مقالات مشابهة

طلاب الجامعات حول العالم ينضمون للحراك المطالب بوقف إطلاق النار في غزة والمندد بجرائم الاحتلال والتواطئ الغربي

واصل طلاب في عدة جامعات حول العالم أغلبها أوروبية احتجاجهم ضد دعم بلدانهم للحرب على غزة ونصرة للقضية الفلسطينية ودعما لقطاع غزة في وجه العدوان.

ونظّم الطلاب في مختلف الجامعات فعاليات ومظاهرات حاشدة للتعبير عن رفضهم لسياسات وممارسات الاحتلال الوحشية ورفعوا الأعلام الفلسطينية ولافتات منددة بالعدوان على غزة، مرددين شعارات تدعو إلى الحرية والعدالة للشعب الفلسطيني.

وإلى جانب التنديد بالعدوان، عبّر الطلاب عن رفضهم القاطع لسياسات التطبيع مع الاحتلال التي تمارسها بعض الدول العربية. ونددوا بزيارات المسؤولين العرب لتل أبيب وطالبوا بقطع العلاقات معها ومقاطعة بضائعها.

وقالت إدارة شرطة نيويورك إن ضابط شرطة أطلق النار بطريق الخطأ من بندقيته على حرم جامعة كولومبيا أثناء إبعاد المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين عن أحد المباني الثلاثاء الماضي.

وعقدت شرطة نيويورك مؤتمرا صحفيا الجمعة لمعالجة هذه القضية، بعد أيام من الانتقادات لعدم الإعلان عن الحادث عندما وقع قبل ثلاثة أيام، بعد العثور على الرصاصة في جدار مجاور. وقال مسؤولون في المدينة إن الأمر قيد التحقيق.

وتأتي التصريحات بعد يوم من اجتياح رجال الشرطة، الخيم التي أقيمت في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، مستخدمين القنابل الضوئية ومعدات مكافحة الشغب لاختراق صفوف المتظاهرين.

وأفادت شرطة لوس أنجلوس على وسائل التواصل الاجتماعي باعتقال 210 أشخاص في جامعة كاليفورنيا، كما جرى اعتقال المئات في جامعات أخرى خلال يوم الخميس.

وأفادت شبكة سي إن إن الأمريكية، بأن جامعة “نيو سكول” في مدينة نيويورك، تحولت إلى التعلم عبر الإنترنت الجمعة، بعد الاحتجاجات في الحرم الجامعي التي أسفرت عن اعتقال 44 شخصاً، وفقًا للمتحدثة باسم الجامعة إيمي مالسين.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الاحتجاجات المستمرة في الجامعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة بشأن الحرب في غزة لم تدفعه إلى إعادة التفكير في السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط.

وكان بايدن يتحدث بعد اعتقال أكثر من 200 متظاهر، عندما فرقت الشرطة مخيم احتجاج في حرم جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس الخميس.

وقال بايدن إنه سيدافع دائما عن الحق في حرية التعبير، لكنه حث المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين على احترام سيادة القانون.

واحتشد الطلاب أو نصبوا خياماً في عشرات الجامعات الأمريكية في الأيام الأخيرة، احتجاجاً على الحرب الإسرائيلية على غزة، داعين إلى وقف إراقة الدماء، ومطالبين بسحب الاستثمارات من الشركات التي تدعم الحكومة الإسرائيلية.

وساعدت الاحتجاجات في جامعة كولومبيا في إثارة حركة طلابية أمريكية أكبر، بعد أن استعدت رئيسة الجامعة مينوش شفيق شرطة مدينة نيويورك للتدخل وإنهاء اعتصام الطلاب، الذين قالت إنهم رفضوا المغادرة وخلقوا “بيئة مضايقة ومخيفة” للعديد من زملائهم.

ورصدت بي بي سي ما يقرب من 140 احتجاجاً أو معسكراً في حرم الجامعات، احتجاجاً على الحرب في غزة.

المكسيك

امتدت المظاهرات الطلابية التضامنية مع الفلسطينيين في أنحاء العالم، لتصل إلى الجامعات في المكسيك وفرنسا وسويسرا وأستراليا وحتى الهند.

