المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    قراءة تحليلية إستراتيجية لكلمة السيد الحوثي: تفكيك الخطاب واستشراف المعركة

    قراءة تحليلية إستراتيجية لكلمة السيد القائد: تفكيك الخطاب واستشراف...

    رسالة إلياس.. قاتل الصهاينة في واشنطن

    إلياس رودريغيرز مواطن أميركي من ولاية شيكاغو، ليس مواطنًا...

    ملخص كلمة “السيد الحوثي”: تصاعد جرائم الإبادة في غزة وسط ازدواج معايير دول العالم وعمليات اليمن تصعّد ضغوط العدو الإسرائيلي وتجعله في مأزق استراتيجي

    في ظل التصعيد المتبادل بين المقاومة الفلسطينية والعدو الإسرائيلي، أكد قائد أنصار الله عبدالملك الحوثي، أن هذا الأسبوع من أشد الأسابيع دموية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، حيث استشهد وجرح ما يزيد عن 3000 فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال، فيما تجاوزت المجازر الصهيونية كل الحدود الإنسانية بدمار المنازل فوق رؤوس سكانها، واستهداف المستشفيات ومراكز الإيواء، واعتماد سياسة التجويع والتعطيش كسلاح حرب ممنهج.

    وشدد الحوثي خلال كلمته، التي ألقاها اليوم الخميس الموافق 22 مايو 2025م، على أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لم يعد مجرد عملية عسكرية، بل هو “جريمة إبادة جماعية” تمارسها دولة الاحتلال بدعم أمريكي مباشر، وهو ما بدأت تعترف به حتى بعض الشخصيات داخل الكيان، ومنها اعتراف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي السابق “إيهود أولمرت” بأن ما يجري في غزة “يقارب جريمة حرب”، كما صرّح نائب رئيس الأركان السابق يائير غولان بأن “قتل الأطفال أصبح هواية للجنود الإسرائيليين”.

    وفيما تستمر إسرائيل في توسيع عملياتها البرية تحت مسمى “عربات جدعون” بهدف التهجير والسيطرة الكاملة على القطاع، فإن حالة الضعف والانكسار في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي تزداد وضوحًا، مع انتشار الأمراض النفسية بين الجنود، وعدم قدرتهم على التقدم دون تدمير شامل لكل ما يواجههم من بنية تحتية، بينما تصد المقاومة الفلسطينية بثبات عبر كتائب القسام وسرايا القدس، وتمنع العدو من تمكين وجوده في مناطق متعددة.

    على الجبهة اليمنية، أعلن الحوثي عن تنفيذ 8 عمليات صاروخية فرط صوتية وباليستية وبواسطة طائرات مُسيّرة خلال الأسبوع الجاري، من ضمنها 3 صواريخ استهدفت مطار اللد (بن غوريون)، ما أدّى إلى تعطيل الملاحة الجوية وإجبار شركات الطيران العالمية على تمديد تعليق رحلاتها. وأكد أن العمليات اليمنية أجبرت الملايين من الصهاينة على الاختباء في الملاجئ، وحققت ضربة استراتيجية في تحطيم صورة الأمن والاستقرار داخل الكيان.

    وجاء ذلك ردًا على تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة، وتأكيدًا على موقف اليمن الثابت في دعم القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن العدو فشل تمامًا في ردع اليمن أو التأثير على قراره الاستراتيجي، رغم الغارات الأمريكية والإسرائيلية على الموانئ اليمنية، والتي وصفها الحوثيون بأنها كانت “فاشلة” في تحقيق أي نتيجة.

    كما استنكر قائد أنصار الله الصمت العربي والإسلامي المخزي أمام هذه المأساة، ووصف حالة الأمة بأنها “مرضية” تتطلب استنهاضًا إيمانيًا وسياسيًا شاملًا، داعيًا إلى التصعيد الشعبي والجهادي لمساندة الشعب الفلسطيني، ومؤكدًا أن الجهاد الأكبر اليوم هو في رفع الحصار عن غزة ووقف الإبادة الجماعية .

    وأشار إلى أن الدول العربية والغربية لا تزال تزوّد العدو الإسرائيلي بالمواد الغذائية والمعدات عبر البحر الأبيض المتوسط، في وقت يموت فيه آلاف الفلسطينيين جوعًا، وهو ما وصفه بـ”العار الكبير” الذي يُظهر مدى الخيانة والتخاذل الرسمي.

    كما أدان بشدة مشاركة النظام المغربي في تدريبات عسكرية مع العدو الإسرائيلي، واعتبرها خيانة للقضية الفلسطينية وللإرادة الشعبية العربية، مؤكداً أن مثل هذه التصرفات تُعمق من أزمات الأمة ولا تخدم إلا أعداءها.

    وبالنسبة للمشهد الدولي، فقد سلط الحوثي الضوء على “الازدواجية” في التعامل مع العنف ، مشيراً إلى أن أمريكا وأوروبا يتعاملون مع مقتل موظفين إسرائيليين في واشنطن على أنه “إرهاب ومعاداة سامية” ، بينما لا تزال المجازر الإسرائيلية التي راح ضحيتها أكثر من 186 ألف فلسطيني في غزة لا ترقى عند هؤلاء للحديث عنها باعتبارها إرهابًا أو إجرامًا .

    وفي الختام، دعا قائد أنصار الله إلى الخروج المليوني الكبير في مختلف المحافظات اليمنية، ليكون تعبيرًا حقيقيًا عن الغضب الشعبي والتأييد الكامل لفلسطين ومقاومتها، مشيرًا إلى أن الثبات والحركة والتعبئة السياسية والإعلامية هي السبيل الوحيد لمواجهة المشروع الصهيوني والاحتلال الأمريكي في المنطقة.

    spot_imgspot_img