مقالات مشابهة

مجازر إبادة جديدة الى جانب الجوع والمرض.. أوضاع كارثية في غزّة جراء حرب الإبادة الإسرائيلية

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، اليوم الإثنين، ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 33207 شهيدًا و75933 مصابًا منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

وفي بيان لها، اليوم، لفتت وزارة الصحة إلى أنّ “الإحتلال الإسرائيلي ارتكب مجازر جديدة ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 32 شهيدًا و47 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية”. وقالت إنّ “عددًا من الضحايا لا يزالون تحت الركام، وفي الطرقات، يمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم”.

أكثر من كارثي

بدورها، أدانت وكالات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات إغاثية أخرى الحصيلة المدمّرة الناجمة عن 6 أشهر من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وحذّرت من أن الوضع في القطاع “أكثر من كارثي”.

وأعرب الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، جاغان تشاباغين، يوم أمس الأحد، عن قلقه إزاء تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، حيث شهد القطاع “6 أشهر من التصعيد المروع”، محذرًا من أنه “جرى التخلّي عن الإنسانية”.

وأشار تشاباغين، في منشور له على منصة “إكس”، إلى أن الاتحاد الدولي “لا يقف إلا إلى جانب الإنسانية”، ودعا إلى وصول المساعدات دون عوائق إلى قطاع غزة، وحماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني والعاملين في مجال الرعاية الصحية ومرافقهم.

وقال تشاباغين، في منشوره، إنه منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي “فقد الاتحاد الدولي 18 عضوًا، وهو أمر غير مقبول”.

ومع اقتراب المجاعة، وانتشار الأمراض، وزيادة الإصابات الصادمة، حثّت منظمة الصحة العالمية على حماية المرافق الصحية المتبقية في غزة على الفور، وحماية العاملين في المجال الصحي والإنساني، وفتح معابر برية إضافية للسماح بالوصول إلى شمال غزة، وطالبت بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى قطاع غزة وعبره، داعيةً إلى وقف إطلاق النار الفوري.

من جهته، أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن بدء حركة “حماس” لعملية “طوفان الأقصى”، “لا يبرر القصف والحصار المروع المتواصل على القطاع، وتدمير إسرائيل للنظام الصحي في غزة، وقتل وجرح وتجويع مئات آلاف المدنيين، بما في ذلك عمال الإغاثة”.

وأضاف في تصريحات على منصة “إكس” أن الحرمان من الاحتياجات الأساسية، مثل الغذاء والوقود والصرف الصحي والمأوى والأمن والرعاية الصحية، هو أمر غير إنساني ولا يمكن تحمّله.

تدمير المرافق الصحية يزيد المعاناة

وبحسب منظمة الصحة العالمية، هناك 10 مستشفيات فقط تعمل بشكل جزئي في القطاع من أصل 36 مستشفيات رئيسية.

وتمكنت بعثة المنظمة وشركاؤها، الأسبوع الماضي، من الوصول إلى مجمع الشفاء الطبي الذي كان في السابق العمود الفقري للنظام الصحي في غزة، حيث دمّر الاحتلال معظم المباني في المجمع على نطاق واسع، وتضررت معظم الأصول وتحوّلت بعضها إلى رماد.

وقالت بعثة منظمة الصحة العالمية إن فكرة “استعادة الحد الأدنى من الوظائف في مستشفى الشفاء على المدى القصير تبدو غير قابلة للتصديق”. مشيرةً إلى أن الفريق شهد أثناء جولته في المجمّع “خمس جثث على الأقل خلال المهمة”.

ولفت الفريق إلى أن الجهود التي بذلتها منظمة الصحة العالمية وشركاؤها أخيرًا، لدعم إحياء الخدمات الأساسية في مستشفى الشفاء، “ضاعت الآن” و”حُرم الناس مرة أخرى من الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية المنقذة للحياة”.

وعبّر غيبريسوس، بشكل خاص، عن غضبه إزاء عدد الشهداء والإصابات الخطيرة لآلاف الأطفال في غزة، معتبرًا أنها ستظل وصمة عار على الإنسانية. مضيفًا أن “ما تشهده غزة من اعتداء على الأجيال الحالية والمستقبلية يجب أن ينتهي”.

بدورها، أشارت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، كاثرين راسل، إلى أن أكثر من 13 ألف طفل استشهدوا في العدوان الإسرائيلي على غزة، وفقًا للتقارير.

وأفادت راسل في منشور على منصة “إكس”، أول من أمس السبت، بأن المنازل والمدارس والمستشفيات تحوّلت إلى ركام. وأن مدرّسون وأطباء وعاملون في المجال الإنساني قد قتلوا، وسط تخوفات من مجاعة وشيكة. وتابعت أن “مستوى وسرعة الدمار غير مسبوق وصادم، وأن الأطفال بحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار”.

ويأتي هذا، في وقت بات سكان غزة ولا سيّما محافظتَي غزة والشمال على شفا مجاعة، جرّاء استمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي لليوم الـ185 وفرض قيوده على دخول المساعدات، وسط شحّ شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليونَي فلسطيني من سكان القطاع الذي تحاصره “إسرائيل” منذ 17 عامًا.