في أول إعلان رسمي لانخراط واشنطن في الحرب ضد إيران، أكد الرئيس دونالد ترامب أن الجيش الأمريكي دمر “بشكل تام وكامل” ثلاث منشآت نووية رئيسية في إيران، محذرا من ضربات أقسى “إذا لم تسع طهران إلى السلام، أو إذا قررت الرد”.
وفي خطاب متلفز من البيت الأبيض، وصف ترامب العملية بأنها “نجاح عسكري باهر”، مشيرا إلى أن منشآت فوردو ونطنز وأصفهان “لم تعد قائمة”، وأن الطائرات الأمريكية “عادت إلى الوطن بسلام”. وقال ترامب الذي كان محاطا بنائبه جاي دي فانس، ووزير الدفاع بيت هيغسيث، ووزير الخارجية ماركو روبيو، إن الضربات المقبلة ستكون “أكبر وأسهل بكثير”، في حال لم تغير إيران سلوكها في الشرق الأوسط.
وكان الرئيس الأمريكي أعلن قبل ساعات عبر منصة “تروث سوشال” أن “حمولة كاملة من القنابل” استهدفت موقع فوردو المحصّن تحت الأرض، مؤكدًا أن العملية جرت “بإشعار مسبق” لإسرائيل.
وقال موقع أكسيوس الأمريكي إن قرار ترامب بالتدخل المباشر لدعم “إسرائيل” في تفكيك البرنامج النووي الإيراني يمثل تصعيداً تاريخياً في “الشرق الأوسط”. ونقلت شبكة فوكس نيوز عن مصدر أنه تم استهداف مدخلي منشأة فوردو بقنبلتين.
بدوره، أكّد مهدي محمدي، المستشار الاستراتيجي لرئيس مجلس الشورى الإيراني، أن الضربات الأميركية التي استهدفت المواقع النووية الإيرانية لم تُسفر عن أضرار دائمة، مشيرًا إلى أن طهران كانت تتوقع هذا النوع من التصعيد مسبقًا.
وفي تصريح نقله الإعلام الإيراني، قال محمدي “من وجهة نظر إيران، لم يحدث شيء غير عادي. كانت إيران تنتظر الهجوم على فوردو منذ ليالٍ، وتم إخلاء الموقع منذ فترة طويلة”.
ولفت إلى أن “منشأة فوردو لم تتعرض لأي ضرر لا يمكن إصلاحه”، مؤكدًا أن المواقع الثلاثة المستهدفة لم تُصب إصابات جسيمة تؤثر على بنيتها الحيوية.
وفي لهجة تحدٍ، ختم محمدي تصريحه بالقول “هناك شيئان مؤكدان: أولاً، المعرفة لا تُقهَر، وثانياً، المقامر سوف يخسر هذه المرة”.
وبشأن الرد الإيراني على الهجوم الأميركي فجر اليوم الأحد، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على حق بلاده في الدفاع عن النفس بموجب الميثاق الأممي، مشيرا إلى أن طهران تحتفظ لنفسها بخيارات للرد.
وقال عراقجي “تعرضنا للهجوم وعلينا الرد وفق حقنا المشروع بالدفاع عن النفس”. وأوضح أن “هناك عدد متنوع من الخيارات أمامنا للرد على الهجوم الأميركي ولن أفصل أكثر”.
وتابع “لن نساوم أبدا على سيادة واستقلال أراضينا وشعبنا، وسنواصل الدفاع عن شعبنا وسلامة أراضينا وحقوقنا”. كما أكد عراقجي أن إيران ملتزمة بمعاهدة حظر الانتشار النووي، وأضاف “لكن هذه المعاهدة لا يمكنها حمايتنا الآن”.
ودعا عراقجي لجلسة طارئة لمجلس الأمن بهذا الشأن، كما دعا الوكالة الدولية “لممارسة واجباتها القانونية ردا على الهجوم الخطير على منشآتنا النووية السلمية”.
وقال وزير الخارجية الإيراني إن على الأمم المتحدة ووكالة الطاقة الذرية أن تشجبا هذه الاعتداءات. وأضاف “إدارة ترامب تهددنا بهجمات إضافية وعلى المجتمع الدولي التحرك لحماية الأمن على المستوى العالمي”.