المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    الرئيس المشاط: انتصار إيران صفعة للهيمنة وهزيمة تاريخية لأمريكا وإسرائيل

    أكد رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط،...

    الدبلوماسية في أتون الصراع: قراءةٌ في فلسفة الرفض الإيراني ومآلات العدالة الدولية

    يطفو على سطح المشهد الجيوسياسي سؤالٌ ملحٌّ، يتردّد صداه...

    حجارة داود.. كمائن “القسام” تحصد جنود الاحتلال وتفجّر آلياته شرق خان يونس

    نشرت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة...

    أول تعليق رسمي لأنصار الله لما يحدث في طهران هذه اللحظات

    أشاد الناطق الرسمي لأنصار الله، محمد عبد السلام، بصمود...

    ايران لم تهزم.. إسرائيل لم تنتصر وترامب لم يتورط في حرب خاسرة

    في النهاية، لا يزال لدى إيران حوالي 600 كيلوغرام...

    قطر جزء من المؤامرة على إيران وفلسطين

    لا خلاف على عمالة النظامين، السعودي والإماراتي، للصهيونية العالمية فالأمر هنا واضح وضوح الشمس، والأمة كلها تلوم الحكومتين على ذلك وتشهد بسوء وقبح ما يقترفه آل سعود وآل نهيان من عداء علني للمسلمين من جهة، ومجاهرة بالولاء لليهود والنصارى من جهة أخرى، وهذه المجاهرة لها كلفتها الأخلاقية والسياسية وتداعيات كبيرة على الشأن الداخلي في البلدين.

    لكن الأمر يختلف كثيراً عندما يتعلق الأمر بالنظام القطري، لا لأنه أقل عمالةً من خصميه في الرياض وأبوظبي، بل لأنه يعرف كيف يقدم نفسه للجماهير العربية والإسلامية، مستغلاً الإعلام الحديث بكل أشكاله حيث ينفق أموال هائلة لتبييض سمعته عبر القنوات الفضائية التابعة له في العلن، أو الموازية لها في مناطق مختلفة من العالم، إضافة إلى تمويل المئات من وسائل الإعلام السيبرانية وآلاف النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، وكل أولئك يسبحون بحمد قطر في السراء، ويتجاهلون خطاياها في الضراء، سيما عند الحديث عن القضية الفلسطينية وخيانة الأنظمة الخليجية لها، بحيث يبقى التركيز مسلطاً على السعودية والإمارات وحسب.

    ونرى في اليمن كيف أنشأت قطر عشرات القنوات الموالية لها في تركيا بميزانيات مهولة، كما نرى آلآلاف من الصحفيين والنشطاء على التواصل الاجتماعي يحجون إلى قطر بين الفينة والأخرى، ويرجعون منها برؤى جديدة تواكب المسار السياسي في قطر، مثلما حديث في منتصف العام 2017، فقد غير كل أولئك موقفهم من الرياض وأبوظبي وبدؤا بكيل الشتائم والتهم لبن سلمان وبن زايد، وفتحوا الكثير من الملفات الدموية للنظامين، خاصة فيما يتعلق بالعدوان على اليمن، وعندئذٍ فقط علمنا أن الاغتيالات والتفجيرات المفخخة في عدن وغيرها من المحافظات المحتلة كانت من تدبير الطرفين السعودي والإماراتي، وليست من تدبير حكومة صنعاء، كما كان يروج له قبل اندلاع الأزمة الخليجية.

    إثارة هذا الحديث ليس للتسلية أو زرع الأحقاد ضد قطر، بل لكشف المؤامرة التي تحيكها ضد الأمة الإسلامية إلى جانب الصهاينة المجرمين، وما رأيناه في سورية يمثل جانباً من تلك المؤامرة، فقد مولت قطر المسلحين بكل أنواع التسليح الخفيف والثقيل، بما فيها الأسلحة المضادة للطائرات وللدروع، وجلبت المقاتلين والخبراء في حروب العصابات لتدمير الدولة السورية، وهذا ما كنا نتمناه في فلسطين المحتلة، لكن المناصرة القطرية هناك لم تتجاوز الردح الإعلامي، ولو أرادت خلاف ذلك لفعلت.

    واليوم، نشاهد قطر تشارك في العدوان الصهيو-أمريكي على الجمهورية الإسلامية في إيران، سواءً بالحرب الإعلامية أو بالمشاركة في العدوان المباشر على إيران من القاعدة الأمريكية في العديد، وهو ما مهدت له القنوات القطرية، وأولها الجزيرة من قبل أيام من الضربة الأمريكية الأخيرة مساء السبت.

    ومن يتابع الجزيرة، وحديثها المطول عن نقل الجيش الأمريكي لمقاتلات وقاذفات إلى قاعدته في غوام بالمحيط الهادئ، يعلم أن الأمر للفت الأنظار عن حقيقة معينة، ولإثبات أن الضربة المقبلة ستكون من أراضٍ تبعد عشرات الآلاف من الكيلومترات عن إيران، وليس من قطر، وهو ما يتعارض مع العقل والمنطق ولا يثبت إلا حقيقة واحدة وهي “كاد المريب أن يقول خذوني”.

    ولا ننسى أن اغتيال الشهيد قاسم سليماني تم بطائرات أقلعت من قطر، والأدهى أن اغتيال سليماني سبقه حملة تشهير وشيطنة دامت لسنوات عبر قناة الجزيرة وأخواتها، وخاصة عبر الصهيوني فيصل القاسم الذي ما انفك يسيء للشهيد بدواعٍ طائفية مقيتة تخص أهل السنة ليتضح في الأخير أنه درزي ولا علاقة له بتلك الطائفة، ولكن طبيعة العمل الموكل إليه تستدعي ذلك الدور.

    وبالحديث عن استشهاد الجنرال سليماني، فإن الغرب لا يقدم على جريمة كهذه إلا بعد التشهير والتشنيع بصاحبها لتهيئة الرأي العام لتقبل الخبر، وكان للجزيرة الدور الأكبر في عالمنا العربي، وبالنسبة لي شخصياً ما سمعت باسم سليماني أول مرة إلا عن الإعلام القطري وعن نشطاء حزب الإصلاح الموالين لقطر، ولم يكن الأمر عفوياً، بل جزء من المخطط الصهيو-أمريكي ضد شخصية جهادية اتضح لاحقاً مدى عظمتها وإخلاصها للأمة الإسلامية وثوابتها الكبرى وأولها فلسطين.

    خلاصة القول إن إيران متضررة من الدور القطري السلبي في المنطقة، وهذا الضرر تجاوز التشنيع الإعلامي إلى الخطر الجوي المباشر، وهي -إيران- معنية بالرد دفاعاً عن شعبها وأمنها ولردع العدوان الأمريكي القادم عبر الأراضِ القطرية، وهذا حق كفلته كل الشرائع والمواثيق وكان الأجدر بقطر أن تنأى بنفسها عن الصراع حفاظاً على مصالحها واحتراماً لجارتها التي ناصرتها يوم تعرضت للغدر والخيانة من قبل شركائها في التطبيع والخيانة.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    محمد محسن الجوهري

    spot_imgspot_img