في تطور متسارع، اعترفت قطر رسميًا بأنها وقعت في فخ التحالف الأمريكي الإسرائيلي خلال مساعيها لإيجاد تسوية للأزمة الإنسانية والسياسية في قطاع غزة.
وأكد رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أن بلاده ظنّت أن إطلاق سراح الأسير الصهيوني من أصل أمريكي عيدان الكسندار قد يوقف المجازر في غزة، لكن الرد جاء بتوسيع العدوان الإسرائيلي على القطاع، وهو ما يُظهر مدى انخداع الوساطة القطرية بالوعود الأمريكية.
جاءت تصريحات المسؤول القطري بعد ساعات فقط من إعلان العدو “الإسرائيلي” سحب وفده من الدوحة وإنهاء جولة المفاوضات التي استمرت لأكثر من أسبوع، والتي كان الهدف منها التوصل إلى هدنة مؤقتة أو صفقة تبادل أسرى.
واعتبر الوزير القطري أن الفجوة بين طرفَي النزاع لا تزال كبيرة، حيث يسعى “الاحتلال الإسرائيلي” لاتفاق جزئي يوقف إطلاق النار فقط، بينما تصر المقاومة الفلسطينية على اتفاق شامل يتضمن رفع الحصار الكامل عن غزة والانسحاب الإسرائيلي.
وأشار المسؤول القطري إلى تعرض بلاده لضغوط وابتزازات سياسية مستمرة من قبل الجانب الإسرائيلي، في إشارة إلى الطبيعة غير المتوازنة للوساطة القطرية التي تحاول التوفيق بين حليف استراتيجي كالأمريكان وخصمهم الإقليمي “المقاومة الفلسطينية”.
وفي ذات السياق، أكد الوزير فشل الاتصالات الثلاثية بين مصر وقطر وأمريكا في رأب الصدع بين الأطراف رغم استمرار الجهود.
التطورات السياسية تأتي في وقت كشفت فيه وسائل الإعلام العدو الإسرائيلي عن خطط جديدة لتوريط دولتين عربيتين في محاولة لتبييض صورة الاحتلال أمام الرأي العام العالمي، عبر استخدام شركات من الإمارات والأردن لتوزيع كميات محدودة من المساعدات الإنسانية داخل قطاع غزة.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن خريجي وحدات أمريكية خاصة دخلوا تل أبيب الشهر الماضي وخضعوا لتدريبات مكثفة تتعلق بأمن عمليات توزيع الغذاء في القطاع، في مؤشر على نية الولايات المتحدة توسيع دورها الميداني تحت ستار العمل الإنساني.
وفي الوقت الذي يحتاج فيه قطاع غزة إلى نحو 600 شاحنة مساعدات يوميًا لتأمين الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية، أدخل العدو “الإسرائيلي” خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية فقط 9 شاحنات، وفق الأمم المتحدة.
وحذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة من كارثة إنسانية تهدد حياة الأطفال بسبب نقص الغذاء والماء، في حين تستمر “إسرائيل” في فرض حصار محكم يمنع دخول المواد الضرورية من مياه ودواء وغذاء ووقود.
الهدف من هذه الخطوات يبدو واضحاً: إبقاء توزيع المساعدات محصورًا في الجنوب لدفع السكان في الشمال والوسط إلى النزوح قسريًا، مع محاولة تخفيف الضغوط الدولية عبر إظهار أن هناك تعاونًا إقليميًا مع “الجهود الإنسانية”.
لكن الواقع يشير إلى أن هذا التعاون العربي ليس سوى غطاء لتغليف الجرائم الإسرائيلية بعبوة إنسانية زائفة، بينما يبقى الشعب الفلسطيني ضحية لمؤامرة دولية تتستر بالمساعدات وتحت الرعاية الأمريكية.