المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    أبعاد الانكشاف الأمريكي الصهيوني في مواجهة اليمن

    ما كان يُروّج له كأعظم أساطيل العالم، وأقوى أنظمة...

    غلوبس العبرية: صواريخ اليمن تتسبب بانهيار قطاع السياحة واتساع العزلة مع العالم

    كشفت صحيفة “غلوبس” الاقتصادية العبرية عن أزمة حادة تضرب قطاع السياحة في الكيان الصهيوني، وسط حالة من الشلل شبه التام في حركة الطيران، وانسحاب متسارع لشركات طيران أجنبية، على خلفية تصاعد الهجمات الصاروخية اليمنية، التي طالت مؤخراً محيط مطار “بن غوريون”، البوابة الجوية المركزية للاحتلال.

    التقرير الذي استند إلى بيانات رسمية صادرة عن “مؤشر فينيكس جاما” المتخصص برصد حركة السوق المالية، أوضح أن عدد المعاملات في قطاع السياحة تراجع بنسبة 29.5% مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2024، وهو ما اعتُبر مؤشراً على “انهيار الثقة” لدى الجمهور الإسرائيلي وشركات الطيران العالمية على حد سواء، في ظل غياب الحد الأدنى من الأمن والاستقرار.

    وبحسب المؤشر، فقد سجّل الأسبوع الأخير من مايو انخفاضاً بنسبة 10% في حجم الإنفاق على السياحة، وتراجعاً بنسبة 5.8% في حجم المشتريات، مقابل ارتفاع حاد في أسعار الخدمات السياحية بنسبة 16% نتيجة قلة العرض واحتكار السوق من قبل الشركات المحلية.

    هذه المؤشرات تعكس ظاهرة اقتصادية مركبة تتجاوز البعد المالي لتصل إلى إعادة تشكيل مزاج المستهلك الإسرائيلي، الذي بات يتعامل مع السفر والإنفاق كخطر محتمل لا رفاهية.

    التقرير لم يقتصر على السياحة، بل رصد انكماشاً في قطاعات استهلاكية أخرى كبيع الأجهزة الإلكترونية والهواتف، ما يشير إلى تراجع عام في القدرة الشرائية وازدياد المخاوف من المجهول، في ظل تفكك المنظومة الاقتصادية أمام التصعيد الأمني المستمر.

    وفي تعليق لنداف لاهماني، الرئيس التنفيذي لشركة “كنترول” في مجموعة فينيكس جاما، أكد أن قطاع السياحة “يواجه أزمة ثقة حقيقية”، مشيراً إلى أن غياب شركات مثل “رايان إير” و”الخطوط البريطانية” عن الأجواء الإسرائيلية هو مؤشر على عزلة متنامية يصعب التنبؤ بنهايتها في ظل غياب المعالجات الحكومية الجادة.

    سياسياً، يرى مراقبون أن ما يحدث يمثل أحد تجليات الفشل في إدارة الصراع المفتوح مع اليمن ومحور المقاومة عموماً، حيث أصبح العمق الإسرائيلي مكشوفاً اقتصادياً ومطارده عسكرياً، في حين تقف حكومة الاحتلال عاجزة عن حماية الجبهة الداخلية أو استعادة ثقة العالم الخارجي.

    هذا التحوّل يكشف عن بداية مرحلة جديدة في الحرب، لم تعد تقتصر على الجبهات التقليدية، بل باتت تمتد إلى المنظومة الاقتصادية والمعنوية للدولة العبرية، في ظل ما وصفه الخبراء بـ”الانكشاف الاستراتيجي غير المسبوق”.

    وفي الوقت الذي تسعى فيه قيادة الاحتلال الإسرائيلي لتسويق خطاب “الاحتواء” و”التفاؤل الحذر”، تؤكد الوقائع على الأرض أن عزلة الكيان تتعمق، وأن الضربات اليمنية بدأت تفرض واقعاً إقليمياً جديداً تُعاد فيه معادلات الردع والنفوذ، ليس فقط بالصواريخ، بل أيضاً عبر أدوات الضغط غير المباشر، وعلى رأسها الاقتصاد.

    spot_imgspot_img