نشر موقع newsfrol الروسي مقالا بعنوان الحوثيون هم “قوة عظمى” تحدت الولايات المتحدة حقًا، تطرق فيه إلى بروز اليمن كقوة عظمى تتحدى هيمنة الولايات المتحدة. وقال: بناءً على أحدث الأخبار، يبدو أن القوة العظمى التي تحدت الهيمنة العالمية ليست الصين ولا روسيا، بل هي حركة “أنصار الله” المعروفة أيضًا باسم الحوثيين من اليمن. إنها القوة الحقيقية! يتسابق جميع اللاعبين العالميين للتفكير في الانضمام إلى الولايات المتحدة أم إلى الحوثيين.
ويتصاعد الارق الأمريكي، كحال الحلفاء العرب والغربيين من تنامي دولة اليمن عالميا في ظل الحديث عن لعبه دور بارز برسم “الشرق الأوسط الجديد” في ظل التوقعات بإمكانية نقل قيادة المحور إلى قائده عبدالملك الحوثي، وهذه الخطوة قد تفتح افاق للتعاون مستقبل ليس مع الصين وروسيا فحسب بل ومع دول أخرى وهذا بحد ذاته مصدر قلق ورعب لأمريكا التي ظلت إبقاء هذا البلد الاستراتيجي عند خطوط معينة من الضعف والتبعية لعقود من الزمان.
الحوثي قائداً لمحور المقاومة
وثمة رعب غير مسبوق من الحوثي أو بالأحرى كما يعترف المنظرين السعوديين من تصدره قيادة المحور وهم يقصدون بذلك محور المقاومة من اليمن إلى فلسطين والعراق ولبنان وسوريا وحتى ايران. وحتى وقت قريب كان حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، ابرز قادة المحور، لكن وقد نجحت تلك الدول باغتياله يدور الرعب الان من الحوثي. فالحوثي لا يلتزم بقواعد اشتباكات ويرفضها من أساسها وإذ وعد صدق وان ضرب دمر، ولو وضع هدفا في راسه لن يتوان حتى النيل منه ولو كانت أمريكا بجلالة اساطيلها.
ومن الرياض إلى تل أبيب وصولا إلى واشنطن ومرورا بعواصم غربية يتداول اسم قائد أنصار الله عبدالملك الحوثي كاهم ملف حاليا من قبل هذا المحور، وفي تقرير لها، أكدت هيئة البث الألمانية “دي دبليو” بان حركة أنصار الله في اليمن تتجه لإعادة تشكيل خارطة الشرق الأوسط، فهي الانشط من بين فصائل المحور والأكثر تأثيرا حاليا في إشارة إلى العمليات اليمنية المساندة لغزة.
لم يكن التقرير مجرد تغطية إعلامية عابرة بل ضمن سناريو كبير باتت يقلق العواصم الحليفة للاحتلال الإسرائيلي سواء في واشنطن او الغرب وحتى الشرق الأوسط. بدأت السعودية الامر باستدعاء وزير الخارجية الإيراني وتقديم عرض مغري مقابل تحييد اليمن وكل املها منع تصدر اليمن لمشهد المقاومة، تلاها الاحتلال الإسرائيلي بوضع قائد انصار الله على لائحة أهدافه الاستراتيجية بعد ان ظل يضع اهداف أخرى كاستعادة الاسرى وتفكيك حماس وانظمت واشنطن بالتلميح لتصعيد داخلي عبر دعم الفصائل التابعة لها جنوب البلاد إضافة إلى حراك غربي برز باللقاءات التي يجريها سفراء دول غربية وعلى راسهم فرنسا وألمانيا مع حكومة عدن.
تلك المخاوف الغربية والعربية وحتى الإسرائيلية مبررة، وبناء على تجارب مريرة خاضتها تلك الدول مجتمعة ضد اليمن وفشلت على مدى نحو عقد من الزمان من تقليص قدرات البلد العسكرية او اختراق الكتلة الصلبة له وحتى الوصول إلى قائده عبدالملك الحوثي.
اليمن قوة إقليمية
ويرى الخبير العسكري العقيد رشاد الوتيري أن “اليمن برزت قوة إقليمية تمتلك عنصر المفاجأة والترويع والصدمة، وهو ما جعل الإسرائيلي والأميركي والبريطاني محاصرا في البحر الأحمر، ويبدو عاجزا عن حماية سفنه وبوارجه الحربية، وينفّذ عدوانه على اليمن لفرض الهيمنة والانتقام، ويتحدث عن تقويض قدرات قواتنا المسلحة”.
وحذر الوتيري من اشتعال حرب عالمية ثالثة “ما دامت أميركا وبريطانيا وحلفاؤهما يعتدون على شعوب المنطقة العربية، ويواصلون دعم حرب الكيان الصهيوني على قطاع غزة وارتكاب جرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني”.
من جهته أشار العميد عابد محمد الثور، أحد كبار ضباط دائرة التوجيه المعنوي بالقوات المسلحة في صنعاء، إلى أن “القوات الأميركية أينما حاولت الوجود في البحر الأحمر ستكون بوارجها وأساطيلها أهدافا سهلة. ونحن لا نريد رفع مستوى التصعيد العسكري في المنطقة؛ لأنه ليس في صالحنا ولا في صالح أميركا التي تسعى الآن لتوريط دول أخرى في العالم”.
وقال العميد عابد الثور في حديث للجزيرة نت “لقد حذّرنا الدول المشاطئة في البحر الأحمر بألا تسمح باستخدام مياهها الإقليمية أو أجوائها في العدوان على بلادنا، وإذا سمحت بذلك سنتعامل مع هذه الدول على أنها طرف في المعركة والحرب”.
