شارك آلاف المستوطنين، اليوم الإثنين، في اقتحامات إرهابية جماعية نفذها مستوطنون صهاينة يقودهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير لباحات المسجد الأقصى المبارك، بحضور الحاخام الأكبر لإسرائيل الحاخام كالمان بار. وقاموا بجولات استفزازية داخل المسجد، تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال.
وأشارت مصادر فلسطينية إلى أن قوات الاحتلال اعتدت على صحفيين ومرابطين وتجار داخل البلدة القديمة، في مشهد يتكرر مع كل موسم تصعيد، مشددة على أن إجراءات الاحتلال شملت اعتقالات احترازية وإصدار أوامر إبعاد بحق العشرات من النشطاء المقدسيين، بهدف منع أي فعاليات فلسطينية مضادة للمسيرة.
وذكرت شرطة الاحتلال الإسرائيلي أنه منذ صباح اليوم تم توقيف ما لا يقل عن 50 مشتبها بهم بانتهاك القواعد والتعليمات في الحرم القدسي للتحقيق معهم. وأفاد شهود عيان أن شرطة الاحتلال طالبت التجار بإغلاق محلاتهم، خلافاً لتصريحات الشرطة بأنها لا تقوم بذلك.
بدورها، أدانت لجان المقاومة الفلسطينية الاقتحام الإرهابي والإجرامي الذي نفذه وزير الأمن الصهيوني إيتامار بن غفير، برفقة قطعان من المستوطنين، لباحات المسجد الأقصى المبارك، وسط حماية مشددة من قوات الاحتلال.
وأكد التصريح أن هذا الاقتحام يشكل إهانة صارخة لمشاعر المسلمين والعرب، ويأتي في إطار الحرب التلمودية التي تشنها حكومة الاحتلال بهدف تهويد المسجد الأقصى وهدمه، تمهيدا لبناء ما يسمى الهيكل المزعوم.
كما حذرت اللجان من أن الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى، ورفع الأعلام الصهيونية، والاستفزازات في باحاته، تندرج ضمن خطة ممنهجة لفرض السيطرة الكاملة عليه، وتنفيذ مشروع التقسيم الزماني والمكاني، كخطوة نحو التهويد الكامل للمقدسات الإسلامية.
وأشار التصريح إلى أن جرائم الاحتلال لا تقتصر على القدس، بل تمتد إلى غزة والضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 1948، والتي تُنفذ بمباركة وتواطؤ مباشر من الإدارة الأمريكية، الداعم الرئيسي للكيان الصهيوني.
وطالبت اللجان بتصعيد المقاومة في كل أماكن التواجد الفلسطيني، مؤكدة أن الرد على هذه الجرائم لن يتأخر، ودعت الشعوب العربية والإسلامية وكافة أحرار العالم إلى التحرك العاجل لنصرة المسجد الأقصى والقدس، باعتبار الدفاع عنهما مسؤولية جماعية وواجبا شرعيا.
واختتم التصريح بالتأكيد على أن المقاومة ستظل الخيار الوحيد لمواجهة مشاريع الاحتلال، وستواصل ضرب جنوده ومستوطنيه في كل بقعة من أرض فلسطين.