تتصدى القوات المسلحة السورية لهجوم كبير تشنه الجماعات الارهابية على محاور واسعة على جبهتي حلب وادلب. واعلن الجيش السوري أن التنظيمات الإرهابية تشن بآلاف الإرهابيين الأجانب وبالأسلحة الثقيلة وأعداد كبيرة من الطائرات المسيرة، هجوماً واسعاً من محاور متعددة على جبهتي حلب وإدلب.
وأوضحت القوات المسلحة السورية أنها تخوض معارك شرسة في مختلف نقاط الاشتباك الممتدة على شريط يتجاوز 100 كم لوقف تقدمها، وارتقى خلال المعارك العشرات من رجال قواتنا المسلحة شهداء وأصيب آخرون. وأشار البيان إلى أن الأعداد الكبيرة للإرهابيين وتعدد جبهات الاشتباك دفعت بقواتنا المسلحة إلى تنفيذ عملية إعادة انتشار هدفها تدعيم خطوط الدفاع بغية امتصاص الهجوم، والمحافظة على أرواح المدنيين والجنود، والتحضير لهجوم مضاد.
ومع استمرار تدفق الإرهابيين عبر الحدود الشمالية وتكثيف الدعم العسكري والتقني لهم، تمكنت التنظيمات الإرهابية خلال الساعات الماضية من دخول أجزاء واسعة من أحياء مدينة حلب دون أن تتمكن من تثبيت نقاط تمركز لها بفعل استمرار توجيه قواتنا المسلحة لضربات مركزة وقوية، وذلك ريثما يتم استكمال وصول التعزيزات العسكرية وتوزيعها على محاور القتال استعداداً للقيام بهجوم مضاد.
استهداف تجمعات الإرهابيين في حلب
وأكد الجيش السوري أن ”هذا الإجراء الذي اتخذته هو إجراء مؤقت وستعمل بكل الوسائل الممكنة على ضمان أمن وسلامة أهلنا في مدينة حلب، وستواصل عملياتها والقيام بواجبها الوطني في التصدي للتنظيمات الإرهابية لطردها واستعادة سيطرة الدولة ومؤسساتها على كامل المدينة وريفها”.
في هذا الوقت واصل الطيران الحربي السوري والروسي استهدافه لتجمعات وأرتال الجماعات المسلحة المشاركة في الهجوم الكبير الذي تشنه على مدينة حلب وريفها الغربي. وأفادت مصادر اعلامية أن الطائرات الحربية قصفت رتل عربات ضخم للمجموعات المسلحة أثناء تراصفها في محيط دوار الباسل تمهيدا لدخولها حي الفرقان غرب مدينة حلب، وكبدتهم خسائر فادحة
أما خلال الساعات الأولى من فجر الجمعة، فاستهدف الجيش السوري خطوط الإمداد للجماعات المسلحة في ريفي حلب وإدلب، والتي تتوافد عبر المعابر مع تركيا. يأتي ذلك بعدما بدأ الجيش السوري بامتصاص الهجمة القوية التي نفّذتها المجموعات المسلحة في ريفي حلب وإدلب، بحيث شنّ هجوماً معاكساً في اتجاه المواقع التي سيطرت عليها الجماعات المسلحة في جنوبي شرقي إدلب.
وكبّدت القوات السورية الإرهابيين خسائر كبيرةً، شملت 400 قتيل، على الأقل، وفقاً لما أعلنه نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا، أوليغ إيغناسيوك، الذي شدّد على أنّ الجيش السوري “يقاتل بشراسة، بدعم من القوات الجوية الروسية”.
الارهابيون يفرضون حظر تجوال على السكان
ويسود هدوء حذر، اليوم السبت في محاور مدينة حلب ولا سيما بعد دخول الجماعات المسلحة إلى الأحياء الغربية للمدينة، فيما يستمر الطيران الحربي السوري باستهداف المسلحين. وقالت مصادر صحفية إنّ “الجماعات الإرهابية المسلحة انتشرت في نحو 60% من مساحة حلب”، موضحة أنّهم “يفرضون حظراً للتجوال على السكان في مناطق انتشارهم حتى إشعارٍ آخر”.
وأكّدت أنّ “الجيش السوري أعاد الانتشار في اتجاه مطار حلب للحفاظ على المدينة من الدمار”، مردفة أنّ الطائرات الحربية السورية تستهدف مواقع ونقاط تحرك للمسلحين غرب مدينة حلب. وفي ريف حلب الشمالي، أعلنت مصادر ايضاً أنّ أهالي بلدتي نبل والزهراء أخلوا البلدتين، فيما دخلت قوات “قسد” إليهما.