غرفة عمليات مشتركة في الشرق الأوسط
على ذات السياق، ومع بدء مناورات روسية – صينية بالمحيط الهادي حول مكافحة الغواصات التي باتت بمثابة راس حربه أمريكية في المنطقة مع طرد أساطيلها التي تضم حاملات طائرات ومدمرات بفعل العمليات اليمنية، وسط حديث من الطرفين عن توجه لإنشاء اول غرفة عمليات مشتركة في الشرق الأوسط، تصاعدت المخاوف الامريكية من احتمال انفتاح تلك الدول على اليمن،
وفي تقرير جديد لصحيفة “وول استريت جورنال الأمريكية”، تحدثت مصادر في البيت الأبيض عن توجه صيني جديد لإبرام صفقة مع اليمن يتضمن تأمين الملاحة في البحر الأحمر. المصادر ذاتها أكدت بان الصين استفادت من عمليات من وصفتهم بـ”الحوثيين” لكبح المنافسة الأمريكية وكان ذلك ابرز دوافعها لعدم الانخراط في تحالف أمريكي لحماية إسرائيل بالبحر الأحمر. لم تكشف الصحيفة مضمون الاتفاق المرتقب بين صنعاء وبكين رغم ان الحديث عنه يأتي في وقت أبدت الصين اهتمام بالصواريخ اليمنية الجديدة والتي أثبتت فاعليتها في تجاوز الدفاعات الأمريكية والغربية والإسرائيلية مجتمعة وحققت أهدافها بعناية فائقة.
والحديث الأمريكي عن تقارب يمني صيني، ليس الأول من نوعه، فقد سبق لأمريكا وان تحدثت أيضا عن تقارب يمني – روسي مع توجه الأخيرة لعرض صفقات تسليح مع من وصفتهم أيضا بـ”الحوثيين” وهذه أيضا تعد امتداد لتسريبات أمريكية حول تعاون بين الطرفين رغم حديث قيادات في صنعاء بان الروس لا يزالون يربطون اي تعاون بمدى انسجامه مع أهدافهم وهو امر غير مقبول.
اليمن قوة جديدة عظمى تغير استراتيجيات وتحالفات العالم وتتحدى أمريكا
وأوضح موقع “newsfrol الروسي” أن الأحداث الأخيرة أظهرت أن “أنصار الله”، أو الحوثيين، قادرون على ممارسة تأثير كبير على العلاقات الدولية والسياسة العالمية. أفعالهم ضد الأعداء القويين والمجهزين جيدًا أظهرت للعالم أن حتى القوة الصغيرة والمجهولة قد تتحدى النظام العالمي.
وأكد نجاح الحوثيون في جذب الانتباه بضرباتهم الجريئة والمفاجئة للأهداف الاستراتيجية في المنطقة. هجماتهم على البنية التحتية لصناعة النفط في المملكة العربية السعودية، وكذلك على أهداف أخرى مهمة، أظهرت قدرتهم على تقويض الاستقرار في المنطقة والتأثير على الأسواق العالمية. هذا أثار قلقًا لدى العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة، التي تضطر لمراعاة هذه القوة الجديدة في حساباتها الجيوسياسية. بالإضافة إلى ذلك، أظهر الحوثيون مرونة مذهلة وقدرة على القتال في ظروف معقدة. استراتيجيتهم وتكتيكاتهم، التي تستهدف استخدام أساليب الحرب غير المتماثلة، كانت فعّالة للغاية ضد أعداء أقوياء. هذا يجعل العديد من الخبراء يفكرون في إعادة النظر في النهج التقليدي للحرب وتقييم قدرات القوى المختلفة.
وأكد الموقع في ختام المقال انه لا عجب أن اللاعبين العالميين الآن مضطرون لإعادة تقييم استراتيجياتهم والتحالفات. يصبح السؤال حول الانضمام إلى الولايات المتحدة أو الحوثيين أكثر أهمية. يمكن أن يكون هذا الاختيار له تأثير كبير على تطور العلاقات الدولية وتوازن القوى في المنطقة. لكنه أوضح انه في ظل التغيرات الجيوسياسية المتسارعة، تسعى العديد من الدول إلى اتخاذ موقف محايد، حيث يتم تقدير المخاطر والفوائد المحتملة من التعاون مع إحدى الجانبين. في الوقت نفسه، يستمر الحوثيون في تعزيز مواقعهم وتوسيع تأثيرهم، مما يظهر للعالم أن القوة والعزيمة قد تكون أهم من التفوق العددي والقوة التكنولوجية.
وتمر منطقة الشرق الأوسط بحرب أشعلتها المقاومة الفلسطينية بـ”طوفان الأقصى” ضد كيان العدو الإسرائيلي المحتل لأراضيها، والتي أسرعت أمريكا ودول الغرب لدعمها بغية تدمير حماس ورسم شرق أوسط جديد تديره كيان العدو إسرائيل، إلا أن المعركة لم تعد لصالحه، فقد أسرع محور المقاومة من لبنان واليمن وسوريا والعراق باسناد غزة وغيرت مجرى المعركة، وبرز اليمن بجرئة وقوة هزمت أمريكا في البحر الأحمر وكبلت الاقتصاد الإسرائيلي وعجزت الأساطيل الأمريكية والغربية عن كسر الحصار اليمني، إضافة الى ذلك، فقد تجاوز صواريخ ومسيرات اليمن الدفاعات لجوية الأمريكية والعربية والغربية والإسرائيلية لتصل الى قلب “تل أبيب” عاصمة الصهاينة المحتلة وتستهدف أهداف عسكرية حساسة باصابات دقيقة.