المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    اليمن يكسر معادلة “إسرائيل”​ ويفرض معادلة ردع جديدة

    في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة وتوسع...

    “الأمل يتجدد” الطريق بين صنعاء وعدن والضالع في قلب الحدث

    يا شعبنا العظيم المتفائل الصامد والصابر مشاعركم تلامس عنان...

    ماذا يريدُ المرتزِقةُ من اليمن؟!

    يعلمُ الشعب اليمني علم اليقين أن فصائل المرتزِقة، بمختلف مسمياتها وتوجهاتها، لا تملك أي مشروعٍ فعلي لخدمة الأمة أو لحماية البلاد من التدخل الخارجي، وكيف لها أن تكون مع الوطن وهي تقاتل إلى جانب أعدائه التاريخيين، كالنظامين السعودي والإماراتي! والكارثة أن في أدبيات كل طرفٍ منها ما يدعو إلى معاداة السعودية ويتهمها بتدمير اليمن، كما هو حال حزب الإصلاح بعد الأزمة الخليجية مع قطر، وحال العفافيش بعد إسقاط نظامهم وتخلي اللجنة السعودية الخاصة عنهم، أي أنهم يعرفون -كما يعرف غيرهم- أنهم يتحالفون مع أعداء اليمن، وأن مشروعهم لا يختلف عن المشروع الذي تحيكه الصهيونية وأدواتها في المنطقة ضد الشعوب الحرة المدافعة عن قضية الشعب الفلسطيني.

    وكما نعلم فإن “الوطنية ملاذ الأوغاد” وأن أدعياءها هم أعداؤها، ولو كانوا رجال الوطن لرأيناهم في مقدمة الصفوف المدافعة عنه ضد العدوان السعودي – الإماراتي الذي قتل وشرد الآلاف من الأسر اليمنية، وتسبب بكارثة إنسانية لا تزال قائمة حتى اليوم في أغلب محافظات البلاد، ولكان الأجدر بهم -على الأقل- أن يتواروا عن الأضواء ويتركوا الأحرار من أبناء الشعب ليدافعوا عنه بدلاً من تقديم الوطن والشعب على طبق من ذهب للسعودي والإماراتي ومن لف لفهم.

    ولو افترضنا أن فصائل المرتزِقة نفسها لديها مشروعٌ قومي يحمل هم الأمتين العربية والإسلامية، لكانت فلسطين هي البوصلة بالنسبة لهم، ولكانوا ساندوا كل توجه داخلي أو خارجي يدعو إلى تحرير الشعب الفلسطيني من الاحتلال الصهيوني الغاشم، لكننا رأيناهم يتجاهلون كل ذلك، ويتحالفون مع أعداء فلسطين من الخونة والمطبعين في الرياض وأبوظبي وغيرها من عواصم الذل والعار، وهذه الخيانة ليست جديدة بالنسبة لهم، فتاريخهم السياسي حافل بالخيانة للأمة والتخوين لأحرارها، ولا جديد في الأمر سوى أن الأقنعة قد سقطت، وظهر كل طرفٍ منها على حقيقته.

    ولو تصفحنا تاريخ المرتزقة منذ أن كانت في السلطة، لوجدنا أنها أقرب إلى الكيان الصهيوني منها إلى الشعب الفلسطيني المظلوم، فالبحر الأحمر وباب المندب هو نفسه، والمظلومية الفلسطينية ليست وليدة اليوم، بل هي قائمة من قبل وصولهم إلى السلطة، لكن ذلك الوصول نفسه كان مشروطاً بتأمين الملاحة الصهيونية، وإبقاء المندب مفتوحاً على مصراعيه للعدو الصهيوني، الذي لم يتوقف منذ تأسيسه في ارتكاب الجرائم بحق أشقائنا في فلسطين المحتلة وغيرها من البلاد الإسلامية.

    ونتذكر في العام 2003، ومع غزو القوات الأمريكية للعراق، سارع نظام عفاش إلى منع أي أنشطة شعبية تتضامن مع الإخوة العراقيين، بل وأقدم على قمع مسيرة سلمية بالقوة، كانت في طريقها للاحتجاج أمام السفارة الأمريكية في صنعاء، وقد علق طه ياسين رمضان، نائب الرئيس العراقي في حينها، على الحادثة متهماً النظام بالعمالة لأعداء العراق، وقد صدق في ذلك، فنظام عفاش لا يجرؤ على دعم الموقف العراقي المناهض لأمريكا عام 2003، رغم أنه سانده على مدى سنوات في عدوانه على إيران الإسلامية، لكن بضوء أخضر من البيت الأبيض.

    أما حزب الإصلاح، فقد اكتفى بالمتاجرة بالقضية الفلسطينية وجنى الأموال من ورائها، مستغلاً التضامن الشعبي العارم للشعب اليمني تجاه فلسطين والقدس الشريف، وذهبت أغلب تلك الأموال على شكل استثمارات في الخارج، وأصبحت قيادات الإصلاح من ذوي الاستثمارات الكبرى في قطر واسطنبول وغيرها من الملاذات الآمنة، وباعوا القدس وفلسطين بثمنٍ قليل وأعلنوا منذ العام 2011 وقوفهم إلى جانب المشاريع الأمريكية في اليمن، وأولها مشروع التقسيم والتفريط في وحدة البلاد تحت عنوان “اليمن الاتحادي”.

    وكانت خيانات الإخوان، ومن قبلهم خيانة عفاش ونظامه، هي السبب في سقوطهم الأخلاقي أمام الشعب قبل سقوطهم المدوي والكبير على مدى مراحل، وما مواقفهم اليوم الداعية إلى وقف المساندة لغزة إلا عنوان الصغار والابتذال الذي وصلوا إليهم بجشعهم وحبهم للمال والسلطة، ولو على حساب ثوابت الأمة الدينية والأخلاقية.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    محمد محسن الجوهري

    spot_imgspot_img