الاحتلال الإسرائيلي يواصل تصعيده العسكري في غزة وسط تفاقم المجاعة وصمت دولي
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عملياتها العسكرية المكثفة ضد قطاع غزة، بعد أن استأنفت هجماتها قبل 79 يومًا، لتستكمل بذلك أكثر من 600 يوم من القصف والدمار. ويأتي هذا التصعيد بعد تراجع رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، عن اتفاق لوقف إطلاق النار، مستندًا إلى دعم سياسي وعسكري من الإدارة الأمريكية، وسط صمت دولي وعجز واضح من المجتمع الدولي عن التدخل.
وأفادت مصادر محلية بشن عشرات الغارات الجوية على مناطق متفرقة من القطاع، في وقت تزداد فيه تداعيات الحصار تفاقمًا، لا سيما مع استمرار منع دخول المواد الغذائية الأساسية منذ مطلع مارس الماضي، ما فاقم من حدة المجاعة التي تهدد حياة المدنيين في القطاع المحاصر.
وشهدت الساعات الأولى من فجر اليوم تصعيدًا عنيفًا، أسفر عن استشهاد 26 مواطنًا وإصابة العشرات، وفق ما أعلنت عنه المصادر الطبية.
وفي وسط القطاع، استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مجموعة من المواطنين في منطقة النادي الأهلي بمخيم النصيرات، ما أدى إلى إصابة سبعة أشخاص نُقلوا إلى مستشفى العودة وسط تحذيرات من تدهور الوضع الإنساني.
وفي تطور خطير، قصفت طائرة مسيّرة تابعة للاحتلال سطح مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح، ما أثار مخاوف متزايدة من انهيار القطاع الصحي مع استمرار الحصار ونقص الإمدادات الطبية.
جنوب القطاع، وتحديدًا في مدينة خان يونس، وقعت مجزرة جديدة راح ضحيتها 14 مدنيًا، غالبيتهم من النساء والأطفال، جراء قصف استهدف خيام النازحين داخل مدرسة الحناوي التي تأوي مئات العائلات الفارّة من مناطق القتال. كما استشهد الطفل أديب أحمد أديب أبو طه إثر استهداف شقة سكنية في شارع جلال وسط المدينة، في حين شن الطيران غارات مكثفة على منطقة الضابطة الجمركية، تزامنًا مع قصف مدفعي طال أحياء وسط خان يونس.
ولم يكن شمال القطاع بمنأى عن التصعيد، حيث طالت الغارات الجوية مناطق سكنية، وسُجلت إصابات بين المدنيين، بينما شهدت المنطقة الشمالية الشرقية لمدينة غزة قصفًا عنيفًا وإطلاق نار مكثف من الدبابات الإسرائيلية في محيط قيزان النجار جنوبي خان يونس.
في شرقي غزة، أطلقت طائرات مسيّرة من نوع “كوادكوبتر” النيران على الأحياء السكنية، في وقت نفذ فيه الطيران الحربي غارات على مناطق جنوب خان يونس وحي الشجاعية، مخلّفًا المزيد من الضحايا والدمار.
ويعمّق التصعيد العسكري المتواصل المأساة الإنسانية في قطاع غزة، في ظل انهيار شبه كامل للبنية التحتية الصحية ونقص حاد في الغذاء والمياه والأدوية. وفي الوقت الذي ترتفع فيه التحذيرات الدولية من وقوع كارثة إنسانية تهدد أكثر من مليوني فلسطيني، تستمر الولايات المتحدة في تقديم الدعم للاحتلال، فيما تعجز المنظمات الدولية عن وقف آلة الحرب أو رفع الحصار.
تتزايد الدعوات من جهات حقوقية ودولية لمحاسبة إسرائيل على الانتهاكات المتواصلة، التي قد ترقى إلى جرائم حرب بموجب القانون الدولي، وسط تساؤلات عن مدى جدية المجتمع الدولي في تنفيذ التزاماته القانونية والإنسانية تجاه سكان القطاع.