الكابتن: ما نواجهه في البحر الأحمر هو التحدي الأكبر لنا منذ الحرب العالمية الثانية. فيما قال الأدميرال “مارك ميجويز” قائد المجموعة الهجومية لحاملة الطائرات الأمريكية في البحر الأحمر لـ”بي بي سي” أن الضربات التي قادتها الولايات المتحدة، بمساعدة بريطانيا، لم تردع أو توقف “الحوثيون”.

بدوره، قال الكابتن كريس هيل، قائد سفينة حربية في البحر الأحمر لـ”بي بي سي”: يحتاج البحارة إلى فترات راحة، ويحتاجون إلى العودة إلى منازلهم، ولكن ليس لدينا حتى الآن مواعيد محددة لحدوث ذلك، ونعمل على الحفاظ على معنويات الطاقم. وأضاف الكابتن كريس هيل أنه من الصعب تحديد الفوز والخسارة في هذا النوع من الصراع، ومن الصعب القول بأنه يمكن وقف كل الهجمات من اليمن. مؤكداً ان حل أزمة البحر الأحمر سيتطلب أيضًا جهودًا حكومية ودولية أوسع، باختصار سوف يتطلب أكثر من مجرد مجموعة حاملة طائرات أمريكية قوية لحل هذه الأزمة.

دعاية تحالف العدوان السعودية

حيث أطلق تحالف العدوان الأمريكي السودي الإماراتي هذه الدعاية لأول مرة بعد مضي ستة أشهر فقط إثر فشله العسكري أمام قوات صنعاء في نهاية العام 2015م، في محاولة للتشكيك والتقليل من قدرة اليمن على الإنتاج والتصنيع الحربي.

ويرى محللون أن التشكيك في قدرة اليمنيين على الإنتاج والإبداع، نابع من موروث استعلائي مهيمن على سلوك الأنظمة الحاكمة التي تورطت في العدوان على اليمن بالنيابة عن أمريكا والغرب، وقادها هذا التهور إلى وضعية محرجة نسفت كل ما روجت له على مدى عقود عن قدراتها العسكرية وجيوشها المزعومة.

وأكدوا أن هذه الأنظمة الخاضعة والخانعة للهيمنة الأمريكية تصر على عدم الاعتراف بما يشهده اليمن من متغيرات وتحولات على كافة المستويات جعلت منه بلدا مؤثرا على المستوى العسكري، ويعتمد على ترسانة صاروخية محلية التصنيع والخبرات وقيادة شجاعة ومتحررة ودعم شعبي واسع، وتجربة طويلة في الحرب مع التحالفات الدولية.

غير أن هذه الدعاية التي اضطر العدوان الأمريكي البريطاني اليوم إلى ترديدها للتغطية على هزائمه وفشله الذريع في البحر الأحمر، لم تعد تنطلي على أحد وفي المقدمة أبناء الشعب اليمني وغيرهم من أحرار العالم، كونها تتعارض مع العقل والمنطق، وتفتقر إلى أي أدلة ملموسة.

إذ لا يمكن لذي عقل أن يصدق أن هذا الكم الكبير والمهول من الصواريخ الباليستية مختلفة المديات والطائرات المسيرة التي تستخدمها القوات المسلحة اليمنية بشكل مستمر حصلت عليها عن طريق التهريب في وقت يخضع فيه اليمن لحصار بري وبحري وجوي مشدد منذ بداية العدوان عليه قبل تسعة أعوام.

كما أن من غير المعقول أو المنطقي أن تُقدِم صنعاء على الدخول في مثل هكذا حروب مفتوحة ومتطورة تواجه فيها أعتى الدول المتقدمة في العالم كالولايات المتحدة وبريطانيا وبشكل مباشر في الوقت الذي تعتمد فيه على السلاح المهرب.

ومن بين أهم الاستنتاجات والبراهين التي تدحض هذه الادعاءات هو صعوبة تهريب أسلحة ثقيلة كونها لا تتشابه مع تهريب الأسلحة الخفيفة أو حتى المتوسطة، خصوصا وأن كافة المياه اليمنية تخضع للحصار من قبل تحالف العدوان الذي لا يسمح سوى لبعض السفن بعد تفتيشها.

وأمام كل هذا التلفيق والتدليس ينظر أبناء الشعب اليمني وقيادتهم الحرة إلى مثل هذه الدعايات بسخرية ويعتبرونها إشارة واضحة لحالة اليأس والتخبط والهزيمة التي بات يعيشها العدوان الأمريكي البريطاني، وهي نفس الحالة التي وصل إليها العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي بعد أن عجز عن مواجهة الجيش اليمني ولم يحقق أيا من أهدافه المزعومة.

عودة الإسطوانة المشروخة

لذلك عادت أكذوبة “تهريب الصواريخ والطيران المسير من إيران” بشكل أكبر هذه المرة لمحاولة التقليل من شأن التطور غير المسبوق الذي أظهرته العمليات العسكرية النوعية للقوات المسلحة اليمنية في مواجهة التحالفات البحرية الأمريكية والأوروبية، واعترافات الكثير من القادة العسكريين الأمريكيين والغربيين بصعوبة المواجهات مع اليمن.

جاءت هذه الحملة أيضا للتغطية على فشل تحالف حماية السفن الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي، وتزامنا مع إعلان القيادة اليمنية منع السفن الإسرائيلية والمرتبطة بالكيان الصهيوني من المرور في المحيط الهندي وطريق رأس الرجاء الصالح، وهو القرار الذي اعتبره مراقبون “رصاصة الرحمة على تحالف حماية السفن الإسرائيلية، ورسالة لكيان العدو أنه لن ينقذه شيء من الصواريخ والمسيرات اليمنية سوى كف عدوانه وحصاره عن غزة”.

