في النهاية، لا يزال لدى إيران حوالي 600 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% الذي تم اخفاؤه. لدى إيران علماء فيزياء نووية، ولديها إمكانيات تقنية. من الناحية النظرية البحتة، يمكن تخصيب هذه الكمية من اليورانيوم الى نسبة 90% الصالح لصنع القنبلة الذرية خلال بضعة أشهر. كل ما يفصل إيران عن ذلك هو فتوى المرشد خامنئي.
يجب ان نتذكر أن الصراع فُرض على إيران، لذلك كان من المهم جدًا لطهران الخروج منه. وعند الخروج، قامت رمزياً بقصف إسرائيل مرة أخرى كضربة استعراضية أخيرة.
رأى العالم أن الإيرانيين يعرفون كيف يقاتلون ومستعدون لحرب كبرى (رغم أنهم لا يريدونها). لكن أعداء إيران ليسوا مستعدين لحرب كبرى. وبعد أن أدركوا أن الشارع الإيراني لن يثور، فضلوا التوقف. لم يتمكن نتنياهو حتى الآن من جر الولايات المتحدة إلى صراع شامل مع إيران. وبدون ذلك، لا تستطيع إسرائيل فعل اي شيء.
تكبدت إسرائيل خسائر فادحة دون تحقيق أهدافها الأساسية. نافذة الفرص لنتنياهو على وشك أن تغلق (إلا إذا قام بمغامرة آخرى). خرج ترامب من المأزق، كما كان متوقعا، على غرار عام 2020. والآن سينتظر جائزة نوبل.
في هذه المرحلة، يمكن القول إن إسرائيل خسرت، إذ فشلت في جر الولايات المتحدة إلى حرب تهدف إلى تدمير إيران، ولم تقضِ على البرنامج النووي الإيراني، ولم تغير النظام في إيران.
تضررت إيران لكنها لم تخسر. بل حتى إنها كسبت الكثير.
حصل الإيرانيون على خبرة لا تقدر بثمن واستخلصوا العديد من الدروس. لقد رأوا كل نقاط ضعف إسرائيل، وفهموا ماذا يمكن توقعوه وممن في المنطقة والعالم. جربوا صواريخهم في معركة حقيقية ضد قوى متطورة تكنولوجيًا. وأخيرًا، قام الإيرانيون بالقضاء على عدد هائل من الأعداء الداخليين. وبشكل عام، أدركوا حجم الكارثة ليس قبل فوات الأوان، بل بينما لا يزال لديهم الوقت والقوة للقضاء على التهديد. ستستمر عمليات التطهير في إيران لفترة طويلة. وهذا سيعزز سلطة المرشد.
كما تعززت مواقف أولئك في إيران الذين يدعون إلى امتلاك السلاح النووي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