ففي المكسيك التي تقع جنوب الولايات المتحدة، تجمع عشرات الطلاب المؤيدين للفلسطينيين من الجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك (UNAM)، أكبر جامعة في البلاد، تضامناً مع الاحتجاجات المماثلة التي تحدث في الجامعات الأمريكية.

وأقام الطلاب خياماً خارج المقر الرئيسي لجامعة المكسيك في مكسيكو سيتي، ورفع الطلاب الأعلام ورددوا شعارات “عاشت فلسطين حرة”، مطالبين حكومة بلادهم بقطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع إسرائيل.

كما أفادت التقارير باعتقال 16 شخصا أثناء احتجاجهم في جامعة نيو مكسيكو.

كندا

أقام الطلاب في أهم الجامعات الكندية، ومنها جامعة تورنتو، وجامعة كولومبيا البريطانية في فانكوفر، وجامعة ماجيل في مونتريال، مخيمات احتجاجية بدءاً من يوم الخميس، مطالبين بقطع العلاقات مع الشركات الإسرائيلية.

ففي صباح الخميس، أقام طلاب جامعة تورنتو مخيماً في حرم الجامعة بوسط المدينة، حيث تجمع نحو 100 متظاهر في عشرات الخيام.

وبحسب بيان صادر عن المنظمين، فإن المخيم سيبقى حتى تكشف الجامعة عن استثماراتها، وتسحب استثماراتها من أي شيء “يدعم الفصل العنصري الإسرائيلي والاحتلال والاستيطان غير القانوني لفلسطين”، وتنهي الشراكات مع بعض المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية.

وقالت إحدى المتظاهرات لرويترز بجامعة تورنتو إنهم باقون لحين تلبية مطالبهم، مضيفة أنه “إذا كان الاضطراب العام هو السبيل الوحيد لإيصال صوتنا، فنحن على استعداد للقيام بذلك”.

وقال رئيس وزراء كيبيك، فرانسوا ليجولت، يوم الخميس، إنه ينبغي تفكيك الخيم في جامعة ماكجيل في مونتريال، حيث طلبت الجامعة تدخل الشرطة، ولم تتدخل سلطات إنفاذ القانون لإخلاء المخيم، وقالت في بيان مساء الخميس إنها تراقب الوضع.

بريطانيا

نظم الطلاب المؤيدون للفلسطينيين احتجاجات في الجامعات في جميع أنحاء المملكة المتحدة، بعد المظاهرات العارمة التي شهدتها الجامعات في الولايات المتحدة.

وأنشأ الطلاب معسكراً في ساحة جامعة وارويك في مدينة كوفنتري لمدة أسبوع، كما نصب طلاب في ليدز ونيوكاسل وبريستول خياماً خارج مباني الجامعات الأربعاء، احتجاجا على الحرب في غزة.

وكتبت حملة التضامن مع فلسطين، وهي منظمة مقرها المملكة المتحدة تقول إنها أكبر مجموعة بريطانية “مكرسة لتأمين حقوق الإنسان الفلسطينية”، على موقع إكس، إن طلاباً من ليدز ونيوكاسل وبريستول وشيفيلد انضموا إلى وارويك، مطالبين بأن تتوقف الجامعات عن “الاستثمار في الإبادة الجماعية الإسرائيلية”.

وقال طلاب بريستول إنهم نظموا هذا العمل “احتجاجاً على تواطؤ الجامعة في الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين”.

وقال أعضاء “أبارتايد أوف كامبوس” في جامعة نيوكاسل، والذين يعرفون أنفسهم بأنهم “شبكة مستقلة يقودها الطلاب، تدافع عن حقوق الفلسطينيين وإنهاء تواطؤ جامعات المملكة المتحدة مع الفصل العنصري الإسرائيلي”، إن مظاهرتها كانت “لتسليط الضوء على استراتيجية الاستثمار للمؤسسة وتواطؤها في جرائم الحرب التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في غزة والضفة الغربية”.

وفي كلية لندن الجامعية، نصب الطلاب البريطانيون ما يقرب من 15 خيمة الخميس، وطالبوا بسحب الاستثمارات من الشركات التي تزود إسرائيل بالسلاح، وإدانة جرائم الحرب الإسرائيلية، والتعهد بإعادة بناء جامعات غزة.