كما أن مثل هذه الترهات والأكاذيب لن تغير شيئا في الواقع اليمني، ولن يكون لها أي تأثير على قدرات اليمن العسكرية وما وصلت إليه القوات المسلحة اليمنية من تطور كبير في الإنتاج والتصنيع الحربي المحلي، لمختلف الأسلحة والذخائر والعتاد وكل ما تتطلبه المعركة مع أعداء الأمة.

ونظرا لكثرة ترديد هذه الاسطوانة من قبل وسائل الإعلام التابعة لدول العدوان والمرتزقة طيلة الأعوام الماضية، فقد سئم الشعب اليمني من سماعها وأصبح ينظر بازدراء وانتقاص إلى كل من يرددها أو يحاول إقناعه بها، في الوقت الذي تزيد احترامه وثقته بالقوات المسلحة اليمنية.

الاستخبارات الأمريكية: العمليات اليمنية مستقلة

بدورها،  أقرت وكالة الاستخبارات الأمريكية باستقلالية العمليات اليمنية في البحرَينِ الأحمر والعربي عن أي تدخل إيراني، وأن تلك العمليات لها ارتباط أَسَاسي ووثيق بما يجري في غزة من حرب وحصار صهيوني تجاوز كُـلّ الخطوط. كان ذاك بعد إعلانِ ممثلٍ سياسي أمريكي لدى البعثة الأممية عن فشل واشنطن في مواجهة العمليات اليمنية،

وذكرت مجلة (ريسبونزبل ستيت كرافت – Responsible Statecraft) الأمريكية، في تقرير لها أن وكالات الاستخبارات الأمريكية توصلت إلى نتيجةٍ خلاصتُها أن العملياتِ التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية في البحرَينِ الأحمر والعربي والمحيط الهندي، لا دخل لها بأية حسابات بين طهران وواشنطن، معترفةً بأن “العمليات اليمنية البحرية تأتي؛ بسَببِ الجرائم “الإسرائيلية” المرتكَبة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة”.

وقالت المجلة في تقرير لها: “بناء على ما دار من نقاش في جلسة استماع بمجلس الشيوخ الأمريكي بخصوص اليمن والبحر الأحمر، يشير قليلون، على سبيل المثال، إلى أن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر يجب أن تؤخذ على محمل الجد كرد فعل على تصرفات قامت بها “إسرائيل” في غزة، وليس بتوجيه من إيران أَو تقديرها”، مشيرة إلى أنّ “ارتباط اليمن بالقضية الفلسطينية كان من بين العوامل التي أفرزت وقوفَ القوات المسلحة اليمنية لمساندة الشعب الفلسطيني”.

نجاح اختبار “صاروخ يمني” فرط صوتي

من جانبها، نقلت وكالة “نوفوستي” الروسية عن مصدر عسكري مقرب من “أنصار الله” في اليمن، أن الجماعة أجرت تجربة لصاروخ فرط صوتي. تفوق سرعته سرعة الصوت وذو قوة فتاكة عالية وتستعد لإدخال مثل هذه الصواريخ في ترسانتها العسكرية.

وقال المصدر إن القوة الصاروخية اليمنية أجرت تجربة صاروخ، يعمل على الوقود الصلب، وإن سرعته تبلغ 8 ماخ (نحو 10 آلاف كلم في الساعة). مؤكداً اعتزام اليمن البدء في تصنيعه لاستخدامه أثناء الهجمات في البحر الأحمر وبحر العرب وخليج عدن ، وكذلك ضد أهداف في إسرائيل”.

وأضاف المصدر أنه “بالتزامن مع اختبار الصاروخ الأسرع من الصوت، قامت “أنصار الله” في شمال اليمن، بتحديث صواريخها وطائراتها المسيرة، وتعديل رؤوس حربية متفجرة لمضاعفة قوتها التدميرية، بعد اختبارات استمرت ثلاثة أشهر”.

وكان تحدث قائد أنصار الله عبد الملك الحوثي، الخميس، الأسبق، عن جهود الحركة لإنتاج صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت، قائلاً إن “أعدائنا وأصدقائنا وشعبنا سيرون مستوى من الإنجاز ذو أهمية استراتيجية سيضع بلادنا في مصاف الدول القليلة ”في هذا العالم”.

تطور متجدد

لم يكن وصول اليمن إلى هذا المستوى المتطور والنوعي في المجال العسكري وليد اللحظة بل كان نتاج تجارب وخبرات تراكمية تمتد لأكثر من تسع سنوات من الحرب والمواجهة والتصدي لمكائد الأعداء، والتي ساعدت البلد على الابتكار وتحويل التحديات إلى فرص بأيدي وخبرات يمنية.

وتؤكد القيادة في صنعاء أن اليمن بات ينتج كل أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وحتى الأسلحة والصواريخ المتطورة وبعيدة المدى.. لافتة إلى أنه يتم إنتاج كل الأسلحة ابتداء من المسدس والكلاشنكوف والمدفع إلى الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة بمختلف مدياتها.

وذكرت القيادة أكثر من مرة أن اليمن بات يصنع كل أسلحة المشاة والأسلحة المتوسطة وحتى الأسلحة المتطورة.. مؤكدة أن مستقبل التصنيع في اليمن عسكريا ومدنيا واعد ومبشر، وأن اليمن يصنع ما تعجز الكثير من الدول عن تصنيعه.