المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    تحذيرات بريطانية من الوقوع بالفخ “الأمريكي الإسرائيلي” في اليمن

    وجهت الصحافة البريطانية، الثلاثاء، تحذير قوي لحكومة ستارمر من...

    البنك المركزي اليمني يعلن بدء صرف رواتب الموظفين

    أعلن البنك المركزي اليمني في صنعاء، اليوم الثلاثاء، عن...

    هل سيتحقق السلام بيننا وبينهم؟

    قد تتوقف المعارك بيننا وبينهم، وقد يعم الهدوء فترة...

    الاحتلال الإسرائيلي ينهي آمال عودة “الملاحة الجوية” مع خسارته 6 خطوط بيوم واحد

    انهى الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، اماله بإمكانية عودة الرحلات...

    ٢٥ أيّار: عندما انتصرت الكرامة باسم الأمة

    ليس من السهل على ذاكرة الشعوب أن تحتفظ بالأيام، إلا إذا كانت محمّلةً بالعزّ ومفعمةً بالمعاني الكبرى التي تتجاوز حدود الجغرافيا والسياسة. ويوم الخامس والعشرين من أيار عام 2000 ليس مجرّد تاريخ لبناني، بل هو لحظة فارقة في الوعي العربي والإسلامي، حيث انتصرت الكرامة على الاحتلال، والإرادة على الاستسلام، والمقاومة على منطق الهزيمة.

    من خارج لبنان، من قلب الأمّة المتّصلة بجراحها وآمالها، لا يمكن النظر إلى هذا اليوم إلّا بوصفه عيدًا لكلّ من آمن بخيار المقاومة طريقًا للتحرّر، لا من الاحتلال فحسب، بل من المهانة والارتهان للقرار الأجنبي. إنه يومٌ اختُبر فيه الصبر، وانتصر فيه الثبات، وسُطّرت فيه ملحمةٌ ستظلّ شاهدةً على أنّ العدو لا يُهزم بالقرارات، بل يُهزم بالإيمان والدماء والبنادق.

    قال شهيدنا الأقدس، السيد حسن نصر الله (رضوان الله عليه):
    “نحن عباد الله نعلن أمام العالم كله أن هذا النصر من الله سبحانه وتعالى”.
    تلك الكلمات، التي نُحتت بدماء القادة والشهداء، لم تكن مجرد تصريح عابر، بل كانت إعلانًا عقائديًا لمرحلة جديدة من التاريخ، حيث تُبنى الانتصارات على قاعدة الثقة بوعد الله، والتسليم بمبدأ أن الكرامة لا تُصان إلا بالمقاومة.

    المقاومة خيار وضرورة

    ليس غريبًا أن يهاجم البعض، من الداخل والخارج، هذا النهج المقاوم، لأنه كشف زيف المعادلات الهشّة، وأسقط شعارات “قوة لبنان في ضعفه”، وفرض معادلة جديدة: قوة لبنان في مقاومته، لا في خضوعه.
    فمن لا مقاومة له، لا كرامة له، ومن فقد كرامته، تشبّث بالهوان، وتوسّل الحماية من عواصم القرار. أما أهل العزّ، أهل الغيرة والوفاء، فقد اتكأوا على فوهات بنادقهم، لا على موائد التفاوض، وبذلوا الغالي والنفيس ليحيا وطنهم مرفوع الرأس.

    من خارج حدود لبنان، نتابع بافتخار كيف تحوّل هذا البلد، الذي كان يُراد له أن يكون ساحةً مفتوحةً للمشاريع الغربية، إلى نقطة ارتكاز في محور المقاومة، يُرعب العدو، ويعيد تشكيل الوعي في الأمة، لا بالبيانات ولا بالشعارات، بل بالدم والصبر والبندقية الصامدة.

    التحرير… بداية الطريق لا نهايته

    ما تحقق في ٢٥ أيار هو محطة أولى في مسار طويل، لأنه لم يكن انتصارًا عسكريًا فقط، بل تحوّل إلى مدرسة استراتيجية، أثبتت أن الاحتلال يمكن أن يُكسر، وأن إرادة الشعوب ليست وهمًا، وأن المقاومة قادرة على تعديل الموازين مهما كان الخلل في توازن القوى الظاهري.

    هذا الانتصار فتح الباب أمام انتصارات لاحقة، من تموز ٢٠٠٦ إلى “سيف القدس” و”طوفان الأقصى”، وأثبت أن مشروع المقاومة عابر للحدود، يتنقّل من الجنوب اللبناني إلى غزة، إلى صنعاء، إلى بغداد ودمشق وطهران، وكلّ بقعة ترفض الانحناء.

    العهد لا يزال قائمًا

    ٢٥ أيار ليس نهاية المعركة، بل هو تأكيد على أن العدو لا يفهم إلا لغة القوة، وأن الشعوب إذا امتلكت إرادتها، فهي قادرة على صنع التاريخ.
    من أرض المقاومة نستلهم القوة، ومن تضحيات الشهداء نستمدّ الثبات، ومن كل طلقة أُطلقت على المحتلّ، نُعيد ترميم وجدان أمةٍ أُريد لها أن تُهزم، فاختارت أن تقاوم.

    كلّ عامٍ والمقاومة بخير… كلّ عامٍ والكرامة منتصرة… كلّ عامٍ والنصر وعدُ الله الصادق لعباده الصابرين..

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    كيان الأسدي

    spot_imgspot_img