فرنسا

قام الطلاب في العديد من الجامعات الفرنسية، ومنها جامعة ساينس بو وجامعة السوربون، بإغلاق أو بالاعتصام في جامعاتهم اجتجاجاً على الحرب في غزة.

وأصبحت جامعة “ساينس بو” التي تقع وسط باريس، مركزاً لاحتجاجات الطلاب الفرنسيين بشأن الحرب والعلاقات الأكاديمية مع إسرائيل، والتي انتشرت في جميع أنحاء فرنسا. وأغلقت الجامعة أبوابها الجمعة، وسط تواجد مكثف للشرطة حول المبنى الرئيسي.

وشوهدت الشرطة الفرنسية وهي تدخل المبنى الرئيسي لجامعة ساينس بو، بعد أن نظمت مجموعة من الطلاب الغاضبين من الحرب في غزة اعتصاما.

وأفادت رويترز بأن الشرطة دخلت المباني وأخرجت العديد من المتظاهرين الذين بلغ عددهم 70 شخصاً بالداخل، فيما وصفه الطلاب بتضيق الخناق على المتظاهرين.

جاء ذلك بعد أن رفض رئيس جامعة “ساينس بو” المرموقة في باريس، والتي من بين خريجيها الرئيس إيمانويل ماكرون، مطالب المحتجين بتشكيل مجموعة عمل للتحقيق في علاقاتها بالجامعات الإسرائيلية، ما دفع بعض الطلاب إلى التهديد بإضراب عن الطعام.

وقال الرئيس المؤقت للجامعة جان باسير، إن الجامعة بحاجة إلى النظر في ما إن كان ينبغي لها “اتخاذ مواقف بشأن القضايا السياسية الكبرى” ولكن مراجعة سياسات الجامعة لم يكن على جدول الأعمال.

ونشرت ما أطلق عليها “لجنة فلسطين” في الجامعة، منشوراً على موقع إنستغرام، يدعو إلى “وقف أي شراكات أو تعاون مع المؤسسات أو الكيانات التي تدعم الأيديولوجيات الصهيونية، التي تديم القمع والظلم المنهجي ضد الشعب الفلسطيني”.

وأفادت التقارير المحلية بأن نحو 100 طالب في فرع جامعة ساينس بو في مدينة غرونوبل، أغلقوا خط الترام، ونظموا اعتصاماً مطالبين الجامعة “بتعليق شراكتها” مع جامعة بن غوريون في النقب الإسرائيلية.

وقال رئيس اتحاد طلاب غرونوبل، روبنسون روسي، لصحيفة لوموند، إن الجامعة، “تقدم مِنحاً خاصة ومساعدات مالية للطلاب الملتحقين بالجيش” في إسرائيل.

وتعد الخدمة العسكرية إلزامية في إسرائيل لجميع الرجال والنساء فوق سن 18 عاما.

أستراليا

نشئ أول مخيم أسترالي مؤيد للفلسطينيين في جامعة سيدني الثلاثاء الماضي، لتمتد الاحتجاجات إلى الجامعة الوطنية الأسترالية، وجامعة كوينزلاند، وجامعة ملبورن، وجامعة موناش، وجامعة كيرتن.

وتظاهر مئات المحتجين على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أمام جامعة سيدني، إحدى جامعات أستراليا الكبرى، الجمعة، مطالبين بسحب استثماراتها من الشركات التي لها علاقات بإسرائيل، في حركة مستوحاة من الحراك الطلابي الذي يجتاح الجامعات الأمريكية.

وأقام الناشطون المؤيدون للفلسطينيين مخيماً خارج القاعة الرئيسية في الجامعة، مطالبين بسحب استثماراتها من الشركات التي لها علاقات مع إسرائيل، مرددين دعوات الطلاب في الولايات المتحدة وكندا وفرنسا.

وقال أحد المتظاهرين لرويترز، والذي شارك وهو يحمل ابنه ذا العامين في حشد يضم أكثر من 300 محتج، إنه جاء ليؤكد أن الأمر لا يقتصر على الطلاب الغاضبين من الممارسات الإسرائيلية في غزة.

وفي الجامعة الوطنية الأسترالية، قام متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين بزراعة شجرة زيتون في مروج الحرم الجامعي.

وقال نائب مستشار جامعة سيدني، مارك سكوت، لوسائل الإعلام المحلية الخميس، إن الاعتصام المؤيد للفلسطينيين يمكن أن يبقى في الحرم الجامعي.