وقال ما يسمى بالمرصد السوري لحقوق الإنسان، ان طائرات حربية شنت بعد منتصف ليل الجمعة السبت، غارات على أحياء مدينة حلب للمرة الأولى منذ عام 2016. واستهدفت الغارات حي الفرقان قرب حلب الجديدة من الجهة الغربية للمدينة، تزامنا مع وصول تعزيزات عسكرية للفصائل المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام “جبهة النصرة سابقا”.
بدوره، أعلن مركز التنسيق الروسي في سوريا، انه بينما تتواصل المعارك، التي يخوضها الجيش السوري، ضدّ الإرهابيين، قُتل أكثر من 200 مسلح في ريفي حلب وإدلب، الجمعة.
إعادة الإنتشار
إلى جانب ذلك، أكد بيان الجيش العربي السوري أن الأعداد الكبيرة للإرهابيين وتعدّد جبهات الاشتباك دفعت القوات المسلحة إلى تنفيذ عملية إعادة انتشار، لافتاً إلى أن هدف عملية إعادة الانتشار هو “تدعيم خطوط الدفاع بغية امتصاص الهجوم، والمحافظة على أرواح المدنيين والجنود، والتحضير لهجوم مضاد”.
وبيّن أنّه مع استمرار تدفق الإرهابيين عبر الحدود الشمالية، وتكثيف الدعم العسكري والتقني لهم، تمكنت التنظيمات الإرهابية، خلال الساعات الماضية، من دخول أجزاء واسعة من أحياء مدينة حلب”. ومع ذلك، أكد أن تلك التنظيمات “لم تتمكن من تثبيت نقاط تمركز لها في حلب، بفعل استمرار توجيه قواتنا المسلحة ضربات مركزة وقوية إليها”.
وأضاف أن “القوات المسلحة للجيش توجه ضربات حالياً، ريثما يتم استكمال وصول التعزيزات العسكرية وتوزيعها على محاور القتال، استعداداً للقيام بهجوم مضاد”، مؤكداً أن هذا الإجراء، الذي اتخذته، موقت، وستعمل بكل الوسائل الممكنة على ضمان أمن أهالي مدينة حلب وسلامتهم.
اشتباكات على عدة محاور
من جهتها، أفادت مصادر سورية باشتباكات عنيفة يخوضها الجيش السوري مع الجماعات المسلحة في محور ريف إدلب الجنوبي الشرقي. وأضافت عن وقوع اشتباكات في محيط معرة النعمان، بعد دخول الجماعات المسلحة إلى سراقب، جنوبي إدلب ومطار أبو الظهور الحربي.
هذا وتتواصل الاشتباكات على محاور مختلفة من مدينة حلب وريفها الغربي وصولا الى ريفها الشمالي، حيث تحاول الجماعات المسلحة تحقيق خروقات إضافية للسيطرة على المدينة. ونجح الجيش السوري أمس الجمعة في استعادة السيطرة على بعض النقاط التي شهدت خروقاً نفّذتها المجموعات المسلحة الإرهابية خلال الساعات الماضية، ضمن هجومها على نقاط للجيش في ريفي حلب وإدلب، والذي بدأ فجر الأربعاء.
وأكد الجيش السوري أنّ قواته تستمرّ في تعزيز جميع النقاط على محاور الاشتباك المختلفة، بالعتاد والجنود، بهدف منع خروق الإرهابيين. كذلك، كبّد الجيش السوري التنظيمات الإرهابية خسائر فادحةً، بحيث أوقع في صفوفها المئات من القتلى والمصابين، ودمّر عشرات الآليات والعربات المدرّعة، وأسقط ودمّر 17 طائرةً مسيّرة.
يُذكَر أنّ الجيش السوري كبّد التنظيمات الإرهابية خسائر فادحةً، وأوقع في صفوفها المئات من القتلى والمصابين، ودمّر عشرات الآليات والعربات المدرّعة، وأسقط 17 طائرةً مسيّرة ودمّرها.
مجلس الوزراء يعقد اجتماعاً لمتابعة تطورات الأوضاع الميدانية
بحث مجلس الوزراء السوري خلال جلسة واقع العمل في محافظة حلب على وجه الخصوص، وبحث السبل الممكنة للاستمرار بتقديم الخدمات للمواطنين في المحافظة وفي كافة المحافظات السورية. وأكدت الحكومة السورية على ثقة مؤسسات الدولة بالجيش العربي السوري، واستمرار الوزراء بالتعاطي مع الأوضاع الحالية المرحلية بما يساعد إلى التخفيف عن المواطنين، وتمكين مؤسسات الدولة من الاستمرار بعملها.
