المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    تحذيرات بريطانية من الوقوع بالفخ “الأمريكي الإسرائيلي” في اليمن

    وجهت الصحافة البريطانية، الثلاثاء، تحذير قوي لحكومة ستارمر من...

    البنك المركزي اليمني يعلن بدء صرف رواتب الموظفين

    أعلن البنك المركزي اليمني في صنعاء، اليوم الثلاثاء، عن...

    هل سيتحقق السلام بيننا وبينهم؟

    قد تتوقف المعارك بيننا وبينهم، وقد يعم الهدوء فترة...

    الاحتلال الإسرائيلي ينهي آمال عودة “الملاحة الجوية” مع خسارته 6 خطوط بيوم واحد

    انهى الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، اماله بإمكانية عودة الرحلات...

    موقع UnHerd البريطاني: “الجيش اليمني يكشف هشاشة القوة الأمريكية”

    نشر موقع UnHerd البريطاني مقالا للكاتب مالكوم كيويني تناول فيه إذلالًا أمريكا عسكريًا على يد أنصار الله في اليمن، مسلطًا الضوء على فشل واشنطن في تأمين البحر الأحمر رغم استخدامها لترسانتها الأكثر تطورًا وتكلفة.

    اعتبر كيويني أن بداية الحصار البحري الذي فرضه اليمنيون ردًا على العدوان الإسرائيلي على غزة، مثّل لحظة فارقة في تآكل الهيمنة الأمريكية، إذ بدا أن واشنطن، القوة العسكرية الأعظم في العالم، عاجزة عن فرض سيطرتها على أحد أهم طرق التجارة الدولية.

    وفي عهد إدارة الرئيس جو بايدن، أطلقت الولايات المتحدة عمليتين عسكريتين: الأولى، “حارس الازدهار”، التي سعت إلى تأمين الملاحة من خلال تحالف دولي، لكنها واجهت انسحاب الحلفاء وتعرضت سفنها لضربات متكررة. والثانية، “بوسيدون آرتشر”، التي شملت ضربات جوية أمريكية وبريطانية ضد اليمن، لكنها لم تُحقق أي تغيير حقيقي على الأرض، واستمرت الهجمات البحرية من جانب أنصار الله، مما أدى إلى فشل واضح في تحقيق الردع، كما يقول الموقع.

    مضيفا : ومع تصاعد الضغوط السياسية، دخل الرئيس دونالد ترامب على الخط فور توليه المنصب، مطلقًا عملية “رافر رايدر” في مارس 2025، والتي استمرت ستة أسابيع كاملة. في هذه الحملة، استخدمت الولايات المتحدة قاذفات B-2 الشبحية النادرة، التي أقلعت من قاعدة دييغو غارسيا، بالإضافة إلى مقاتلات على متن حاملات الطائرات. بعد انتهاء الحملة، أعلن ترامب “استسلام اليمن”، واعتبر أن القصف الأميركي لم يعد له ضرورة، معلنًا التوصل إلى وقف إطلاق نار بوساطة عمان.

    لكن كيويني يوضح أن شروط “الاستسلام” كانت مثيرة للشك: الحوثيون وافقوا فقط على عدم مهاجمة السفن الأمريكية، بينما ظل الحصار على البحر الأحمر مستمرًا، واستمر إطلاق الصواريخ على “إسرائيل” وبذلك، فإن من أعلن نهاية الحرب لم يكن الطرف الذي رفع الراية البيضاء، بل واشنطن نفسها.

    وبنظرة فاحصة، يكشف الكاتب أن فشل الولايات المتحدة لم يكن فقط بسبب القيادة السياسية، بل بسبب تآكل القدرة العسكرية الأمريكية ذاتها. فعلى الرغم من امتلاك أمريكا 11 حاملة طائرات نووية على الورق، فإن أقل من أربع يمكن نشرها فعليًا في أي وقت، بسبب أعمال الصيانة، ونقص الأطقم، وتدهور البنية اللوجستية نصف هذه الحاملات تقريبًا شارك في عملية “رافر رايدر”. أما قاذفات B-2 الشبحية، وعددها 20 في الترسانة الأمريكية، فقد تم استخدام 6 منها في الحملة، وهو ما يشير إلى أن هذه الست قد تمثل العدد العامل فعليًا، نظرًا لأن البقية تُفكّك لاستعمال قطع غيارها، وبعضها غير صالح للطيران.

    ويضيف الكاتب أن نصف القاذفات الأمريكية فقط تصل إلى ما يُعرف بحالة “قادرة على أداء المهام”، وهي حالة لا تعني أن الطائرة صالحة فعليًا للقتال، بل أنها لا تزال قابلة للتشغيل جزئيًا. أما ما يُصنف بأنه “قادر على أداء المهام بالكامل” فلا يشمل سوى جزء صغير من هذا المخزون، ما يعكس هشاشة هذه القوة الجوية الباهظة الكلفة.

    واشار المقال أن أمريكا تستخدم أيضًا ذخائر متقدمة مثل صواريخ JASSM بعيدة المدى، التي تبلغ كلفة الواحد منها حوالي مليون دولار، لكنها محدودة الكمية ولا توجد ميزانية كافية لتعويضها. وفي عملية “رافر رايدر”، اضطر الجيش الأمريكي إلى سحب أنظمة دفاع جوي وذخائر من مناطق مثل المحيط الهادئ من أجل التركيز على اليمن، ما يعكس حجم الاستنزاف. حتى مقاتلات F-35 الشبحية اضطرت لتفادي صواريخ دفاع جوي في بعض المهام، وأُسقط عدد من طائرات MQ-9 Reaper بدون طيار، التي تبلغ تكلفة الواحدة منها أكثر من 30 مليون دولار.

    ومع ذلك، لم تتمكن أمريكا من فرض التفوق الجوي، ما اضطرها إلى الحد من استخدام طائراتها القديمة غير الشبحية، خوفًا من إسقاطها. ويؤكد التقرير أن الأمر لا يتعلق بجبنٍ أو تردد، بل بعجز هيكلي في تجديد القوة، إذ تعاني واشنطن من نقص في أحواض بناء السفن، والمهندسين، واليد العاملة، والموارد المالية، مع غياب خطة واضحة لتعويض الترسانة التي ورثتها من سباق التسلح في الثمانينيات.

    أحد أخطر المؤشرات، بحسب المقال، هو أن العديد من الأنظمة الأمريكية تعتمد على معادن نادرة تستورد من الصين، والتي بدأت مؤخرًا بتقييد تصديرها، ما يمثل تهديدًا حقيقيًا للصناعة الدفاعية الأمريكية. وبذلك، فإن القدرة الأمريكية على خوض حرب جوية موسعة باتت محدودة إلى حد كبير، حتى ضد الحوثيين”.

    واختتم الكاتب مقاله بتحذير واضح من أن “الحرب الجوية”، التي شكلت العمود الفقري لاستراتيجية أمريكا منذ التسعينيات، لم تعد مجدية، حتى ضد قوات في دولة فقيرة ومنهكة. لقد استخدمت واشنطن قاذفاتها الشبحية، وحاملات طائراتها، وذخائرها الأكثر تطورًا، ومع ذلك لم تنتصر، بل أُجبرت على التراجع. وكل هذا يُعطي دلالة صريحة بأن عصر التفوق العسكري الأمريكي في طريقه إلى الزوال، وأنه في البحر الأحمر بدأت أول فصول أفول القوة الإمبراطورية الأمريكية.

    spot_imgspot_img