المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    اليمن يعمق الانقسام (الأمريكي الإسرائيلي) ويفضح ضعف العرب

    أكد الدكتور جهاد سعد، مدير المركز العالمي للدراسات والتوثيق،...

    حكام عملاء ومنابر صامتة.. لماذا مات ضمير الأمة تجاه غزة؟

    أكد النائب السابق في البرلمان التونسي، زهير مخلوف، أن...

    “إن بي سي”: حرب أمريكا على الحوثيين كلفت مليار دولار و7 مسيرات وغرق مقاتلتين “F18” والحكومة الأمريكية تبحث عن “مخرج آمن” من المواجهة

    كشفت شبكة “إن بي سي نيوز” نقلاً عن مسؤولين أمريكيين أن الحملة العسكرية الأمريكية ضد أنصار الله، والتي بدأت في مارس الماضي، كلفت الخزينة الأمريكية أكثر من مليار دولار، إلى جانب إطلاق آلاف القنابل والصواريخ، وإسقاط سبع طائرات مسيرة أمريكية، بالإضافة إلى غرق مقاتلتين بحريتين في البحر الأحمر خلال العمليات.

    وقال المسؤولون إن الإدارة الأمريكية كانت تدرك منذ وقت مبكر من الحملة أنها ستكون باهظة التكلفة، لكنها لم تتوقع أن تكون العمليات اليمنية فعالة لدرجة تعطيل أهدافها الاستراتيجية أو حتى تحويل بعض الضربات إلى فشل ذريع يُعرض قواتها للإذلال العسكري.

    وأشاروا إلى أن الحسابات المالية والعسكرية التي أُعدّت قبل بدء الحملة لم تأخذ بالحسبان القدرات المتقدمة للقوة الصاروخية والبحرية اليمنية، والتي نجحت مراراً وتكراراً في استهداف السفن والمطارات الحيوية داخل العمق الإسرائيلي، وهو ما جعل الحرب غير مستدامة.

    ولفت المسؤولون إلى أن الإدارة الأمريكية كانت تبحث بشكل متزايد عن مخرج دبلوماسي من هذه المواجهة، خاصة بعد فشل المنظومات الدفاعية في حماية مصالح الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي، واستمرار خسائر الجيش الأمريكي في عمليات الاستهداف النوعية التي تنفذها القوات اليمنية.

    وأكد التقرير أن الجهود الأمريكية ضد الحوثيين في عهد الرئيس دونالد ترامب كانت بمثابة مرحلة سابقة من هذا التصعيد، وقد كشفت حينها عن تكلفة باهظة واستنزاف كبير في الموارد والإمكانات الأمريكية. وبحسب المصادر، فإن البنتاغون استخدم نحو ألفي قنبلة وصاروخ بلغت قيمتها الإجمالية 775 مليون دولار، في محاولات متكررة لإضعاف البنية العسكرية للحوثيين، لكن النتائج لم تكن بالمستوى المطلوب، بل اعتبرها الخبراء فشلاً استراتيجياً جديداً للسياسة الخارجية الأمريكية في المنطقة.

    وأشار التقرير إلى أن النجاح العسكري كان من الصعب قياسه بسبب عدم وجود قوات أمريكية على الأرض في اليمن يمكنها تقييم الآثار الميدانية بشكل دقيق، كما أن الطائرات المسيرة التي أُرسلت لتوثيق ضربات الجيش الأمريكي أسقطها الحوثيون واحداً تلو الآخر، مما زاد من تعقيد المشهد وأظهر هشاشة السيطرة الجوية الأمريكية في المنطقة.

    ويأتي هذا الإقرار الإعلامي الأمريكي بعد يوم فقط من إعلان ترامب عن اتفاق رسمي مع أنصار الله لإنهاء الحملة العسكرية المباشرة على اليمن، وهو ما عدّه المراقبون انتصاراً استراتيجياً للشعب اليمني والمقاومة، وانسحاباً غير معلن من الإدارة الأمريكية أمام تصاعد الكلفة البشرية والتكنولوجية للمواجهة.

    ويُظهر هذا التقرير أن الولايات المتحدة دخلت المواجهة مع اليمن بحسابات خاطئة، ظناً منها أن التفوق العسكري والتكنولوجي سيكون كفيلاً بكسر أنصار الله، لكن الواقع أثبت أن اليمن حوّل نفسه إلى مركز ثقل استراتيجي جديد، قادر على فرض المعادلات حتى من دون وجود جيش نظامي تقليدي، بل عبر الصواريخ والمسيرات والعمليات النوعية التي أحدثت شرخاً في خطوط الدفاع الأمريكية والإسرائيلية.

    spot_imgspot_img