كما أكدت الحكومة على استمرار التنسيق الواسع بين المحافظين والمسؤولين العسكريين في حلب لاتخاذ أي إجراءات مطلوبة لضمان أمن وسلامة المواطنين. وأشارت الحكومة إلى أن اجتماعات خلية العمل الوزارية برئاسة رئيس مجلس الوزراء محمد الجلالي تعد في حالة انعقاد دائم لمتابعة التطورات الميدانية واتخاذ ما يلزم لضمان أمن وسلامة المواطنين.
السلطات العراقية تتخذ اجراءات احترازية لتأمين الحدود مع سوريا
بدورها، اتخذت القوات المسلحة العراقية إجراءات احترازية لتأمين الحدود مع سوريا، في ظل الهجوم الذي تشنه جماعات مسلحة على مدينة حلب شمالي سوريا. وأكد مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي أن الحكومة والأجهزة الأمنية تتخذ جميع الإجراءات لعودة جميع العراقيين، وقال خلال جلسة حوارية في ملتقى (معاً من أجل السلام) إن “الظروف في العراق اختلفت عما كانت سابقاً إبان اغتصاب عصابات داعش العديد من المناطق، لكن اليوم لا توجد حاضنة في العراق، والسياسي الذي لديه خطاب طائفي لا يقبل”، مشيراً إلى أن “القوات الأمنية اتخذت كل الإجراءات والتدابير الأمنية، وما يحدث في سوريا بعيداً عن الحدود العراقية”.
وأضاف: “نطمئن الجميع بأن قواتنا اتخذت كل الإجراءات الاحترازية لمراقبة وتأمين الحدود، والمعركة بعيدة عن الحدود العراقية ونتمنى أن تسيطر الحكومة السورية على جميع أراضيها”. وبين الأعرجي: “نحن في المستشارية نستقبل أي شكوى ودعوى ضد أي سياسي له خطاب طائفي ويفرق، وسوف نذهب به الى القضاء، مضيفاً أن “التنوع الثقافي بين أبناء الشعب العراقي يعطي قوى”.
من جهة أخرى أوضح الأعرجي أن “هناك توجيهاً من الحكومة بمتابعة المخطوفات والمجيء بهن الى العراق، وأن أي مكان تصل فيه المعلومة عن مخطوفة يتم الوصول إليها وإعادتها الى الوطن والحكومة والأجهزة الأمنية تتخذ كافة الإجراءات في هذا الصدد”.
ومن جانبه، أكد قائد قوات الحدود الفريق الحقوقي محمد عبد الوهاب سكر السعيدي، أن قيادة قوات الحدود عملت على إنجاز سلسلة تحصينات مهمة على الحدود العراقية السورية معززة بقطعات مثالية من قوات الحدود، وخط اسناد قوي من الجيش العراقي والحشد الشعبي، الأمر الذي أنهى جميع حالات التسلل والتهريب ولا مجال لاختراقها.
وبالتزامن، أعلن الناطق باسم القائد العام للقوات العراقية يحيى رسول، الجمعة؛ إن الحدود مع سوريا محصنة بإحكام ومؤمّنة بشكل كبير، مشددا على أن أي إرهابي يحاول دخول الحدود العراقية، سيواجه ردّا حازما وقويّا. ونقلت وكالة الأنباء العراقية عن رسول قوله؛ إن “تأمين الحدود العراقية بصورة تامة من الأولويات لدينا”.
وأضاف، أن “الحدود السورية وخاصة في مناطق شمال شرق سوريا محكمة ومحصنة، ويوجد فيها قطاعات قيادة قوات الحدود، ومجهزة بأحدث الأسلحة والمعدات، وكذلك هناك تحصينات محكمة، بالإضافة إلى مراقبة الحدود عبر الطيران المسير”.
وأوضح، أنه “يوجد خلف قوات الحدود من قطاعات الجيش العراقي لتأمين هذه المناطق، والقوات المسلحة لديها عمليات مراقبة مستمرة والحدود مؤمنة ومحصنة بشكل كبير”. وأشار إلى أن “الأجهزة الاستخباراتية تراقب أي تحرك للعصابات الإرهابية، وفي حال حاولوا التعرض أو محاولة الوصول إلى الحدود العراقية، سيكون هناك رد حازم وقويّ”.
وأوضح رسول أن “الحدود منذ زمن محكمة، من خلال قوات الحدود والكاميرات الحرارية والطائرات المسيرة، فضلا عن العمليات النوعية والاستباقية التي تنفذ ضمن هذه المناطق، وآخرها الضربة التي استهدفت 6 مضافات لبقايا تنظيم داعش ضمن منطقة وادي حوران”.