المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    صنعاء تعلن استئناف الرحلات بمطار صنعاء الدولي بمعدل 4 رحلات يومياً

    أعلنت وزارة النقل، اليوم السبت، استئناف الرحلات الجوية من...

    واشنطن بوست: جامعة نيويورك تحجب شهادة تخرج طالب أدان فظائع غزة

    أعلنت جامعة نيويورك أنها حجبت شهادة التخرج عن طالب...

    اليمن: بارقةُ أمل في تغيير مفاهيمِ القوة والخوف لدى العرب

    تشهد الساحة العربية منذ عقود طويلة حالة من الخوف...

    تفاصيل عن حياته.. تعرف على سر اسم نجم برشلونة “لامين جمال”

    يحظى لامين جمال نجم برشلونة باهتمام كبير من وسائل...

    مقاربة بين نكبة 1948 ونكبة 2025

    لا تختلف كثيراً خيام اللاجئين الفلسطينيين عشية نكبة 1948 عن خيام النازحين الفلسطينيين عشية نكبة 2025 ، فمن حيث الشكل، فالخيمة واحدة، والعدو الإسرائيلي الذي تسبب باللجوء والنزوح واحد، والهدف من العدوان في النكبتين هو السيطرة على أرض فلسطين، مقدمة للهيمنة الصهيونية على مقدرات وثروات المنطقة العربية كلها.

    في النكبة الأولى 1948، حظيت العصابات الصهيونية بكل أشكال الدعم الأوروبي والأمريكي لقيام دولتهم،

    وفي النكبة الثانية 2025، زادت الدول الأوروبية وأمريكا من الدعم والإسناد للصهاينة، في كل المجالات، وساعدتهم في تدمير مقدرات الشعب الفلسطيني في كل فلسطين، وفي غزة بالتحديد.

     في النكبة الأولى 1948 تعاطفت شعوب العالم مع اللاجئين الفلسطينيين، وقدمت لهم الطعام والخيام، وأعلت الأمم المتحدة عن تأسس (الأونروا) وكالة هيئة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، واتخذت القرارات بحق العودة إلى فلسطين.

    أم في النكبة الثانية 2025، فقد تجاهل العالم مأساة النازحين الفلسطينيين، وتركهم جوعى مع النقص في الخيام بفعل الحصار الإسرائيلي، مع المساعي الإسرائيلية لإلغاء الاعتراف بمنظمة الأونروا، والتضييق على عملها الإغاثي في خيام النازحين، بل وانتقل الفعل الصهيوني من رفض حق العودة للاجئين الفلسطينيين، إلى توسيع مجال الهجرة من غزة إلى المنافي البعيدة.

    عشية النكبة الأولى 1948، انتهت الحرب مجرد تهجير الفلسطينيين من أرضهم، ليتوقف الموت والجوع والدمار والخراب، ليبدأ اللاجئون رحلة البحث عن لقمة خبزهم،

    في النكبة الثانية، لم تنته الحرب رغم تدمير بيوت الفلسطينيين في غزة، ورغم نزوحهم عنها، وعيشهم في الخيام، فما زال الموت والجوع والقصف والحصار يطاردهم في مراكز الإيواء، وتحت ظلال الخيام، ولما تزل الصواريخ الإسرائيلية تتساقط على رأس الفلسطينيين في كل بقعة من أرض غزة بعد 19 شهراً من العدوان.

    عشية النكبة 1948، تدخلت الجيوش العربية لنجدة فلسطين، وحاولت أن تحارب العصابات الصهيونية، ولو شكلاً، وادعت أنها ستحرر الأرض الفلسطينية من العصابات الصهيونية الغازية.

    وعشية نكبة 2025، نأت الجيوش العربية بقدارتها عما يجري على أرض فلسطين، وكأن فلسطين ارض خارج اتفاقية الدفاع العربي المشترك، وكأن غزة جزء من الممتلكات الإسرائيلية، ومن حق جيشها أن يؤدب أهلها على طريقته الخاصة.

    نكبة 1948، أحدثت هزة عنيفة في وجدان الشعوب العربية، التي عاهدت الله على تحرير فلسطين، وعدم السكوت على العدوان الصهيوني.

    نكبة 2025 تبلدت المشاعر العربية بفعل قبضة الأنظمة الحديدية، وتجمد الوجدان خوفاً من البطش، حتى صار الذبح الذي يجري على أرض غزة لا تغطي دماؤه أرض العرب والمسلمين.

    والأهم في هذا السياق؛

    1ـ نكبة 1948، شطبت القضية الفلسطينية عن اهتمام السياسية الدولية، ووزعت الشعب الفلسطيني على القبائل العربية، وقضت على الشخصية الفلسطينية.

    بينما نكبة 2025، أعادت القضية إلى محور اهتمام العالم، وفرض الشعب الفلسطيني نفسه نداً على القوى العالمية الكبرى، وبرزت الشخصية الفلسطينية المقاومة كرمز لمرحلة عربية تبشر بمستقبل عربي لن يكون خانعاً ولا خاضعاً للإسرائيليين ولا تابعاً للسياسة الأمريكية.

    2ـ نكبة 1948، كان بالنسبة للإسرائيليين هي الأمل والفرح والثقة بالمستقبل المزدهر الآمن.

    ولكن نكبة 2025، صارت هي الإحباط والفشل والخوف والقلق وفقدان الإسرائيليين لثقتهم بالمستقبل، وذلك بعد أن عجزوا عن تحقيق أي انتصار على أرض غزة، وعجزوا عن تحقيق الحلم بحياة مطمئنة آمنة مزدهرة على أرض فلسطين.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    د. فايز أبو شمالة

    spot_imgspot_img