وخيم المتظاهرون المؤيدون للفلسطينيين لمدة عشرة أيام في حديقة خضراء أمام صرح جامعة سيدني المترامي الأطراف من الحجر الرملي القوطي، معقل للأكاديميين الأستراليين.

وأصبحت عشرات الخيام المزينة باللافتات والأعلام الفلسطينية، نقطة محورية لمئات المتظاهرين من الطلاب وغيرهم، ممن يعارضون الممارسات الإسرائيلية في غزة.

وقال المتظاهرون المؤيدون للفلسطينيين إن الحكومة لم تفعل ما يكفي للدفع من أجل السلام، وقادوا الحشد في هتافات ضد رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز وحكومته.

سويسرا

في لوزان ثاني أكبر مدينة سويسرية، اعتصم نحو مئة في مدخل مبنى جيوبوليس في جامعة لوزان في وقت متأخر من الخميس.

وقال المتظاهرون إن الجامعات السويسرية متورطة بشكل غير مباشر في الصراعات في الشرق الأوسط من خلال التعاون القائم، منتقدين البرامج التعاونية التي تعزز التبادلات مع إسرائيل.

ووفقاً لتقارير محلية، دعا الطلاب إلى مقاطعة أكاديمية للمؤسسات الإسرائيلية، وحثوا على وقف فوري ودائم لإطلاق النار لأعمال العنف.

وأوضح المنظمون في بيان لهم أن هذا الخطوة تأتي على غرار ما يحدث في جامعات كندا والولايات المتحدة وفرنسا، رافعين الأعلام الفلسطينية.

وأضاف البيان “عملنا عفوي، لا يوجد قائد. الذين اعتصموا في مبنى الجامعة يرفضون أن يكونوا متواطئين في الإبادة الجماعية الاستعمارية التي ينفذها نظام الفصل العنصري الإسرائيلي”.

الهند

نظم الطلاب في جامعة جواهرلال نهرو JNU المرموقة في نيودلهي، احتجاجات تضامنية مع طلاب كولومبيا المحتجين في الولايات المتحدة، بالتزامن مع زيارة متوقعة للسفير الأمريكي لدى الهند إريك جارسيتي للحرم الجامعي، والتي تأجلت.

وجاء في بيان صادر عن اتحاد طلاب الجامعة في 29 أبريل/نيسان أن “مقر الجامعة لن يوفر منصة للإدارات والموظفين الذين يمثلون الدول المتواطئة في الإرهاب والإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل”.

وتعد الجامعة الهندية إحدى الجامعات الرائدة في البلاد، التي كانت في طليعة العديد من الحركات الاحتجاجية، ومنها مظاهرات عام 2019 ضد قانون مثير للجدل يقول النقاد إنه يميز ضد المسلمين.

كما أعرب حزبان سياسيان طلابيان في جامعة الجامعة الملية الإسلامية في نيودلهي عن تضامنهما مع المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين.

وقال بيان صادر عن اتحاد الطلاب التابع للحزب الشيوعي الهندي: “إننا ندين أيضاً الموقف الذي اتخذته حكومتنا بقيادة حزب بهاراتيا جاناتا في دعم إسرائيل، والذي ينحرف عن موقف الهند التاريخي”.

وانطلقت هذه الهبّة من جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك الأميركية، وسرعان ما انتقلت شعلتها إلى مئات الجامعات في مختلف أنحاء العالم، ووصلت إلى اليابان وإسبانيا وإنجلترا وغيرها من الدول، لتشكل موجة من التضامن الطلابي غير المسبوقة.

ولاقت هذه الحركة الطلابية تفاعلًا واسعًا من قبل مختلف فئات المجتمع المدني في العالم وأشاد العديد من الشخصيات السياسية والمثقفين في منصات التواصل الاجتماعي بموقف الطلاب الداعم للقضية الفلسطينية، وعبّروا عن تضامنهم مع نضال الشعب الفلسطيني.

وعبر وسم (هشتاغ) #طوفان_جامعات_العالم و #طوفان_الجامعات وجه كثيرون التحية للطلاب لحرصهم على مناصرة فلسطين رغم ما يواجهونه، واحتمالية تضرر مسيرتهم التعليمية والمهنية.